عربي

القوات العراقية تستعد لاقتحام الفلوجة

مع انتهاء الفترة الزمنية التي منحها شيوخ ووجهاء ورجال دين محافظة الأنبار غربي العراق للعناصر الإرهابية للخروج من مدينة الفلوجة أو القبول بخيار المواجهة تبدو القوات المسلحة العراقية المشاركة في حملة تطهير محافظة الأنبار من فلول إرهابيي ما يسمى “تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام” مستعدة لتنفيذ عملية الفلوجة في حال تلقيها الأوامر بذلك.

ويسعى الجيش العراقي من خلال محاصرة الفلوجة للقضاء على من تبقى من أفراد ذلك التنظيم الإرهابي والإجهاز بشكل تام على عناصر التنظيم المذكور الذي يتكبد خسائر مستمرة تمثل آخرها بمقتل أكثر من خمسين عنصرا من أفراد التنظيم في الأنبار أمس.

وذكرت شبكة الإعلام العراقي أن هناك توقعات باقتحام الفلوجة موضحة أن الجيش والقوى الأمنية المشاركة في تطهير الأنبار نجحوا بشكل كبير في اتباع سياسة تكتيكية مكنتهم من حصر أفراد ذلك التنظيم في الفلوجة بغية الإجهاز عليه بشكل كلي وتام.

وأعلن فالح العيساوي نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار أن عدد مسلحي التنظيم المذكور بمدينة الفلوجة يتراوح بين 600 و700 إرهابي.

وقال العيساوي في تصريح صحفي إن أغلبية عائلات الفلوجة نزحت من المدينة نتيجة الاعمال الوحشية التي تمارس بحقهم من قبل عناصر التنظيم الإجرامي لافتا إلى أن المدينة تخضع حالياً لسيطرة التنظيمات الإرهابية بالكامل منذ شهر كامل أي مع بدء الأحداث الأمنية في محافظة الأنبار.

وبين العيساوي أن الخيار العسكري هو الأخير للفلوجة لأن جميع المفاوضات التي تجرى تصطدم بوجود الإرهابيين الذين يسيطرون على المدينة.

وتماشيا مع إحكام قوات الجيش سيطرتها على العديد من مدن الأنبار وسعت تلك القوات عملياتها لتشمل عدداً من المناطق التي ينتشر فيها مسلحو ما يسمى “تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام” بينها الكرمة وعنة ومناطق جنوب الرمادي في خطوة تدلل على عزم الجيش على حسم المعركة بأسرع وقت.

وأكد الفريق الركن محمد العسكري الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية قيام وحدات من لواء 39 مسندة من طيران الجيش بتدمير مواقع وأوكار الإرهابيين في منطقة عامرية الفلوجة وتقاطع السلام وأسفرت هذه العملية النوعية عن مقتل 40 إرهابيا وحرق 15 سيارة محملة بالأعتدة والأسلحة وتدمير أربعة مقرات للقيادة والسيطرة.

وفي سياق متصل أكد مصدر في لواء الرد السريع تمكنه من قتل 13 إرهابيا بينهم اثنان يرتديان حزامين ناسفين في محافظة الأنبار حاولوا التعرض للقوات الأمنية فيما قتل طيران الجيش 15 إرهابياً بتدمير ثلاث سيارات في الحي الصناعي بالفلوجة وأيضاً قتلت قوات الجيش إرهابيين اثنين في منطقة الفلوجة حاولا استهداف قطعات الجيش المنتشرة في محيط المدينة.

وأشار المصدر إلى أن مراكز تجمعات الإرهابيين في مناطق العسكري والجولان والجغيفي تعرضت إلى قصف مدفعي ومروحي لافتا إلى أن القوات الأمنية قتلت عددا من الإرهابيين وأحرقت سيارات يستقلونها ودمرت مدافع مضادة للطائرات خلال قصفها.

وأضاف المصدر أن القوات الأمنية فرضت حظرا للتجوال في مدينتي هيت والرمادي وأطلقت عملية أمنية واسعة لتطهير مناطق جنوب الرمادي من الإرهابيين مبيناً أن “الاتصالات انقطعت في مدينة الرمادي بالتزامن مع فرض حظر التجوال فيها”.

وأفاد المصدر بأن قوة من جهاز مكافحة الإرهاب تمكنت من قتل أربعة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة في الفلوجة والرمادي وثلاثة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة في شارع 20 ومنطقة الملعب وسط الرمادي أثناء محاولتهم استهداف القوات الأمنية التي تقوم بتطهير المنطقة من العناصر الإرهابية مضيفاً أن قوة أمنية أخرى تمكنت من قتل انتحاري آخر أثناء محاولته تفجير نفسه بالقرب من إحدى الوحدات العسكرية في الناحية.

من جهته أعلن رئيس مجلس إسناد الأنبار حميد الهايس تشكيل الشرطة المحلية في البو فراج بعد تحريرها من الإرهابيين بالكامل موضحا أن العمليات العسكرية تسير وفق خطة أمنية محكمة وناجحة بعد تمكن القوات الأمنية من قتل عدد كبير من الإرهابيين وتحرير منطقة البو فراج بالكامل والتي يتمركز فيها عتاة الإرهابيين.

وأضاف أنه تم تشكيل شرطة جديدة في منطقة البو فراج بعد عملية تحريرها من الإرهابيين من عدة جنسيات عربية كانوا يحتلونها مطالبا أبناء المنطقة بالعودة إلى ديارهم وإعادة الحياة إليها.

من جهة أخرى كشف اللواء فاضل البرواري قائد الفرقة الذهبية للعمليات الخاصة أن قواته عثرت على أسلحة إسرائيلية بينها قناصات لدى إرهابيي ما يسمى “تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام” بعد تحرير العديد من مناطق الأنبار.

وقال البرواري في صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي “إن السلاح والعتاد المستخدم من قبل التنظيم المذكور هو نفسه الذي استخدم في عام 2006 لقتل المواطنين وهو من صناعة إسرائيلية”.

وكانت وزارة الدفاع العراقية أعلنت أمس تطهير منطقة الملعب في مدينة الرمادي في محافظة الأنبار من إرهابيي ما يسمى تنظيم “دولة الإسلام في العراق والشام” التابع للقاعدة مؤكدة أن القوات المسلحة وباسناد مباشر من قبل القوة الجوية وطيران الجيش وبالتعاون مع أبناء وشيوخ عشائر الأنبار والشرطة المحلية نفذت عمليات نوعية ودقيقة منذ ليلة أمس الأول وصباح أمس تمكنت خلالها من قتل أكثر من 50 إرهابيا من التنظيم المذكور وإبطال مفعول 135 عبوة ناسفة وتدمير 7 عجلات اثنتان منها محملتان برشاشات أحادية ودراجة نارية مفخخة في منطقة الملعب بالرمادي.

ويشن الجيش العراقي مدعوما بأبناء العشائر حملة عسكرية واسعة في محافظة الأنبار يستهدف فيها معاقل تنظيم القاعدة والتنظيمات التابعة له ولاسيما ما يسمى “دولة الإسلام في العراق والشام” المدعومة من قوى إقليمية وبعض الدول الخليجية التي تسعى لإحداث الفوضى وخلق الفتنة في المنطقة لخلط الأوراق ومنع استقرار المنطقة خدمة للمشروعات الغربية.