جنيف 2سوريةكيماويملف ساخن

المقداد يضع ملفي الكيميائي والجوالة الثانية من جنيف تحت الضوء

أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن الوفد السوري الرسمي لا يمكن أن يمارس سياسة “العمل من تحت الطاولة” عندما يتعلق الأمر بمصير سورية.

وقال المقداد في حديث للتلفزيون العربي السوري أمس الثلاثاء 4شباط إن «القيادة السورية تعي مسبقاً حجم المؤامرة ضد سورية وخاصة البعد الإعلامي التضليلي لها»، موضحاً أن الحملات الإعلامية التي كشف العالم أنها كانت غبية جداً لم تنجح في تضليل الشعب السوري والقيادة والدبلوماسية السورية.

وأضاف المقداد «إننا منذ بداية الأحداث في سورية كنا جبهة واحدة متراصة لأن ما يسجله شهداء سورية بدمائهم على هذه الأرض الطاهرة سيؤدي إلى التأثير علينا في الدبلوماسية السورية إيجاباً وعلى الآخرين سلباً وهذا هو النهج الذي تسير به سورية».

وتابع المقداد إن «التغيير الذي أحدثوه في عدة أقطار عربية لم يكن هدفه إلا الوصول إلى سورية لأنها الدولة المقاومة الوحيدة التي بقيت على الساحة العربية في وجه المخططات الإسرائيلية ومحاولات الهيمنة التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية من جهة وتنفذها دول لديها رغبة في العودة إلى عهود الاستعمار كما هو الحال بالنسبة لفرنسا وبريطانيا ودول تابعة لهم في المنطقة العربية لتنفيذ مخططات الآخرين».

وقال نائب وزير الخارجية والمغتربين: «لقد أجرينا بعض الجلسات من أجل دراسة وتقييم ما تم إنجازه ونعد بشكل يومي ملفاتنا لما هو قادم من الحوارات فعندما ذهبنا إلى مؤتمر جنيف ذهبنا بقرار من سيادة الرئيس بشار الأسد ونفذنا تعليماته وسنعقد مزيداً من هذه الجلسات للتقييم وتلقي توجيهاته وتعليماته وهو صاحب القرار النهائي في ذلك».

وأضاف المقداد: «إننا ذهبنا إلى جنيف بتعليمات واضحة لإنجاح الحوار ولوقف الإرهاب وسفك الدماء في سورية ولإعادة الأمل للسوريين ولكي نكون سنداً لجيشنا في معاركه وبطولاته وكي نضع حدا لهذه المأساة والتدخل الأجنبي الخارجي في الشؤون الداخلية لسورية».

وتابع المقداد إنني «أؤكد أن هذه النية لم تكن لدى الطرف الآخر الذي كانت لديه أجندة واحدة وهو يعتقد واهما وبطريقة أكثر من دنيئة بأنه قادم إلى هذه الحوارات من أجل استلام السلطة وهذا ما لم نقدمه ونتنازل عنه طيلة السنوات الماضية ونؤكد أننا لم نذهب إلى جنيف لكي نقدمه على طبق من فضة بل ذهبنا لإيجاد حل لوقف سفك الدماء ولوقف الإرهاب والتدخل الخارجي وفي هذا المجال كل ما لم يتحقق كان المسؤول عنه هو الطرف الآخر ومن يدعمه».

وبين نائب وزير الخارجية والمغتربين أن موقف الاتحاد الروسي من الأزمة في سورية كان دائما موقفاً مسؤولاً هاجسه الأساسي إعادة الأمن والاستقرار إلى سورية وإقناع من لم يقتنع بعد بأهمية التوصل إلى إنهاء الإرهاب والعنف في سورية وإقناع من يقف خلف هؤلاء الإرهابيين وأسيادهم سواء كانوا في المنطقة العربية أو دوليا بأنهم عمليا لا يمثلون أحدا في الجمهورية العربية السورية.

وأشار المقداد إلى أن سورية تعرف أن الهم الأساسي للروس هو وقف الإرهاب في سورية وتقدر الجهود الحثيثة التي تبذلها القيادة الروسية في متابعة الأحداث فيها وإنجاح مؤتمر جنيف بشكل خاص وهي التقت بكل الأطراف الأخرى من المعارضة السورية والآن تلتقي بالفصيل الذي فرضته أنقرة والدوحة لكي يدعي تمثيلا ما لبعض المواطنين في سورية والكل يعي أن هذا الفصيل انشقت عنه مجموعات كبيرة جدا ولم يبق منه إلا جزء صغير.

وأوضح المقداد أن ما يسمى “وفد المعارضة” كان يخضع لإدارة مباشرة وتلقين ليقول ما يؤمر به وهذه هي حقيقة “المعارضة” التي يدعون أنها “معارضة سورية” في حين أنها معلبة خارجياً في اسطنبول والدوحة وتل أبيب وواشنطن وباريس وفي كل مكان يساء فيه لسورية.

وقال المقداد: “إنه في إطار توزيع المهام بين الدول الراعية لمؤتمر جنيف تم تكليف الولايات المتحدة الأمريكية بالتعامل مع المعارضة وهي بالطبع فشلت فشلاً ذريعاً غير مسبوق في ذلك وكنا نتوقع منها عندما يفشل أحد مسؤوليها أن تقوم بعزله وروبرت فورد يتحمل المسؤولية بشكل مباشر في هذا المجال”.

وبين المقداد أن العالم سيرى قريباً انفراط العقد المعادي لسورية لأن الكثير من الدول الأوروبية بدأت تحتج على السياسات الغبية التي تمارسها فرنسا وبريطانيا ضد سورية.

وفيما يتعلق بالجولة الثانية من الحوار قال المقداد: «إننا سنتلقى تعليمات سيادة الرئيس لتحديد موقف سورية من هذه الجولة وسنعلن هذا الموقف قريبا” مضيفا: “إن الطرف الآخر هو الذي كان مسؤولاً عن إعاقة هذا الحوار لأنه أتى لإفشال هذا الحوار وأتى لقتل سورية وهو يتشبث بحبال في الهواء ويعتقد أن الولايات المتحدة وأسيادهم في الدول الغربية وفي الممالك المعروفة يريدون تسليمهم مفاتيح دمشق لذلك سوف لن يجدوا الآن ولا غداً ولا في المستقبل أي تجاوب مع هذه التوجهات لأننا صامدون ولن تقبل دماء شهدائنا وآلام أطفالنا ونسائنا وشيوخنا أن نتنازل ولو قيد أنملة عن حقوقهم لصالح مؤامرات خارجية».

وحول الحملة التي شنت على سورية من أجل الضغط عليها بخصوص مسألة السلاح الكيميائي قال المقداد: “إن هذه الحملة ظالمة وكاذبة ونحن مقتنعون بما قمنا به ونفذنا الكثير من التزاماتنا قبل موعدها بوقت طويل ولا نزال ملتزمين بتنفيذ كل الالتزامات التي توافقنا عليها مع الأمم المتحدة ومع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية”.

وأشار المقداد إلى أن بعض الدول التي تدعي أننا لم نف بالتزاماتنا في المواعيد المحددة هي التي تعيق الآن تنفيذ هذه الجداول الزمنية مبينا أنها لم تف حتى هذه اللحظة بالتعهدات التي تقدمت بها لمساعدة سورية في هذا الشأن وتتناسى أنها تدعم الإرهاب الذي يهدد نقل هذه المواد من مواقعها إلى الشاطئ السوري لترحيلها خارج سورية.