الشريط الاخباريسلايدسورية

كيف سيطر الجيش على رنكوس خلال 18 ساعة؟

لم تنفعهم تحصيناتهم وأسلحتهم التي تمدهم بها الدول المتآمرة على سورية أمام تصميم أبطال الجيش والقوات المسلحة الذين وضعوا حدا لغرور المجموعات الإرهابية المسلحة وأحقادهم وإجرامهم تجاه الشعب السوري فأزاحوا عن كاهل بلدة رنكوس والبلدات المجاورة لها في القلمون هول إرهاب وافد امتهن القتل والتخريب والتدمير.

ثماني عشرة ساعة كانت كافية لأبطال الجيش لإعادة الأمن والاستقرار إلى البلدة التي تتربع على مرتفعات القلمون الجنوبية والحاق هزيمة جديدة بالإرهابيين لتكون استكمالا لإنجازات الجيش منذ بدء عملياته في بلدة قارة شمال المنطقة رغم تحصن متزعمي إرهابيي “جبهة النصرة” وغيرها من المجموعات الإرهابية فيها قبل نحو عامين ولجوء الإرهابيين الفارين والمذعورين إليها بعد اندحارهم في أكثر من منطقة بالقلمون.

وبحسب قائد ميداني فإن إحكام السيطرة على التلال المحيطة بالبلدة ومنها تلة الرادار المشرفة على كامل سهل رنكوس ومنطقة الزبداني يمكن الجيش من تحقيق السيطرة السريعة لتجنيب البلدة والأهالي وقوع المزيد من الاشتباكات وتفادي وقوع ضحايا أبرياء.

وتظهر أحياء وشوارع رنكوس أن بواسل الجيش خاضوا معركة سريعة ضربوا فيها مواقع الإرهابيين بدقة متناهية وكما يقول أحمد عودة أحد أهالي البلدة “حقق لنا الجيش مرادنا بعودة الأمن والطمأنينة للبلدة والحفاظ على حياة المواطنين وسلامتهم وممتلكاتهم.. لقد خلصنا الجيش من الإرهابيين بعمليات دقيقة وأبعد عنا الاشتباكات”.

ويصف عودة الذي يعمل سائقا على شاحنة وضع البلدة في فترة وجود الإرهابيين بالمأساوي “يتحكمون بالأهالي ويطردون من يقف بوجههم بلا سبب ولقد عطلوا أعمال الناس وتوقف الطلاب عن الالتحاق بمدارسهم وأساؤوا للجميع صغارا وكبارا”.

ولم يتردد سكان البلدة في إعلان رفضهم الصريح لوجود الإرهابيين وإبداء موقفهم الوطني الداعم لجيشهم ووطنهم في مواجهة حرب الإرهاب عليه ومن يقف وراء محاولة تدميره رغم ما لمسوه وعايشوه من رعب وخوف بسبب اعتداءات الإرهابيين ويقول عودة إن من تبقى من أهالي البلدة “خرجوا قبل نحو شهرين متحدين الإرهابيين ورفعوا العلم الوطني فوق قسم الشرطة” وطالبوا الإرهابيين بالخروج.

وفي حين تستعيد البلدة أمنها وعافيتها من مرض الإرهاب الخبيث يكشف والد “عمار ومنار ونور ونوار” عن حجم القلق الذي كان يكابده على أطفاله وجميعهم دون العاشرة من أعمارهم في ظل وجود قتلة احترفوا الإجرام وتحللوا من كل القيم الإنسانية والأخلاقية “لا شك كان الخوف يراودني في كل لحظة على نفسي وأولادي.. الحمد لله عاد الأمل بوجود بواسل الجيش وستكون الأمور أفضل ليس في رنكوس وحسب بل عند كل أهل البلدات المجاورة”.

منار ذات التسع سنوات وفي الصف الثالث الابتدائي تدرك معاني ما يقوله والدها فتشرع لابتسامتها المجال لتزين وجهها الطفولي الغض بعد خوف طويل أنساها الابتسامة والضحك ومنعها من الذهاب إلى المدرسة وتقول “نحن أفضل اليوم”.

ويتذكر محمد من الصف الثالث الإعدادي بهدوء ذلك الخطر الكبير الذي كان يخيم عليه وعلى أسرته بوجود الإرهابيين في البلدة ومنعهم له ولزملائه من متابعة تعليمهم وهو المحب لدراسته..”أغلقوا المدارس وفجأة كل شيء تغير” ويقول كنت “أتمنى لو أملك من القوة ما يمكنني منهم وأسلمهم لأبطال جيشنا” ويتابع بحسرة “زملاؤنا في مناطق أخرى يستعدون للامتحان.. سرقوا سنة من عمرنا”.

هو واقع الحال في البلدة فما بين أمس الإرهاب صنيع المجموعات الإرهابية التكفيرية ويوم الأمن والاستقرار إنجاز أبطال جيش الوطن مسافة يقدر مساحتها جيدا من خبرها وعاشها واختصرها مصطفى أحد سكان البلدة بجملة “الله ينصر الجيش”.

وكما سجلت قارة بداية الانتصارات في معركة القلمون قبل خمسة أشهر تتوج رنكوس انتصار هذه المعركة باعتبارها اخر البلدات في القلمون التي تشهد على انهيار كلي للإرهابيين ومن وراءهم وما بقي من فلولهم في مزرعة أو قرية هنا وهناك لا يتعدى بالنسبة لأبطال الجيش أكثر من تفاصيل لا تستحق الوقوف كثيرا أمامها.. وأمران لا ثالث لهما ينتظران من حالفه حظ الفرار من الإرهابيين “الاستسلام أو النهاية المحتومة.. فانتصارات الجيش العربي السوري ستمسح وجود أي أثر للإرهابيين أو للارهاب في القلمون”.

 

البعث ميديا -سانا