الشريط الاخباريعربي

أكاديمي تونسي: مشيخة قطر تستهدف استقرار المنطقة بتسليح مشروع إخواني دولي

قدم نصر بن سلطانة رئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل دليلا جديدا على الدور التخريبي لمشيخة قطر في المنطقة كاشفا عن أن السلاح الذي نقلته المشيخة إلى تونس بحجة نقله لليبيا في عام2011 يندرج في إطار مخطط إخواني دولي لضرب استقرار المنطقة عموما.

وقال بن سلطانة في تصريحات لصحيفة العرب الصادرة في لندن نشرتها اليوم “إن شحنات الأسلحة القطرية التي تدفقت على تونس لم تكن موجهة فقط لتغيير النظام الليبي وإنما كانت مرتبطة بمشروع إخواني أممي يتجاوز ليبيا وتونس ليشمل المنطقة بأسرها” لافتا إلى أن الكميات الهائلة من السلاح والذخائر الحربية التي أرسلتها مشيخة قطر إلى تونس بحجة دعم معارضي النظام الليبي السابق كانت موجهة بالأساس إلى تيارات إسلامية مرتبطة بتنظيمات متطرفة لها علاقات مباشرة بالأجهزة الأمنية والاستخباراتية القطرية.

ولم يستبعد بن سلطانة بقاء جزء من ذلك السلاح داخل تونس أو تهريبه إليها من ليبيا نظرا لأن السلطات الأمنية التونسيةأعلنت في السابق ضبط كميات هائلة من السلاح في مخازن منتشرة في جنوب وغرب البلاد وكذلك في محيط العاصمة تونس.

وفي السياق ذاته أكد مازن الشريف الخبير الإستراتيجي في الشؤون الأمنية والعسكرية في تصريحات مماثلة أن قطر أرسلت كميات هائلة من السلاح إلى ليبيا عبر تونس وأنه شاهد بعينيه دخول أكثر من100 شاحنة عسكرية محملة بأسلحة متطورة منها ما هو إسرائيلي الصنع إلى ليبيا عبر المعبر الحدودي التونسي الليبي المشترك رأس جدير.

وأوضح الشريف أن بقاء جزء من السلاح التابع لمشيخة قطر في تونس أمر وارد وخاصة أن التحقيقات الأمنية أثبتت أن الإرهابيين الذين اشتبكوا مع قوات الأمن التونسية في بلدة سيدي علي بن عون من محافظة سيدي بوزيد في تشرين الاول من العام الماضي استخدموا أنواعا من الأسلحة القطرية نفسها التي تم إرسالها إلى ليبيا.

وكانت صحيفة الشروق التونسية كشفت عن تسلل العشرات من الإرهابيين التونسيين الذين كانوا في سورية إلى الأراضي التونسية مستغلين الاضطرابات التي حصلت في معبر رأس الجدير التونسي مع ليبيا والانفلات الأمني الذي شهدته المنطقة محذرة من عواقب دخولها على أمن تونس وشعبها.

واشارت الصحيفة في سياق تقريرها بهذا الصدد للكاتب الجمعي قاسمي الى ان قطر أقامت في منتصف عام2011 جسرا جويا بينها وبين تونس لشحن كميات من الأسلحة إلى ميناء جرجيس ثم نقلتها إلى سواحل ليبيا وجزء آخر نقلته برا عبر بنقردان وتطاوين حيث أكد المدير السابق للمخابرات العسكرية التونسية الجنرال أحمد شابير في تصريحات بثتها قناة التونسية في وقت سابق أن الجيش التونسي قام بنقل تلك الشحنات من الأسلحة إلى ليبيا.

ولفتت الصحيفة إلى أن عددا من التونسيين منعوا في منتصف آب من عام 2011 سفينة قطرية محملة بالأسلحة والعتاد الحربي من تفريغ حمولتها في ميناء جرجيس الذي يبعد500 كيلومتر جنوب شرق العاصمة تونس.

وأمام تزايد رفض التونسيين لاستخدام أراضيهم لنقل السلاح القطري قرر الجيش التونسي في ذلك الوقت تحويل ميناء جرجيس إلى منطقة عسكرية يمنع الاقتراب منها فيما أشارت تقارير في ذلك الوقت إلى استخدام سلاح الجو القطري للمطار العسكري التونسي بمنطقة رمادة لنقل العتاد الحربي إلى غرب ليبيا فيما تجاهلت حكومتا النهضة الإسلامية التونسية الأولى برئاسة حمادي الجبالي والثانية برئاسة علي العريض تحذيرات الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني من مخاطر السلاح القطري في تونس.

ولفت القاسمي إلى أن ملف السلاح القطري الذي تدفق بكثافة في عام 2011 على تونس بحجة تمريره إلى معارضي النظام الليبي السابق عاد ليطفو على واجهة الأحداث من جديد وسط تحذيرات متزايدة من مخاطر استخدامه في مخططات تستهدف أمن واستقرار الدول المغاربية وعموم منطقة الساحل والصحراء مشيرا إلى أن حدة هذه التحذيرات ارتفعت بعد أن راج أن جزءا من السلاح القطري مازال داخل تونس تحت سيطرة جماعات تكفيرية لتعيد الضوء إلى هذا الملف وتعطيه أبعادا أخرى بحكم تزامنها مع تطورات أمنية بالغة الخطورة تم تسجيلها في الأسبوع الماضي في تونس والجزائر وليبيا.

ولفت الكاتب التونسي إلى تأكيد وسائل إعلام تونسية أن السلاح القطري الذي استخدم ضد النظام اليبي السابق بقي في تونس وتم تحويل وجهته إلى جماعات إرهابية تونسية متمركزة في جبل الشعانبي من محافظة القصرين غير بعيد عن الحدود الجزائرية.

وأوضح الكاتب أن تأكيد وجود السلاح القطري في تونس يأتي فيما برزت سلسلة من الأحداث الأمنية قد تكون مرتبطة بهذا السلاح شملت المثلث التونسي الليبي الجزائري حيث استأنف الجيش التونسي قصفه لمواقع متطرفين متحصنين بمرتفعات جبل الشعانبي بالتزامن مع إعلان الجزائر ضبط مخزن للأسلحة قرب حدودها مع ليبيا.

كما نقل الكاتب في سياق تقريره بالصحيفة عن خبراء معنيين بالشأن الأمني في المنطقة قولهم ان السلاح القطري الذي تكدس بكثافة في ليبيا وتونس ليس فزاعة أمنية وإنما هو حقيقة باتت تؤرق الجميع.

 

البعث ميديا -سانا