مساحة حرة

التجدد بنفحة الانتصار

ناظم عيد

أغلب الظن أننا سنكون في القريب العاجل أمام مرحلة تجدّد مشهودةٍ بوقعها ووقائعها هنا في الداخل السوري، غير بعيدةٍ في معزّزاتها ودافعاتها عن حيثيّات الأزمة، التي يبدو أننا نجحنا فعلاً في تحويلها –كطاقة- إلى طاقةٍ إيجابيّة، وفق المنهج المتأنّي الذي ارتآه السيد الرئيس بشار الأسد في كلمته التوجيهيّة للحكومة  آنذاك في بدايات ظهور نُذر العاصفة الموجهة  نحونا من الخارج.

في التجدّد بعث وفي البعث تجدّد، من هنا نبدو في تصالحٍ مع المفردات ونحن نستشرف حضور حزبنا في عموم أفق المرحلة المقبلة، كحاملٍ لنفحة التجدد والتجديد ولإسقاطاتها النوعيّة على الأرض، وهذه ليست نبوءات، بل قراءة مستوحاة من “آخر ما حُرّر وسُطّر” بعد لقاء الرفيق الأمين القطري للحزب الرئيس بشار الأسد بكوادر فرع دمشق، وكان فعلاً لقاء إعلان ملامح الأفق الجديد للحزب، وخارطة طريق ما بعد الأزمة والانتصار.

عناوين عريضة تحفل بتفاصيل غزيرة، أطلقها الرفيق الأمين القطري للحزب، لا يملك حتى من أدمنوا ممارسة أبشع طقوس الكراهية للبعث إلّا أن ينحنوا أمامها احتراماً، إن امتلكوا جرأة التصالح مع الحقائق: تلمّس احتياجات المواطن، الشخصية الحزبية كقدوة في المجتمع، الحوار البنّاء والفعّال، التواصل مع الأحزاب الجديدة، محاربة الفساد، مواجهة التطرّف، وجَسر فجوة الفراغ الفكري… وسلسلة من مرتكزات التجدّد الأكيد لأداء حزب هو صاحب الطيف الأوسع من الحضور الشعبي، تؤهله ليقود رحلة إصلاح وإعمار بزخمٍ من وحي استحقاقات ما بعد الانتصار في حرب ضروس ضد الإرهاب والتطرف، أدوات وفكر ونزعات وغرائز.

في توجيهات الرفيق الأمين القطري للحزب إعلان مبادئ، وفيها إعلان انتصار، وجرعة تفاؤل مبنيّة على أسس واقعية واضحة، وقرائن مُستحضرة من كواليس السياسة، وحقائق بلورتها مجريات الميدان على أيدي أبطال الجيش العربي السوري. وفيها إعلان مسؤوليات وأولويات، يُحتّم استنهاض كل “ذرّة” همّة وإرادة فينا نحن البعثيين وكل السوريين الوطنيين الشرفاء، فإن ربحنا الجولة على الإرهاب، تبقى جولة الإعمار وإعادة البناء بكل أبعاد المصطلح.

هي التحدّي المقبل الذي لا يسمح لنا بالاسترخاء، فقدر البعث أحرار هذا البلد أن يكونوا “المهماز” الفاعل في بناء سورية قبل الأزمة وبعدها، ولعل المهمة الآن أكثر حساسية ودقّةً، لأن عامل الزمن لا يرحم، ونحن أمام وقائع استدراك تتعدى الحالة العمرانية ببعدها المادي على الأرض، إلى ما هو مجتمعي وثقافي وعقائدي، وإن كان ثمة رهان علينا كسبه فهو الرهان أمام أنفسنا، فلنبدأ وقد تلقينا شارة  دعم وتوجيهٍ بالانطلاق نحو أفق سوري مشرق.

البعث