line1مساحة حرة

عام من عمر القيادة القطرية؟

ماذا نعمل وكيف وما هي المهمات والتحديات القادمة، وكيف نرتّب أولوياتنا ونقرأ قراءة نقدية ما تمّ تحقيقه وإنجازه خلال سنة مضت، وما لم يتحقّق ولماذا؟ وكيف تفاعلت القيادات الحزبية  المتسلسلة والمنظمات والنقابات مع خطط القيادة القطرية وتوجهاتها ومستوى وطبيعة العلاقة مع الجماهير؟.

أسئلة هامة ومشروعة وضرورية تطرح أمام القيادة القطرية للإجابة عنها في إطار وضع برامج وخطط مرحلية ودائمة، خاصة وأننا في النصف الثاني من عام ٢٠١٤، وهو ما يفسح المجال لتقويم وقراءة ما أُنجز، وتحديد المسؤوليات وتقدير كفاءة ونجاعة ما تمّ تحقيقه على المستوى الحزبي والجماهيري .

إن إخضاع العمل الحزبي للتقويم  المرحلي وقياس النتائج على ضوء تحليل الواقع تحليلاً موضوعياً، أي عقلنة العمل الحزبي واعتباره مشروعاً سياسياً واجتماعياً وفكرياً له مكوّناته المادية والبشرية وخطابه الفكري والسياسي وله أيضاً حاصله التوعوي وخلاصاته الاجتماعية والتنموية، مسألة هامة وضرورية كي نتخلّص من ثقافة المديح والإشادة والنمطية في إطار قراءة وتقويم ما أُنجز، وهذه مسألة تحتاج إلى شجاعة أدبية وجرأة سياسية، يجب أن تتحلّى بها كل القيادات الحزبية المتسلسلة، على أن يترافق ذلك مع حزمة من مواقف وقرارات جريئة وواضحة تصوّب الأداء وتضع  الأمور في إطارها الصحيح بهدف الارتقاء بالعمل الحزبي والوطني إلى مستوى الطموح والجهد المبذول من قبل القيادات المتسلسلة لنقد  الخطط الدورية وتقويمها بشكل موضوعي وواضح وعبر معايير علمية بعيداً عن الحسابات الشخصية والعلاقات غير الموضوعية التي تكرست لفترة غير قليلة من مسار العمل والنشاط الحزبي.

إن النظر إلى ما تمّ إنجازه من عمل قامت به القيادة القطرية وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد الذي كان واضحاً في إطار التأكيد على العمل الحزبي المرتكز إلى التخطيط ووضع الأولويات ووضوح الأهداف والتشاركية في إطار الخطة وتنفيذها والإضافة إليها من قبل القيادات والقواعد، انطلاقاً من أن الفكرة الجيدة يجب التقاطها أياً كان المستوى التنظيمي الذي يطرحها، وكذلك التركيز على المبادرات الفردية والأفكار العملية التي تجد صدى إيجابياً لها في المجتمع وتستجيب لرغباته وأولوياته وقضاياه، هذه القضايا والعناوين وغيرها الكثير تشكل أساساً جيداً ومناسباً للانطلاق نحو عمل حزبي له ديناميكيته وآثاره الواضحة على الساحة الاجتماعية والسياسية، ما يعيد الحزب حقيقة لا ادعاء إلى قلب المجتمع، وهذا هو جوهرمقولة إن حزب البعث حزب جماهيري وشعبي.

إن حزب البعث بجماهيره ومنتسبيه ليس حزب مناسبات فقط، إنما هو حزب له مشروعه السياسي والاقتصادي والاجتماعي وله كوادره وأدواته وإمكاناته وخطابه وحيّزه الاجتماعي الواسع والمتجذّر، وهو بحكم تلك العناصر قادر على أن ينجز أي عنوان أو هدف حينما  يجعل منه هاجساً حقيقياً لمنتسبيه ومؤيديه، بحكم أنها هواجس وطنية وقضايا تخدم حياة الناس وطموحاتهم وتعالج مشكلاتهم وهي بالقدر نفسه ترتقي  بوعيهم  السياسي والوطني وتعمق في بنيتهم المعرفية، انطلاقاً من هوية الحزب الفكرية والسياسية والطبقية، ورسالته الحضارية المنفتحة على كل ما هو جديد في هذا العالم.

إن مقاربة الأفكار بصيغ واقعية وعملية لا تخرجها عن روحها، هو ما يعكس مقولة إن حزب البعث حزب متجدد ومنفتح ويتعامل مع قوانين الواقع المتغيّر بانفتاح وتفكير إيجابي، وهذا هو فحوى ما أطلق عليه الحزب في أدبياته النظرية النضالية، أي تلك التي تتشكل بتراكم التجربة وحاجات التطور التاريخي، إضافة إلى ما تمتلكه قيادة الحزب من فكر متقدم وحداثوي متنور وواقعي، يقارب الواقع بعقل منفتح ومتحرر من كل أشكال الارتهان للماضي الذي يمثل شكلاً من أشكال الجمود العقائدي والتقوقع على الذات والتمحور حولها.

إن قوة أي حزب سياسي تتمثل بقدرته على تجاوز معوقاته الذاتية ولاسيما الفكرية منها، فالثورية هنا هي بالتغيير الحاصل على التغيير الذي كان حاصلاً والانقلاب على المفاهيم التي أصبحت من أفعال الماضي، وهنا تصبح الجرأة في الطرح معياراً للحزبية والانتماء الصادق، والنمطية والوظيفية في التعاطي مع الواقع، هي قمة الرجعية والتخلف وابتعاد حقيقي  عن جوهر ثورية الحزب وقدرته على التجدد والاستجابة النوعية لكل التحديات التي يفترضها الواقع المتغيّر، فالعبرة هنا تتمثل في الحفاظ على روح الفكرة لا شكلها ومظهرها؟

د. خلف المفتاح

عضو القيادة القطرية

One thought on “عام من عمر القيادة القطرية؟

  • علاء احمد

    للاسف كانت اختيارات القيادة القطرية لممثليها في الفروع متسرعة واحدثت شرخا واضحا مع القواعد الحزبية نتيجة هذه الاختيارات والتي قسمت الرفاق قسمين مع او ضد ا قيادات الفرع.
    الثقة كاملة ومطلقة باختيار القيادة القطرية لكن نرجو منها ان تمتلك جراة المحاسبة والتراجع عن الخطا
    والخلود لرسالتنا

Comments are closed.