منوع

مهلاً أيها النرجسي .. فالطاووس عاجز عن التحليق!

تتعدد الشخصيات التي يحتك بها الإنسان في حياته، فمنهم من يشعر بالراحة لمجرد التحدث معه ومنهم من يثير الغضب ومنهم يرهقه نفسياً كلما تعامل معه مثل الشخص النرجسي.

وقد أكدت الدراسات النفسية أن الشخص النرجسي في الواقع يشبه الطاووس، الذي نستمتع كثيراً بالنظر إليه ونعجب به عندما يبدأ بعرض نفسه نافشاً ريشه، بألوانه المبهرة والمتناسقة، كذلك هو النرجسي ننبهر عندما نقابله، ونرى أناقته وتناسق ملابسه، يجبرنا على الإصغاء له حين يتحدث فكلامه شيق مرتب، يوحي بمدى أهمية قائله، ودائماً هو في حالة عرض مسرحي لنفسه.

وكما أن الطاووس لا يملك إلا ريشه الملون الذي إذا ما انتزع عنه لا يمكن الاستفادة منه بشيء، فلا يمكننا أكله مثل بعض الطيور، ولا حتى الاستمتاع به وهو يحلق، فكذلك النرجسي لا يحتوي إلا على الهواء أو القليل جداً مما يُظهره عن نفسه، هو دائماً يشغل حيزاً كبيراً لمن حوله ويسبب لهم الكثير من المعاناة، لأنه يحتاج أشخاصاً يُشعرهم أنهم تافهون ليشعر هو بقيمته، فدائماً هم لا يفهمون شيئاً وهو يفهم، ولا يعلمون وهو يعلم، ويعجزون عن كل شيء دون وجوده فلا قيمة لهم إلا إذا كانوا بجانبه، ولذلك حين ينكشف أمره لمن حوله يصعب عليهم التعاطف معه.