الاتحاد الأوروبي: لقد خُدعنا من قبل حكومة أردوغان

انتقد “هانس سوبودا” رئيس التحالف التقدمي للاشتراكيين والديمقراطيين ثاني أكبر كتلة برلمانية في البرلمان الأوروبي, الحكومة التركية ورئيسها طيب أردوغان بسبب حملات التضييق التي شنتها ضد الحريات والحقوق واستقلالية القضاء عقب فضيحة الفساد التي كشف عنها في الـ17 من شهر كانون الأول الماضي. وأشار سوبودا في لقاء على قناة “سامان يولو” الإخبارية التركية أن أكثر ما يحزنه هو التغييرات الجذرية الحاصلة في شخصية رئيس الوزراء “رجب طيب أردوغان”، لأنه عندما قدم إلى السلطة بادئ الأمر كان إصلاحيًّا، ، لكنه الآن يفعل عكس ذلك تمامًا، بل إنه يقود تركيا نحو الوراء.

وعبر سوبودا عن قلقه ومخاوفه مما آلت إليه الأمور في تركيا من عدم استقلال القضاء ومبدأ فصل السلطات وأولوية القانون، موضحًا أن الشعب التركي يواجه كل يوم تعديلات قضائية تقيّد حرياته، لافتًا إلى أن الاتحاد الأوروبي دعم الاستفتاء الدستوري الذي جرى في تركيا عام 2010، وقد كان هو شخصيًّا من أول وأكثر الداعمين لهذا الاستفتاء الذي منح للقضاء استقلاله ونزاهته، غير أن التعديل الأخير الذي أجرته حكومة حزب العدالة والتنمية في المجلس الأعلى للقضاء وربط قرارات السلطة القضائية بها نسف كل أهداف ذلك الاستفتاء برمته، قائلاً “نشعر بأن الحكومة التركية خدعتنا للحصول على موافقتنا، لأن القضاء لم يعد نزيهًا ولم يعد محايدًا بهذا التعديل”.

وشدد سوبودا على رفضه التام لكل ادّعاءات الحكومة حول وجود الدولة الموازية، مؤكدًا على أنه يقول هذا الكلام بشكل مستقلّ كامل ولا يتبع أحدًا وليس له أي ارتباطات بأي طرف من الأطراف في تركيا، كما أن الانتقادات التي يوجهها لا يعني بها تركيا، وإنما يعني بها الحكومة نظرًا لتصرفاتها والحكومة الحالية تحاول اختلاق الحجج ضد منتقديها لأنها لا تتحمّل انتقاداتهم لها، لذا فهي ترى الانتقاد الموجه إليها غير عادل أو ترى في المنتقدين أعداءً لها، أو أن انتقادهم خاطئ ولا ينبني على دليل.

وأكد سوبودا على أن أردوغان لم يتمكن أبدًا من إقناع الأوروبين أثناء زيارته الأخيرة لبروكسل من أحقيته في الإجراءات التي اتخذتها حكومته عقب فضيحة الفساد في الـ17 من شهر كانون الأول الماضي، لأنه من ناحية يدعي دفاعه عن الحقوق والحريات، ومن ناحية أخرى يعمد إلى إغلاق مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر ويوتيوب، لافتًا إلى أن أردوغان يقع في مغالطات كثيرة متضاربة بين تصريحاته وإجراءاته.

ونبّه سوبودا إلى أن تركيا تبتعد شيئًا فشيئًا من معايير كوبنهاغن والاتحاد الأوروبي، كما أنها فقدت كثيرًا من اعتبارها نموذجًا للشرق الأوسط.

البعث ميديا || صحيفة “زمان التركية – ترجمة: أسامة شحود