الشريط الاخباريمساحة حرة

جنيف 2.. صيحات المتآمرين تمهيدا لتمرير التنازلات

عصام عوني

تابعنا جميعا ما يطلق عليه مؤتمر “السلام السوري (جنيف2)” في مونترو السويسرية، وكان الحدث الأبرز على الصعيد الدولي خاصة أن روسيا فرضت ما تريد وتمثلت سوريا كدولة تتمتع بكامل الشرعية وعقد المؤتمر، وحضر الجميع بإستثناء إيران وإن كانت حاضرة ضمنا، وإستبعاد إيران ليس كما قيل وليس إرضاءا للإتلاف أو مملكة بنو سعود على الإطلاق، فحضور إيران لا تحتمله واشنطن خاصة بعد إنتصارها النووي الأخير كدولة نووية بإعتراف دولي بعد التسليم لرؤيتها والخضوع لثوابتها ..

عقد جنيف2 أخيرا بحضور العالم، الذي نصفه ضد الدولة الوطنية السورية لا بل ممولا للإرهاب فيها، وبدأ الحفل وتعالت أصوات النشاز بصفاقة عهدناها ولم نتفاجأ بها، إبتدأ الحفل بمقدمة كيمونية عدائية مهذبة دبلوماسيا واضعا كيمون شروطا تعد لعبة سياسة قديمة لا يجيدها سوى مخضرموا الديبلوماسية، حدد مون وقتا لكل وفد ليلقي خطابه، وأفشل اللعبة المعلم متحدثا 34 دقيقة شاملا كل ما جرى ويجري على الأرض السورية منذ ثلاث سنوات وأبدع المعلم .

لم يأت كيمون بجديد بل ردد الكلام ذاته، ولم يخض بموضوع الإرهاب إلا إستحياءا وفقا للتعليمة الأميركية المفضوحة، هيئة إنتقالية كلمة سر المتآمرين لتتوالى خطب التكرار المملة حد الإشمئزاز، علما أن الأخير قد سقط ومنظمته وبالضربة القاضية فور سحب الدعوة الموجهة لإيران في سابقة لم يشهدها العالم أبدا منذ تأسيس الأمم المتحدة ..

جاء دور المضيف والحقيقة كان خطابه المتوازن الوحيد بين خطب جوقة المتآمرين غربا وعرب، وأعاد الكلمة لكيمون ليعيد بدوره الشروط كأنه يملك القرار ولكنها السياسة الفاقدة للكياسة حد الوقاحة، ليتسلم لافروف الكلمة …

وضع المخضرم لافروف النقاط على الحروف مؤطرا جنيف2 بثوابت تؤكد على سيادة الدولة السورية وعدم المساس بها ومحاربة الإرهاب المتفاقم الأولوية، محذرا من شروط الجوقة المسبقة البالية، في حين كيري يرتجف توترا على وقع الكلمة، ليسلم كيري الكلام ويبدأ الأخير صفاقة لا صفاقة توازيها ..

أتحفنا كيري بالقديم الجديد ونفس الخطاب مختزلا الأزمة السورية بشخص الرئيس الأسد، وهذا مناف للواقع والحقيقة مصورا الأحداث السورية على أنها إقتتال بين طرفين، متناسيا العصابات الإرهابية المستجلبة من كل حدب وصوب بمباركة علنية لحكومته وتمويل خليجي بحت، من بوابة تركيا وجيران سوريا ولم يخجل …

حان وقت الحقيقة، بدأ المعلم واضعا النقاط على حروف جنيف، اصفرت الوجوه منذ بدأ وتوتر الحضور، والبعض الآخر أصيب بعسر الهضم وإهتزت القاعة، سيد كيري لا أحد في هذا العالم يستطيع فرض الشروط على الشعب السوري ونحن نمثل الدولة الشرعية وما بين السطور أنتم من تمثلون، ليرتبك كيري سريعا ويبدأ المحللون في واشنطن تحليل الكلام، ليخلصوا أن دمشق تتحدى واشنطن وهذا حقيقة لا ينكرها أحد ولكنه التحدي الحق ..

فضح المعلم المؤامرة بإيجاز، مطالبا العالم بالوقوف بحزم لمحاربة الإرهاب والإبتعاد عن الأوهام والأمنيات، شارحا بالتفصيل الموجز ما حدث ويحدث على الأرض، ليقاطعه مون مرتين وليهان أدبيا مون مرتين، فإبتلع لسانه وصمت ليكمل المعلم خطاب الشعب السوري بأغلبيته العظمى، تزامنا مع حضور مهيب للسوريين الشرفاء خارجا على عتبات قاعة المؤتمرين …

الجربا ألقى كلمة البؤس والخيبة المعدة مسبقا، مبتدءا الحديث بالكذب والفبركة المعتادين، لتصل به الأمور بدعوة الوفد الوطني السوري الرسمي الشعبي الشرعي بالإنشقاق والإنضمام له وخسئ الجربا ومشغليه، واصل الجربا الحديث مدعيا تمثيل الشعب السوري الذي يمقته ومن معه، لينهي الكلام وكأن شيئا لم يكن والمشهد تخيلوه نملة ترتدي بدلة وهزلت ..

توالت الكلمات المترجرجة والمتتركة والمستعربة الغبية البلهاء، وفقا للتعليمة فالأدوات تبقى أدوات ولو تصدرت المنابر، فلا هي ترقى ولا المنابر ترتقي بها وسقط الجميع أمام منطق الحق …

هذه المعمعة ضرورة لنجاح جنيف2 فالتصعيد مطلوب لأن ما تحت الطاولة تنازلات لصالح دمشق موسكو طهران، والجميع سيسلمون بوجوب وضرورة محاربة الإرهاب لا وبل دعم الدولة السورية وبالمطلق، وما بدعة الهيئة الإنتقالية إلا لذر الرماد في العيون، وكلنا نعرف أن الرئيس الأسد قالها صراحة حكومة يشارك فيها الجميع لتعبد طريق سوريا الجديدة، والقول الفصل صناديق الإقتراع وكل ما سيتم أو يكون لا قيمة له إلا بموافقة الشعب بإطار الإستفتاء الشعبي وهذا ما سيكون، وفقا لأوراق الأسد التي ستفرض حضورها وبقوة على طاولة جنيف ..

عود على ذي بدء، أثناء كلمة جون كيري كان خبر هبوط أول طائرة سورية على مدرج مطار حلب الدولي وقعه ك أنظروا إليها تحترق إبان حرب تموز بلسان سيد المقاومة …

مناكفات جنيف ستستمر، وفي كل جولة سيصفعهم المعلم، أما على الأرض فالجيش العربي السوري يرسم جنيف الحقيقي والأسد لما بعد بعد بعد 2014 ولو كره الكارهون