الشريط الاخباريسلايد

فيلم وثائقي.. الأميركيون دربوا إرهابيين في قطر وسلموهم صواريخ «تاو»

كشفت قناة أميركية في فيلم وثائقي عرضته أمس تلقّي مسلحين تدريبات عسكرية أميركية في قطر، بالتزامن مع إعلان البيت الأبيض يوم الأربعاء عزمه على تقديم دعم إضافي للمعارضة التي أسماها بالـ «المعتدلة».

ورغم كل ما تكشف عن أنه لا وجود لما يسمى المعارضة المعتدلة وأن من يقاتل ضد الدولة السورية عبارة عن مرتزقة متعددي الجنسيات، يصر البيت الأبيض على تجاهل هذه الحقائق معلناً أمس، أنه يعتزم زيادة الدعم «للمعارضة المعتدلة» السورية وسط معلومات عن خطط الإدارة الأميركية ببدء تدريبهم.

وكشفت مصادر قريبة من المجموعات المسلحة في وثائقي بثّ على قناة «بي. بي. اس» PBS الأميركية، كيف اجتمعوا مع أميركيين على الأراضي التركية، مكلّفين مهمة تدريبهم، للانتقال بعدها إلى قطر، حيث تلقّوا تدريبات عالية المستوى، من بينها «كيفية القضاء على جنود لا يزالون على قيد الحياة بعد كمين»، بحسب ما قال أحد “المسلحين”.

وشكّلت المقابلات دليلاً جديداً على أنه بعد 3 سنوات من اندلاع الحرب في سوريا، واصلت واشنطن رعايتها للمعارضة السورية. وفي الأشهر القليلة الماضية، نشر على الأقل خمس من «الكتائب المسلحة» على موقع «يوتيوب»، عدداً من أشرطة الفيديو التي ظهر فيها استخدام المسلحين صواريخ «تاو» الأميركية الصنع، التي يعتقد بحسب ما أفاد التلفزيون أنّ هذه الأسلحة أتَت عبر السعودية، لكن خبراء عالميين بالأسلحة ذكروا لمركز «ماك كلاتشي» الأميركي، أنه لم تكن هذه الأسلحة لتصل من دون موافقة إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما.

وبحسب الوثائقي، اتّجه الصحافي الذي أعدّ الفيلم إلى الحدود التركية مع المسلحين لتصوير المساعدات العسكرية التي حصل عليها هؤلاء، وهي عبارة عن أسلحة روسية الصنع، من دون أن يتمكّن من الذهاب مع المسلحّين إلى اللقاء المتفق عليه مع الجانب الأميركي. وعندما عاد المسلحون للقاء الصحافي على الحدود، أخبروه أنهم حصلوا على صواريخ «تاو».

هذا وكشف قائد مجموعة مسلحة بحسب الفيلم، أنه «طُلب خلال اتصالاته مع الأميركيين بأن يجلب بين 80 و90 فرداً إلى أنقرة للتدريب». وعند الوصول إلى أنقرة، بعد 14 ساعة من القيادة من سوريا، جرى التحقيق معهم لمدة أيام حول انتماءاتهم السياسية والجهة العسكرية التي يقاتلون معها. وقال القائد إنّ «من طرح الأسئلة على المسلحين عرّفوا أنفسهم على أنهم من “الجيش”، لكنه يعتقد أنهم من الاستخبارات الأميركية».

وفي اليوم الأخير، أخبر المسلحين «بأنهم سيتّجهون إلى مخيم في قطر». وبحسب المسلحين، جرى تدريبهم لمدة ثلاثة أسابيع، كما ظهر في الفيلم أنهم تلقّوا ألبسة عسكرية جديدة.

في تصريح لأحد المسلحين قال: «درّبونا على كيفية نصب الكمائن ضد “النظام” وكيفية قطع الطريق. ودرّبونا أيضاً على كيفية مهاجمة سيارة، وعلى المداهمات، وأخذ معلومات وأسلحة وذخائر، وكيفية القضاء على جنود لا يزالون على قيد الحياة بعد كمين». وأكّد المسلحون في الوثائقي «أنهم لا يستطيعون تحقيق إنجازات من دون صواريخ مضادة للطائرات». كذلك علق أحد المسلحين أنه «عندما رأيت أن التدريب لا يشمل صواريخ مضادة للطيران، دمّرت معنوياتي بالكامل».

في غضون ذلك، تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما العمل مع الكونغرس لزيادة الدعم لجماعات المعارضة السورية، وقال إن بلاده «ملتزمة تقديم الدعم للشعب السوري والمعارضة المعتدلة، وكذلك للدول المجاورة لمواجهة آثار الأزمة».

في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أنّ تزويد مقاتلي المعارضة السورية بالصواريخ «يشكل خطراً على الطيران المدني». وأضاف أنّ موسكو قلقة من إجراءات دعم المعارضة السورية التي من المتوقع أن تعلنها قريباً الإدارة الأميركية، ومن احتمال أن تضم هذه الإجراءات تقديم مساعدات عسكرية وتدريب المقاتلين السوريين واستعداد واشنطن للتخلي عن اعتراضاتها السابقة على تزويد المعارضين بالأنظمة الصاروخية المضادة للجو الذاتية الحركة.