الشريط الاخباريثقافة وفن

هجّرهم الإرهاب فبلسموا جراحهم بالفن

هم أطفال سوريون هجرهم الإرهاب من بيوتهم ففقدوا سكنهم وأمانهم.. فلم ييأسوا ويستسلموا بل اختاروا التوجه إلى الفن والإبداع لبلسمة جراحهم وتجاوز الألم فكانت وزارة الثقافة حاضنا لهم ومشجعا وداعما فتوجهت إليهم ضمن برنامج مهارات الحياة والدعم النفسي للأطفال واليافعين فعلمتهم أشكال مختلفة من الفن وعرضت منتجاتهم على الجمهور في فعالية فني بلسمي التي أقامتها بالمركز الثقافي العربي بالميدان ليصبحوا على تماس مباشر مع الجمهور.

وتضمنت الفعالية يوما مفتوحا شمل عرض فيلم توثيقي لعمل الأطفال خلال عام 2014 وعرض نتاج عمل الأطفال واليافعين في مراكز الإقامة المؤقتة في أربعة وعشرين مركزا في دمشق وريفها والورشات المسرحية ورواية قصة نجاح والحكواتي والإيقاع الموسيقي والأعمال اليدوية الكروشيه والصوف وإعادة تدوير الورق والقش والرسم إضافة إلى أنشطة ترفيهية وألعاب جماعية وفقرات فنية.

الدعم النفسي للأطفال الذين هجروا بسبب الأعمال الإرهابية للمجموعات الإرهابية المسلحة هو الهدف الأساسي لإقامة هذه الفعالية بهذا افتتحت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة تصريحها للصحفيين لافتة إلى عزم الوزارة إقامة نشاطات متعددة ضمن هذا الإطار لدعم ثقافة الأطفال ضمن مراكز الإقامة المؤقتة.

وأشارت مشوح إلى أهمية إلقاء الضوء من قبل وزارة الثقافة على هذه الأنشطة لتوعية المجتمع بأهمية مراكز الإقامة المؤقتة والخدمات التي تقدمها لهؤلاء الأطفال الذين هم بالنهاية أبناء سورية وأملها في المستقبل لذلك لا بد من العناية بهم نفسيا وذهنيا واجتماعيا.

وبينت أن وزارة الثقافة مستمرة في جهودها في بناء الإنسان بتقديم الدعم لأهم مكون من مكونات المجتمع الإنساني وهو الأطفال مشيرة إلى أن الطفل خامة طرية من الممكن التأثير عليه بشكل ايجابي عبر زرع الحب في نفسه بدلا من مواجهة الآخر بالعنف ليصبح عنصرا ايجابيا فاعلا في المجتمع.

ولم تخرج هذه الفعالية إلى النور إلا بجهود بذلتها مديرية ثقافة الطفل بكوادرها التي توجهت إلى هذه المراكز واضعة نصب أعينها تقديم الفائدة لأطفال المراكز عبر تعليمهم مجموعة المهارات التي تفيدهم في المستقبل.

وعن الجهود التي بذلتها المديرية تحدثت ملك ياسين مديرة مديرية ثقافة الطفل في وزارة الثقافة مشيرة إلى أنها تأتي ضمن برنامج مهارات الحياة والدعم النفسي للأطفال واليافعين في مراكز الإقامة المؤقتة.

ولفتت ياسين إلى أن أهمية الفعالية تكمن في عرض نتاج ضحايا الاعتداءات الارهابية ومحاولة تخفيف الأثر النفسي عليهم بكل الطرق الممكنة لافتة إلى أن تجاوب الأطفال وأهاليهم كان كبيرا جدا وقد ظهر من خلال منتجاتهم شعور بانسجام الأطفال مع المجتمع.

وفي طاولة من طاولات الفعالية توزعت مجموعة من منتجات الكروشيه التي ابدعت بيد نساء مراكز الاقامة المؤقتة فخرجت بمنتوجات ذات مستوى عال ينافس المحترفين.

وتحدثت هدى الباني من مديرية ثقافة الطفل إلى أنها توجهت إلى مراكز الإقامة المؤقتة لتعليم السيدات طريقة عمل الكروشيه الصوف على السنارة كي يتمكنوا من تعلم مهارة تفيدهم في المستقبل.

وأشارت إلى تفاعل السيدات الكبير مع العمل الذي أوصلهم إلى مرحلة الإتقان حيث تتمكن السيدة من عمل منتوجات صوفية تحقق الاكتفاء الذاتي وتتجاوزها لمرحلة البيع للسوق.

اما الفنان إيهاب أبو حامد فقد اختار التوجه إلى الأطفال لتعليمهم صناعة الورق وإعادة تدويره واستخدامه بطريقة فنية وأشكال متعددة عبر صناعة حيوانات من الورق إضافة إلى محاولة تعليم الأطفال صناعة اللعب وفق اشكال معينة.

وتوجه الفنان هوشيار ظاظا ممثل ومدرب ورشة مسرح عرائس تدريب الأطفال للأطفال لتعليمهم كيفية تصنيع دمى من الاسفنج وتحريكها للخروج بعرض مسرحي يجعل الاطفال يحركون خيالهم لخلق تفاعل جميل ولفت إلى أن أهمية العمل في الدمى تكمن في أن تصنيعها وتحريكها تجعل الدمية جزءا من الروح فيحرك الطفل الدمية بنفس الإحساس.

وعلى وقع الموسيقا تفاعل الأطفال مع الفنان بريام سويد الذي اختار أن يجعل من الإيقاع الموسيقي وسيلة لتفريغ طاقات الأطفال وتنظيمها عن طريق الموسيقا معتبرا أن الموسيقا جعلت الأطفال يفرغون طاقتهم بطريقة ايجابية و ينظمون تفاعلهم مع الآخر.

 

البعث ميديا -سانا