مساحة حرة

سورية والرئيس القادم

لم تكن إرادة الشعب السوري قوية كما هي اليوم فقوة الشعوب تقاس دوما بحجم التحدي المقابل وهل هناك من شك أن حجم ما تواجهه إرادة الشعب السوري منذ أكثر من ثلاث سنوات تعجز عنه الجبال الرواسي.  حرب كونية مركبة جرى اﻹعداد لها منذ عقود.. حشد غير مسبوق حتى خلال الحروب العالمية السابقة.. تسليح وتزويد بأحدث أنواع اﻷسلحة واﻻتصاﻻت.. تمويل بأرقام فلكية.. خلطة فكرية ﻻأعجب وﻻأغرب من فتاوى الفجور والجحور إلى أضاليل النعيم والنور تحت يافطة الربيع المعرب.. تطبيق كامل لمقولة القوة الناعمة اﻷمريكية الجديدة دمر نفسك بنفسك.. جوقة إعلامية فضائية فتنوية على مدار الساعة تقصف العقل السوري من أربع رياح اﻷرض منذ ماقبل عام 2011 ..

من صمد أكثر .. من انكسر أكثر .. من شارف على الهزيمة الكاملة. . ومن يقف على أعتاب الانتصار الكبير.. من حصد الخيبة والخذﻻن ..ومن يحصد ثمن التضحيات .. من على طريق الزوال ومن هو الباقي الذي تعمقت جذوره في أرضه .. من هو الذي كسرت دماؤه سيوف الإجرام والتدمير ولم تنضب؟؟ من هي العصية على القهر غير إرادة الشعب السوري التي لا تقهر..!!

في خضم هذا كله تدخل إرادة السوريين في امتحان كبير ..امتحان اختيار الرئيس القادم .. مجرد عزم السوريين على اﻹقدام في دخول معترك هذا اﻻمتحان بغض النظر عن الرئيس المنتخب يشكل انتصارا ﻹرادة السوريين على توقيف دورة حياتهم السياسية  وتمويتها كما فعلوا بدورة الحياة الاقتصادية والمعيشية للمواطنين..

اﻻنظمة الغربية المنافقة صرعتنا وهي “تجعر” ليلا نهارا بأن صندوق اﻷقتراع هو الحكم وله الكلمة الفصل ولكن عندما حان آوانه في سورية انقلبوا ضده وعدوه مسرحية وهزل .. وحملة التشويش الغربية من إعادة أكاذيب الكيماوي إلى المتاجرة بالوضع اﻹنساني للسوريين وصوﻻ إلى أستهداف تجمعات المواطنين بقذائف الحقد وهاونات الإفلاس  سترتد عليهم لأن السوريين أزادوا إصرارا على أن يمارسوا حقهم الدستوري وأن  لايفرطوا  بقرارهم السيادي مهما كان الثمن وان ينتجوا رئيسا لهم من نبض عشقهم  الوطني الصافي ومن صناعة سورية نقية لاتشوبها شائبة  وليس من صناعة غربية أو عبر وصفات مستوردة معجونة بالخنوع ورائحة الذل والعمالة..

تصوروا كيف كشفت اﻻنتخابات الرئاسية السورية دجل ورياء مدعي الديمقراطية عندما منعوا المواطنين السوريين على أراضيهم من ممارسة حقهم في اﻻقتراع ..تصورا هؤﻻء الكذبة الموقعين على الميثاق العالمي لحقوق اﻹنسان يغلقون أمام المواطن السوري أبواب سفاراته حتى ﻻيمارس أبسط حقوقه التي نص عليها الميثاق العالمي لحقوق اﻹنسان ..

تصوروا الحكومة الفرنسية كيف تمارس العهر السياسي عندما تتنكر ﻷبسط مبادئ الثورة الفرنسية التي تدعي الانتماء إليها وتمنع المواطن السوري على أراضيها من ممارسة حقه اﻻنتخابي .. ضرب مصدرو الحرية المزيفة وأوصياء الديمقراطية والمتاجرين بمبادئها بعرض الحائط كل القيم والأعراف الدولية والإنسانية عندما انتهكوا القانون الدولي واتفاقات جنيف بمنع السوريين من ممارسة حقوقهم الدستورية وتعرت حقيقة عقليتهم الاستعمارية المتأصلة التي لم تغادر نواياهم الشريرة وأطماعهم التي لا تنتهي ..

هم يضيقون على السوريين حتى ﻻيتمكنوا من انتخاب رئيسهم القادم..متذرعين بالشرعية والشرعية الشعبية والدولية منهم براء . .يصنعون شرعيات للشعوب على مقاس مصالحهم اﻻستعمارية وليس على أساس مصالح هذه الشعوب فأي شرعية فارغة وجوفاء يريدون فرضها..إنها شرعية تنصيب المتآمرين على أوطانهم وحفنة من أزﻻمهم المصنعين في دهاليز مخابراتهم اللاهثين وراء شهوة السلطة والمال على حساب دماء أبناء الوطن اﻷباة  الميامين ..

 سهام الحقد لن تخيف السوريين ولن تمنعهم من ممارسة واجبهم الوطني بالتصويت لربان سفينتهم القادر والمجرب على مغالبة الأمواج العاتية والوصول بها إلى شاطئ الأمان والسنوات الماضية جعلت أبناء سورية  أكثر تصميما على تحدي الإرهاب وقذائفه ومفخخاته من أي نوع وهم في معركة الانتخابات الرئاسية الراهنة سيجدونها فرصة للرد الحاسم على أوهام الإرهابيين ومموليهم وقطع الطريق على أحلامهم  في القفز إلى السلطة وكسر إرادة الشعب السوري وأخذها إلى حيث لا تريد و إلى حيث لا تشاء الوطنية السورية الحقة والسيادة السورية الأصيلة ..ميامين الذين أثبتوا أن تراب الوطن عقيدة وجهاد وفداء دونه المهج والأرواح .

لقد كبرت حملة التشويش على انتخابات الرئاسة السورية لسببين اﻷول معرفتهم بقدرة الدولة السورية على إقامة هذه اﻻنتخابات بنجاح رغم تسعيرهم للأعمال الإرهابية إلى أبعد مدى يستطيعون .. والثاني يقينهم إن الرئيس القادم سيقود البلاد والعباد في المرحلة القادمة بدعم شعبي ضامن وقادر على إعادة سورية أقوى وأمنع يمتلك الخبرات والطاقات الهائلة على إصلاح الذات والقضاء على كل مسببات اﻷزمة داخليا وإغلاق النوافذ التي تسللت منها رياح الأزمة السامة..والسوريون أثبتوا بعد هذه السنوات المريرة أنهم أسياد الصمود والتضحية في العالم كله والمراحل المريرة  الأصعب من أزمتهم  أضحت من الماضي  ولن تعود عقارب الساعة إلى الوراء.

تركي صقر