الشريط الاخباريثقافة وفن

تكريم الفائزين بجائزة الإبداع الشعري في مجال القصيدة الوطنية

كرمت وزارة الثقافة في حفل أقيم صباح اليوم في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق الفائزين بجائزة الإبداع الشعري لعام 2104 في مجال القصيدة الوطنية وهم الشعراء من فئة الشباب غدير فائز اسماعيل وكنان سميع محمد ومن فئة الشعراء الأكبر سنا جمال الدين خضور ووائل سليمان أبو يزبك.

وقالت وزيرة الثقافة لبانة مشوح في كلمة ألقتها بهذه المناسبة ما زالت سورية الكرامة تكحل مقلتيها بالشهادة التي عانقت رباها الشامخة وطاب لها النزول في مغانيها.. سورية الصابرة الصامدة التي تبادل شعبها الحب بالحب والوفاء بالوفاء حيث يفوز الآن من أبنائها كوكبة نبيلة من الشعراء في مسابقة شعرية خصصت للوطن عزفوا أنغاما شجية تستنهض الهمم وتستذكر الماضي المجيد وتحي الأمل بمستقبل أبهى وتهز الضمائر.

وأضافت الدكتورة مشوح نحن نلتقي اليوم بمناسبة تسليم جوائز الإبداع الشعري لعام 2014 في مجال القصيدة الوطنية لنحتفي بأسماء أثبتت أنها كبيرة في عطائها صادقة في تغنيها بعشق تراب سورية الغالية التي ما بخلت علينا يوما فهي تحتاجنا اليوم كما نحتاجها أبدا لأنها الإرث الأغلى الذي لا محال سنحمله إلى أبنائنا وأحفادنا إرثا عزيزا حرا كريما.

وأوضحت وزيرة الثقافة أن إقامة مهرجان للقصيدة ولاسيما للقصيدة الوطنية إنما هو إتاحة للفرصة أمام المبدعين الشباب منهم والأكبر سنا ليعبروا عما في أنفسهم ومكنوناتهم تجاه ما يحدث في الوطن حيث نفاجأ بدرر نفيسة وقصائد لها قيمة فنية وأدبية وشعرية ووطنية في غاية السمو والتألق متمنية لكل هؤلاء الشباب دوام الإبداع والتألق.

ورأى أمين عام حركة الاشتراكيين العرب أحمد الأحمد أن هذه المسابقة وما تضمنته من أسس ونتائج دليل على أن الشعب السوري يختزن في مكنوناته جيلا مثقفا ومتحضرا وهو امتداد لثقافة سورية التي تعود إلى أكثر من سبعة ألاف عام كما أنها تحفز للعودة إلى الشعر الذي يتوجه إلى كل مناحي الحياة والاتجاهات الاجتماعية المختلفة في سورية بلد الخير والعلم والمعرفة.

أما رئيس لجنة تحكيم المسابقة الدكتور جهاد بكفلوني فقال إن لجنة تحكيم المسابقة قامت بمناقشة القصائد الأجود والتي تميزت بمستوى فني أكثر تقنية من غيرها حيث شملت أعمارا مختلفة من الشباب والكبار وذلك عبر قراءة نقدية وتقييمية دقيقة قمنا بها بعد إغفالنا لأسماء المشاركين.

وأشار بكفلوني إلى أهمية هذه المسابقة في هذه المرحلة الصعبة التي تعيشها سورية حيث عكست آلام الشعب السوري ومدى نزوعه ورغبته في الخروج من هذه الأزمة التي فرضها عليه المتآمرون إضافة الى ظهور حب سورية ودمشق في قصائد أغلب الشعراء الفائزين.

وعبر أعضاء لجنة التحكيم عن رأيهم في القصائد المشاركة بالمسابقة وبأهميتها في المرحلة الراهنة حيث قال الدكتور الناقد غسان غنيم أستاذ الأدب الحديث في جامعة دمشق إن هناك مجموعة من القصائد التي قدمت الينا ذات مستوى فني يستحق الفوز وكان عددها أكثر من التي اختيرت في النتيجة النهائية معتبرا أن هذه المسابقة تعكس تطلعات الناس تجاه محبة وطنهم ورغبتهم بالخلاص من هذه الأزمة.

وعن المعايير التي اتبعت بانتقاء القصائد الفائزة أوضح غنيم انها تمثلت الالتزام بمجموعة القيم الوطنية والسمات التي تميز الوطن والإنسان إضافة إلى المعايير الفنية والالتزام بالحالة اللغوية مع الاهتمام بالخيال واللغة التي تقوم على الانزياحات والتصوير مشيرا إلى تفوق القصائد التي كانت تجمع بين هذه العناصر.

وجسدت القصائد التي فازت بالمسابقة بحسب الدكتور الناقد نزار بريك الهنيدي عضو لجنة التحكيم قضايا السوريين وهمومهم في الأزمة التي تمر بها سورية وذلك بصور مبتكرة وجميلة اعتمدت المغامرة الكشفية والفنية مشيرا إلى تميز مجموعة من القصائد المشاركة بما تمتلكه من بنى شعرية مما يدل على أهمية الشعر على الساحة السورية متمنيا أن تصبح المسابقة تقليدا سنويا في سورية.

في حين رأى الدكتور عاطف بطرس أحد أعضاء لجنة التحكيم أنه في مثل هذه الظروف الصعبة التي يحاول بعضهم إغلاق نافذة التطور والحياة أمام قدرة الشعب السوري واتجاهها إلى الإبداع اكتسبت هذه المسابقة أهمية استثنائية برغم ما يحدث في البلاد من ألم ودمار وتخريب كما أكدت أن الكلمة المبدعة لا تقل أهميتها في الحرب عنها في السلم لأنها تبني الإنسان الذي يحول مجرى المواجهات ويحقق الانتصارات.

ووجود قصيدة وطنية في هذه المرحلة الصعبة التي نعيشها الآن أمر ضروري ومهم كما رأى رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور حسين جمعة باعتبارها صورة للضمير الخلقي الذي ينتمي إليه المبدعون معتبرا أن المسابقة تأخذ درجة إضافية من مستوى التقدير والاحترام عندما تكون معنية بالهم الإنساني والاجتماعي وتعكس ما يكنه المواطن السوري من مشاعر حب وتضحية صادقة تجاه بناء وطنه وارتقائه.

وقال الشاعر الشاب غدير فائز إسماعيل الفائز بالجائزة الأولى من فئة الشباب عن قصيدته “وطني الهوى” إن هذه الجائزة تمثل تقدير الوطن لأبنائه وما يمتلكون من مواهب تستحق العناية بها وأن ما تضمنته قصيدتي هو تعبير عن هموم السوريين وأملهم بانفراج الأزمة وعودة سورية إلى ما كانت عليه.

وغلب على قصيدته الفائزة التي هي من شعر التفعيلة الرمز وإخفاء المعاني خلف الدلالات دون استخدام كلمات مباشرة مما دفع القصيدة إلى شيء من الغموض مع الحفاظ على المستوى الفني حيث قال وطني الهوى.. وكأن عفريت الحكاية .. قد تسلق نخلة الرؤيا وسافر في تفاصيل المناخ .. ولم تؤرقها الرياح .. لم يستمع نجواي…

أما الفائز بالجائزة الثانية من نفس الفئة الشاعر كنان سميع محمد فأبدى في قصيدته “سيذكر المجد” تأثره باستشهاد عدد من أصدقائه وبما يدور في وطنه من خراب ودمار معتبرا أن هذه المسابقة هي مفصل هام في تطور حركة الثقافة السورية لأنها تتحدى الأزمة والمؤامرة.

وجاءت قصيدته “سيذكر المجد” على تفعيلات البحر البسيط مستخدما رويا رقيقا تلاءم مع عاطفة حب سورية والألم على أحزانها دون أن يغوص في الألفاظ الصعبة مما جعل القصيدة في أسلوب عفوي بسيط فقال:

أترع لي الصبر في أقداح ذكرانا.. واشرب على الجرح أحزانا وإيمانا.. يهش قلبي الى ذكراه أن خطرت.. أتسرق الروح في جنبي تحنانا فما تذوب دنيانا لنا فرحا ..إلا وتتبعه هما وأحزانا.

وتمنى الفائز بالجائزة الأولى من فئة الشباب الأكبر سنا الدكتور الشاعر جمال الدين خضور أن ينطلق الإبداع من القراءات النقدية لأنه تراجع منذ القرن الرابع للهجرة ولم يعد حسب رأيه إنتاجا حقيقيا مشيرا إلى أن هناك بعض الإبداعات التي تواكب الحدث التاريخي ولكن الواقع أكبر بكثير مما يدور في الأدب.

وكتب خضور قصيدته الفائزة التي جاءت بعنوان “يممت دمي شطر بواباتها” بأسلوب شعري حديث أخذ أكثر من تفعيلة ضمن المقاطع المتحولة متأثرا بأسلوب وإلقاء مظفر النواب دون أن يتمكن الخروج من الضبابية في أغلب الأحيان حيث قال في مقطع سنونوة بجناحين من حثيث الصقيع.. م مجزرة على عكازة من ربيع هو الوقت من زبد الموت.. سينسج هذا الشوق المالح لا الحب سيأتي ولا الأهداب.. ستمسح غبش العين.

أما الشاعر وائل سليمان أبو يزبك الفائز بالمرتبة الثانية من نفس الفئة فرأى أن هذه المسابقة دليل على اقتراب انتهاء الأزمة بما شهدته من حضور غني ونتائج مذهلة قدمها المتسابقون الذين خضعوا لقراءات متأنية وعادلة وفق ما أظهرته النتائج وأقرته لجنة التحكيم.

وجاءت قصيدة أبو يزبك الفائزة بعنوان “قاسيون” على تفعيلات البحر الكامل محاولا أن يخلص قصيدته من الجوازات الشعرية والعمل على التقاط الصور التي ساهمت في البنية التركيبية للنص الشعري اضافة للعاطفة التي سمت بمحبة سورية وشعبها ومدائنها فقال:

هل لي لبابك وقفة فتطول .. عبث الهوى بي رقة ونحولا..

لو نظرة من مقلتيك فاتقي .. ظمأ الجفون الذابلات محولا

أرخت ضفائرها الطوال واتلعت .. جيدا كناصية التلال طويلا.

وفي نهاية الحفل وزعت وزيرة الثقافة مع رئيس لجنة التحكيم وأعضائها الجوائز وشهادات التقدير على الفائزين بهذه المسابقة.

البعث ميديا – سانا