الشريط الاخباريسلايدسورية

الجعفري: لا يمكن مناقشة مستقبل سورية مع «الائتلاف»

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن وفد الجمهورية العربية السورية لم يكن يفاوض وفد “الائتلاف” المسمى “المعارضة” فقط بل كان يفاوض 13 وفداً هم وفد “الائتلاف” ووفد الأمم المتحدة الممثل بالوسيط الأخضر الإبراهيمي إضافة إلى 11 وفداً يقيمون في فندق “الائتلاف” بالظل ويصدرون له التعليمات على شكل قصاصات ورقية بين الحين والآخر للرد على استفسارات وأسئلة الوفد الرسمي السوري.

وفي حديث لقناة “سما” أمس، قال الجعفري إن “الآلية التي استنبطها الوفد السوري في جنيف كشفت عورات الوفود الأخرى والتي بدأت تظهر إلى العلن ومنها استقالة ممثل الجامعة العربية ناصر القدوة والحديث الجدي عن ترك السفير الأمريكي روبرت فورد لمهامه نهاية هذا الشهر وبدء إعادة تقييم الطرف الآخر لمجريات الأمور بما يحتم عمليا ومنطقيا ذهاب وجوه جديدة وهو ما يدل على انتصار سورية في معركة جنيف”.

وأوضح الجعفري أن المشغلين لوفد “الائتلاف” فشلوا في إدارة عمليات الحوار بطريقة تسجل لهم النقاط ولذلك ستكون هناك تغييرات في وفد المشغلين ووفد “الائتلاف” أيضاً كما أن الجميع بات مقتنعاً وبينهم الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية أنه لا يمكن مناقشة مستقبل سورية مع هكذا وفد ومن دون وجود تمثيل طيف واسع من الشعب السوري.

وأشار الجعفري إلى أن الحديث عن توسيع وفد المعارضة يصب في مصلحة الشعب السوري وإيقاف الأزمة وجسر الهوة الناجمة عن عدم وجود طيف واسع من تمثيل أطياف الشعب السوري في “وفد الائتلاف”.

وقال الجعفري “إننا لا نمانع معالجة ومناقشة بيان جنيف1 ولكن وفق التسلسل المنطقي والعقلاني لبنوده دون أن يتم القفز فوق أحدها”، مشيرا إلى أن الوفد الرسمي السوري يعنى بتقييم مجريات الجولة الأولى من المحادثات ونقلها إلى القيادة لدراستها والرد في القريب العاجل على موضوع المشاركة في الجولة الثانية.

ولفت الجعفري إلى أن ملف الأزمة لم يعد “سورياً -سورياً” بامتياز رغم وجود البعد الداخلي للأزمة بل هناك بعد عربي وإقليمي ودولي شاهدناه في مونترو حيث تم انتقاء 40 وفداً كانت أغلبيتهم الساحقة حكومات تناهض سورية العداء أو عدم المودة لكي تلقي بيانات ضاغطة على الوفد السوري وتبقيه في حالة حصار ودفاع وتحاول إظهاره بأنه عاجز عن مواكبة كل هذا الضغط المعد مسبقا.

وأوضح الجعفري أن الشيء الذي فاجأ الوفود هو أداء الوفد السوري وقناعاته وتماسكه ووطنيته وقراءته الصحيحة ولغته المتطورة وعمله الجماعي المنسجم والمتناغم حيث استطاع أن يحول المنبر الذي كان مخططا لاستخدامه ضد سورية إلى منبر لصالحها إعلاميا وسياسيا.

وبين الجعفري أن وفد الجمهورية العربية السورية ذهب بعقلية منفتحة لمؤتمر جنيف وأول كلمة قالها هي أنه لم يأت ليسجل نصر سوري على سوري آخر فيما الوفد الآخر ضعيف التمثيل كان همه السلطة فقط ورفض مبدأ السيادة والاستقلال والوحدة الترابية لسورية ورفض التدخل الخارجي في شؤونها وضرورة تحرير كامل الأراضي المحتلة وهي مبادئ يفترض ألا يختلف عليها سوريان اثنان.

وأكد الجعفري أن الموضوع الإنساني في سورية كان أحد الأوراق للضغط السياسي على الحكومة السورية حيث استلمت هذا الملف كل من أستراليا ولوكسمبورغ بعد انتخابهما في مجلس الأمن وقدمتا قرارات وبيانات صحفية مسيسة ولكن لم تنجحاً في تمريرهما وعندما طلبنا منهم ترجمة حرصهما على الجانب الإنساني من خلال إرسال سيارات إسعاف أو كراسي لذوي الاحتياجات الخاصة لم يفعلا ما يظهر مدى نفاقهما وعدم التزامهما أخلاقيا.

وشدد الجعفري على أن سورية مستعدة للدخول في أي عملية توصل إلى وقف سفك الدماء ووقف الإرهاب والتدخل الخارجي في شؤون سورية ورسم مستقبلها من السوريين أنفسهم وبقيادة سورية.

وقال الجعفري “إن لدى الوفد الرسمي السوري تعليمات بمناقشة أي شيء وليس لديه اعتراض على بيان جنيف ولكن هناك قراءات عدة له حسب كل طرف وهو ما يمكن تسميته دبلوماسيا الغموض البناء الذي تلجأ إليه الدول عندما يكون الملف شائكا وعندما تكون عاجزة عن التوصل إلى قراءة موحدة ومشتركة حوله من أجل أن ترضي جميع الأطراف بقراءة غامضة.

وأضاف الجعفري: “لا مشكلة لدينا بمناقشة أي بند من بنود جنيف1 وموقفنا التفاوضي متين وراسخ ومنسجم مع قناعتنا السياسية ومع الدستور ولكن المشكلة الرئيسية مع نهج ومقاربة وتدخل الآخرين المشغلين لوفد “الائتلاف” الذين يشوشون على أي إمكانية ليتفاهم السوريون مع بعضهم البعض”.

وقال الجعفري “إننا نأمل ألا يطول أمد التفاوض والحوار ونريد أن نرى أمامنا في الجولة القادمة وفدا له مصداقية على الأقل في تمثيل الأطراف الأخرى وإذا حصل هذا الأمر فسيكون إشارة جدية من طرفهم من أجل الدخول الفعلي في بحث ورسم مستقبل سورية بعيدا عن التدخلات الأجنبية وبعيدا عن الإرهاب.