قصة بطولة

من بطولات منّغ… «منتصرون وباقون»

الشهيد البطل الملازم اول الطيار «ياسين محمد ابراهيم»

أحد أبطال المطار العسكري السوري الأسطوري ” منغ ” فيه صمدَ مع رفاقه الابطال على مرّ شهور وعاشوا في اصعب ظروف الحياة التي يمكن ان يتخيلها عقل

التحق البطل بمطار منغ العسكري في كانون الثاني ٢٠١٢وبعد مايقارب الشهر والنصف كان الحصار الخانق حول المطار ومع مرور كل يوم كان الحصار يزداد وكانت تزداد معه معنويات هؤلاء الأساطير ، وبالمقابل كانت ابسط مقومات العيش تتناقص شيئاً فشيئاً…

في المساء لا يستطيع احد إشعال ولو عود ثقاب وإلا يصبح هدفاً للقنص مباشرةً ، كانت لياليهم حالكة السواد ليس ينيرها سوى شرارات الرصاص وقذائف الهاون.

أخ الشهيد البطل يقول: ” بالرغم من برد الشتاء ، وحر الصيف كان اليقين بالنصر لايفارق لا قلبه ولا شفتيه ، كان يقول لي باستمرار :لا يهمنا شيء، منتصرون وباقون في هذا المطار حتى آخر نفس في صدورنا ادعو لنا، نحن هنا  كي تعيشوا بسلام المهم سورية وبإذن الله صامدون”.

لم يثنيهم شيء عن الصمود والتحدي حتى نقص الطعام لم يمنعهم من ان يتفننوا بطبخ الأعشاب مهما كان نوعها ليستطيعوا الاستمرار في البقاء ومواصلة معاركهم الدائمة.

يتابع أخ الشهيد “بالرغم من الإمدادات التي كانت تصل ولكن للأسف يأتي قسم كبير منها خارج حدود السور ، كان ياسين من السباقين للحصول على ما يكفيه هو ورفاقه ، وفي احدى المرات تسلل هو و أحد رفاقه خارج سور المطار وزحف مايقارب عشرات الأمتار ليصل لإحدى الحمولات فكانت قذائف الهاون تتساقط عليهما من كل صوب ، وفي مرة اخرى وبنفس الحالة اخبرني انه كان على مقربة من اؤلئك المجرمين المرتزقة، رأهم وسمعهم ، قال انهم كانوا كالوحوش أشكالهم غريبة كلامهم غير مفهوم فقد كانت غالبيتهم أفغان وشيشان”

عُرفَ البطل ياسين باندفاعه الجبار ، بقوة قلبه وحبه لأداء واجبه القتالي ، وقبل ثلاثة أشهر من استشهاده كان على خط الدفاع الاول بعد ان استشهد احد الابطال آبى الا ان يحلّ مكانه بالرغم من انه طالب طيار ولكن نقص العدد وإقدامه جعله يكون بالمقدمة.

 وفي احدى الأيام جرت معركة على باب المطار وتمّ طلب قوة مؤازرة فكان ياسين من الأوائل على الرغم من ان الضابط المسؤول أثناءها حاول منعه ولكنه ذهب ، وأثناء الاشتباك أُصيب في وجهه بشظية إصابة بالغة و لم تمنعه اصابته التي تمّ تعقيمها بالماء والملح والتي قام بتقطيبها احد رفاقه عن متابعة القتال والصمود فلم يستمر افتراشه لتراب المطار اكثر من عشرة ايام رغم الوضع الصحي ورغم الخوف من حالة انتانية ممكن ان تصيب الجرح.

وفي احدى مناوباته الليلية كان قدّ أعدّ كمين مع رفيقه البطل (طاهر محمود) حماه الله وكانوا في خندقٍ واحد ، وفي تلك الليلة ليلة الجمعة ١٤/٦/٢٠١٣ قامت مجموعة بالتسلل الى المطار فتصدّى لها ياسين وطاهر وقتلوا ما يقارب الثلاثين وكان الاشتباك على مسافةٍ قريبة ، وكان من بين تلك الجثث من لم يمت بعد فقام هذا الإرهابي المرتزق باطلاق الرصاص بغتةً ومن مسافةٍ قريبة فأصيبَ اخي في رقبته و ارتقى شهيدا للوطن

قام رفاقه فيما بعد بدفنه بعد الصلاة على جثمانه الطاهر بأرض المطار ليسطر اسمه في التاريخ بطلاً عشق أرض وطنه وفدى بروحه تراب سورية المقدس

الشهيد

منبقى لترابك سياج