الشريط الاخباريمحليات

لأجل السلام في سورية..صلاة مشتركة في كنيسة الصليب المقدس بدمشق

بمناسبة مرور سنة على اختطاف المطرانين يوحنا ابراهيم متروبوليت حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس وبولس يازجي متروبوليت حلب والاسكندرون وتوابعها للروم الأرثوذكس أقيمت في كنيسة الصليب المقدس في دمشق اليوم صلاة مشتركة من أجل السلام في سورية وعودة كل المخطوفين بمشاركة حشد كبير من مطارنة وكهنة دمشق وممثلين عن الكنائس المسيحية وجمع غفير من المواطنين.

ورفع البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس والبطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك الدعاء من أجل أن يحل السلام في سورية وكل العالم متضرعين من أجل عودة كل المخطوفين وخاصة المطرانين ابراهيم ويازجي.

وتلا المطران جان قواق مدير الديوان البطريركي للسريان الأرثوذكس بيانا مشتركا صادرا عن بطريركيتي انطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس والروم الأرثوذكس جاء فيه أن اختطاف مطراني حلب ابراهيم ويازجي “برهن للعالم أنهما رسولا سلام كما السيد المسيح عليه السلام وخطفا ليدمغا بالأفعال لا بالكلام أنهما دوما إلى جانب رعيتهما وأن ما يحدث في سورية لا يوفر مطرانا أو شيخا أو مسجدا أو كنيسة”.

وقال البيان “إن محنة المطرانين المخطوفين اليوم هي بعض من محبة الصليب وصليب المحبة وهي التي تجمعنا اليوم مسيحيين ومسلمين في كنيسة الصليب المقدس لنصلي إلى الرب القدير ألا يكلا عينه عن أخوينا وعن كل مخطوف ويكتنف سورية والمشرق كله بنور قيامة مجيدة” مضيفا أن الاتجار بحياة الناس مهانة بحق الله الذي خلقهم أحرارا والخطف بالتحديد استعباد لهم وازدراء بكل ما هو مقدس.

وحمل البيان الأسرة الدولية وسائر المنظمات الأممية وكل من له سلطان الحل والربط مسؤولية السكوت عن هذا الخطف المدان والصمت المطبق عن هذا الملف بكل تفاصيله مهيبا بالجميع التعاطي بلغة الأفعال لأنه “تكفينا سنة من الوعود والاستنكارات ولنبدأ بالأفعال التي تترجم حسن النوايا”.

وتابع البيان: من هنا من دمشق “سلام قيامة لأبنائنا في حلب وسلام قيامة من انطاكية السريانية والرومية الأرثوذكسية لكل بنيهما في العالم وبلاد الانتشار وسلام قيامة لسورية الجريحة التي تنزف في هذه الأيام شوقا لأمان غادرها وتنبض في الوقت عينه قوة رجاء بمستقبل ستبنيه سواعد السوريين”.

وأكد البيان أن مستقبل هذه الأرض هو لأبنائها مهما كلح وجه الزمان وأن الرجل الغريبة إلى زوال كما قال التاريخ في عشرينيات القرن الماضي عندما دعي فارس الخوري إلى قصر الجنرال غورو هو وبعض من رجالات ذلك الزمان حيث بادرهم غورو قائلا: أهذه هي دارة الملك فيصل كم هي جميلة بالفعل فأجابه فارس الخوري بكلمات كأنها لسان حالنا البارحة واليوم وغدا “مر على هذه الدار كثيرون بناها الوالي ناظم باشا ورحل عنها ومن بعده جاء جمال باشا ورحل ومن ثم الملك فيصل كلهم خرجوا ونحن أصحاب الأرض بقينا”.

وقال البيان إن تلك الكلمات كانت رسالة الخوري الى غورو وهذه رسالة السوريين إلى كل الدنيا “باقون في أرضنا رغم وحولة التاريخ ومهما اختطفنا ومهما امتهنا فلنا في الله رجاء لا يخيب” نحن مسلمي ومسيحيي هذا المشرق فخار رباني جبلته يد الخالق المولى.. واليد التكفيرية والإرهابية التي تمتد لتخرب عيشنا سيقطعها تاريخ أخوة حقة وقصة تراب جبل بعجين عيش واحد رغم كبوات التاريخ”.

وأضاف “سورية جديرة بأن تورد سلاما لا منطق استقواء بالخارج وجديرة بأن تعود عروسا للحرف وأن يعطى إنسانها أمانا وسلاما افتقده.. سورية أوغاريت وشهبا وتدمر ومعلولا لا تستحق أن تورد ايديولوجيات غريبة عن حضارة عيشها وما التكفير والإرهاب والتفجيرات والخطف إلا تعبير عن فكر غريب عنها فسورية غصن زيتون فلا تحرقوا الزيتون في أرضها.

وخاطب البيان المطرانين المخطوفين “نحن معكما في وهج صلاة ليحمي الله سورية والمشرق والعالم أجمع من كل القلاقل وليرد كل المخطوفين إلى ذويهم ويتغمد الشهداء برحمته” داعيا الله تعالى أن يكون لنا الميناء والعون وأن يعيد المخطوفين سالمين والمهجرين إلى بيوتهم وأن يرسل عزاءه لقلوب اليتامى ويرحم الشهداء الأبرار”.

حضر الصلاة وزير الدولة جوزيف سويد ممثلا لرئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي وعدد من أعضاء مجلس الشعب.

وفي تصريح للصحفيين قال البطريرك يازجي “كلنا بحاجة إلى رحمة الله تعالى وذكرنا بشكل خاص مطراني حلب ابراهيم ويازجي لأنه يصادف اليوم مرور عام على اختطافهما مع ما يمثلانه من رمز للسلام والمحبة وللقيامة والخدمة”.

وأضاف البطريرك يازجي “ندعو الله أن يعودا إلينا بأقرب وقت مع كل المخطوفين وأن تلمس رحمة الله كل من هو بحاجة إلى الرحمة من حزين ومتألم وأن يحمي الله سورية وشعبها وجيشها”.

وفي تصريح مماثل قال البطريرك لحام “دمشق تزغرد اليوم رغم الحزن على المطرانين المخطوفين وهما أينما كانا يصليان معنا ويفرحان معنا لأن القيامة في قلب كل إنسان” والجميل أننا اليوم ومن قلب دمشق العاصمة الأقدم في العالم نرسل إلى كل أنحاء العالم رسالة السيد المسيح فالمسيح قام والعالم كله سيقوم بقيام ونهوض وانتصار سورية على كل من يريد أن يتحداها فهي تتحدى الجميع بالمحبة ولن تسقط ابدا داعيا الله أن يعيد كل مخطوف إلى أهله وكل مهجر إلى منزله.

من جانبه أكد السفير البابوي بدمشق ماريو زيناري في تصريح للصحفيين أن البابا فرانسيس بابا الفاتيكان وجه نداءات من أجل السلام في سورية وطالب بإطلاق سراح المطرانين المخطوفين وكل المخطوفين سواء كانوا سوريين أو أجانب.

وقال “البابا فرنسيس يستمر بالحديث عن سورية الحبيبة ووجه نداءات قوية في عيد الفصح من ساحة القديس بيتر في حاضرة الفاتيكان للعالم أجمع للصلاة من أجل السلام في سورية ودعا إلى تحرير كل المخطوفين”.

وأشار السفير زيناري إلى أنه سيضع البابا في أجواء الصلوات المؤثرة التي شاهدها في سورية اليوم وبمناسبة عيد الفصح مؤكدا أن هذه الصلوات أقوى من كل الإشاعات حول سورية وأن الله سيستجيب للدعاء بالتأكيد.