الشريط الاخباريسورية

بان كي مون “الإنساني” تجاهل الإرهاب و شارك في حملة دعائية ضد سورية

غاب الإرهابيون وأفعالهم وجرائمهم عن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الذي قدمه إلى مجلس الأمن حول الوضع الإنساني في سورية أمس ولم يرد ذكر انتهاكاتهم الشنيعة لحقوق الإنسان كما لم تتم الإشارة إلى تواجدهم على الأرض السورية لتبدو المشكلة في سورية حسب تقرير كي مون وكانها مجرد نقص في المواد الأساسية الطبية والغذائية.

ورغم انشغال العالم بأسره بأزمة الإرهاب الدولي الصاعد في سورية بفعل سياسيات رعناء قادتها الولايات المتحدة وفرنسا ونفذتها الوهابية التكفيرية وسهلت عملها حكومة رجب طيب أردوغان في تركيا إلا أن هذا لم يشغل بال الأمين العام للأمم المتحدة ولم يستحق منه مجرد الإشارة وهو يتحدث أمام أعلى سلطة تنفيذية في العالم عليها مسؤوليات حفظ الأمن الدولي.

وبدل الحديث عن السبب الرئيسي للأزمة الإنسانية في سورية التي لا ينكرها أحد وهو “الإرهاب المهاجر” انشغل الأمين العام للأمم المتحدة بشن حملة دعائية ضد سورية وتوجيه اللوم جزافا للحكومة السورية التي تقدم منفردة أكثر من 80 بالمئة من الاحتياجات الأساسية للمهجرين السوريين ومع ذلك يدعوها كي مون “للالتزام بواجباتها المنصوص عليها في القوانين الإنسانية الدولية والتحرك فورا”.

ويحيل مراقبون الأمين العام للأمم المتحدة إلى موظفيه قبل أي أحد ليسالهم من كان يطلق القذائف الصاروخية على قوافل المساعدات أثناء محاولتها الدخول إلى مخيم اليرموك ومن الذي يعطل مرور هذه القوافل ويسطو عليها على الطرق العامة أن تمكن.. وليسألهم أيضا من الذي يقدم المؤن والأغطية والدواء والتعليم مجانا لمئات الآف المواطنين السوريين في مراكز الإقامة المؤقتة في طرطوس واللاذقية ودمشق وحمص.

وبنفس السياق فقد فات الأمين العام للأمم المتحدة أن يسأل نفسه لماذا لانسمع أي شكايات في مراكز إقامة المهجرين بفعل الإرهاب داخل سورية كتلك التي تشهدها مخيماتهم في الأردن وتركيا ولبنان مثلا رغم التبجح الغربي والخليجي بمساعدتهم وعقد مؤتمرات للمانحين للوقوف إلى جانبهم أو ليس السبب واضحا بأن الدولة السورية تلتزم بتعهداتها وتفي بواجباتها تجاه مواطنيها في حين من غرر بنزلاء مخيمات اللجوء في الخارج تخلى عنهم بعد أن استهلكهم سياسيا وإعلاميا وحقق أغراضه.

وبالمقابل ربما يكون “وصول المساعدات الإنسانية إلى من هم بأمس الحاجة اليها في سورية لا يسجل تحسنا” حسب ادعاء كي مون ولكن من أين يأتي التحسن إذ كانت الدول التي يسوق سياساتها كي مون ترسل المساعدات للإرهابيين وتقسمهم إلى فئات مقبولة وغير مقبولة حتى بات لدينا “إرهاب طيب وآخر شرير” في مسخرة العصر وبدل من إرسال المساعدات لمن يحتاجها فعلا ترسل لإرهابيين يحملون السلاح بوجه الدولة السورية وأبنائها للمحافظة عليهم ومحاولة ابتزاز الدولة السورية من خلال المساومة عليهم.

ومن جهة أخرى لماذا لم يحمل الأمين العام للأمم المتحدة المسؤولية الأخلاقية على الأقل لأولئك الذين فرضوا حصارا على سورية وباتوا يحاربونها بلقمة العيش وعلبة الدواء اليست هذه احتياجات انسانية يكفل القانون الدولي وصولها لجميع البشر أم إن القانون الدولي يفصل وفق ما يريد بعض من يظنون أنفسهم أقوياء.

والمثير للريبة لدى السوريين أن بان كي مون حاول الايحاء أكثر من مرة في تقريره بأن هناك تشابها ما بين السلطة والمعارضة في سورية وأصر على ذكرهما مترادفتين في موضع الانتقاد والسؤال هنا.. لمصلحة من يوصف الإرهابي بأنه معارض وإن كان يمكن أن يطلب من الحكومة أن تسهل أمرا ما بحكم القانون الدولي فهل يعقل ان يوجه الطلب وبنفس الصيغة لمجموعات إرهابية يعلم بان كي مون وغيره أنها تابعة للقاعدة وإن كان هذا يصح فلماذا لا يخاطب تنظيم القاعدة مباشرة ويفاوضه ويختصر على نفسه طريق المرور بـ “جبهة النصرة” وتنظيم “دولة الإسلام في العراق والشام” وغيرها الكثير من التنظيمات التابعة مباشرة للقاعدة.

“هناك مدنيون يموتون بلا سبب” جملة قالها كي مون في تقريره وهو يخاطب الدولة السورية في حين كان عليه ان يربطها جذريا بمن يسميهم معارضة فمن قتل المدنيين في كسب أو عدرا أو معلولا والرقة وحلب ومن يحاصرهم في نبل والزهراء ومن يهدد القرى الآمنة بأنها ستلقى مصير البقية وهل يستطيع كي مون أو غيره أن يثبت أن الدولة السورية انتهكت حق مدني واحد لا يحمل السلاح وأكثر من ذلك كيف يقيم المسؤولون الدوليون إصدار الدولة السورية أكثر من قانون عفو عن حملة السلاح انفسهم وتسوية أوضاعهم هل من يفعل ذلك ينتهك الحقوق الإنسانية.

وعلى العموم فإن تقرير كي مون سيضاف في ذاكرة السوريين إلى عشرات التقارير المشابهة التي انحازت للإرهاب في زمن الرعاية الأمريكة وتجاهلت حق الشعوب في الدفاع عن قيمها وثقافتها وحضارتها وحياتها وكرامتها وسيعلم كل من شارك في هذه التقارير ان سورية لم تعد تعير بالا لها فهي تعلم منذ ثلاث سنوات أين المشكلة وتعمل على اقتلاعها من جذورها وعندما يتم اجتثاث الإرهاب من سورية لن يحتاج أي سوري للمساعدات الإنسانية فارضه تنتج ما يكفيه ويكفي غيره معه.