قمة السوبر الإسباني تنتهي بالتعادل وتؤجل الحسم للإياب
بداية مبشرة لعشاق كرة القدم الإسبانية، قمة كروية نارية وتكتيكية من العيار الثقيل رغم انتهاء المباراة بالتعادل الايجابي.
ريال مدريد:
لعب كارلو أنشيلوتي بطريقته المفضلة 4-3-3، ومارس لاعبوه الضغط العالي كما فعلوا في مباراتهم السابقة بكأس السوبر الأوروبي أمام إشبيلية.
عودة تشافي ألونسو أعطت الفريق الملكي القوة المفقودة في خط الوسط وخاصة في العمق الدفاعي للفريق وكان له دور في إعطاء الوافد الجديد توني كروس حرية أكبر في التقدم للأمام وممارسة دوره المفضل في صناعة اللعب.
قوة ريال مدريد كانت في تنويع الهجمات، وعدم الاعتماد على جهة واحدة من الملعب ونقل الكرات بين الأجنحة والدخول من العمق.
في معظم فترات اللقاء اعتمد ريال مدريد على “الثلاثيات” في كل جهة من جهات الملعب، معتمدا على تقارب الظهير مع لاعب الوسط والجناح. على سبيل المثال لحظة تلقي الظهير (داني كارفخال) للكرة من الجهة اليمنى يلاحظ اقتراب (لوكا مودريتش) المتمركز في يمين الوسط، ليبدأ التحضير للهجمة بانضمام الجناح (غاريث بيل) للثلاثية، الأمر ذاته ينطبق على الجهة المقابلة، حيث نرى كل من (مارسيلو ورونالدو ويساندهم توني كروس) عبر تمريرات ثلاثية قصيرة وسريعة ومتقنة لفتح ثغرة في دفاع أتتليكو المتكتل.
خروج رونالدو متأثراً بالإصابة ودخول خاميس رودريغيز لم يترك أثرا سلبيا كبيرا على أداء الفريق، فمع دخول دي ماريا بدلا من مودريتش غير أنشيلوتي انتشار الفريق وأصبحت الخطة أقرب إلى 4-4-2 مع توظيف دي ماريا للجناح الصريح على اليسار وحرية أكبر لخاميس في الجهة اليمنى من الملعب والدخول في العمق.
دي ماريا لاعب من طينة الكبار وكان أحد أفضل لاعبي “الميرنغي” في الموسم السابق وهو لاعب يعطي للمدرب الكثير من الحلول التكتيكية في المباريات والأجدر بإدارة الفريق أن تعيد النظر في موضوع التخلي عن اللاعب، فمنذ دخوله أرض الملعب أعطى الكثير من الحلول للفريق وقدم مهارات عالية وقدرة كبيرة على تغير ظروف المباراة وتفكيك دفاعات الخصوم، أما خاميس رودريغز ما يزال لديه “الرهبة” التي تحجّم إمكانياته الكبيرة لكنه أظهر الرغبة الشديدة باللعب وتسجيل اسمه ضمن الكبار في ريال مدريد وأعتقد أن تألقه مع الفريق ستكون مسألة وقت لا أكثر.
المشكلة الدفاعية بالكرات الثابتة من جديد، سوء التمركز والتغطية التي حاول أنشلوتي تفاديها طيلة الموسم الماضي عادت مع بداية الموسم الجديد وتظهر بشكل واضح في لقطة هدف التعادل.
أتلتيكو مدريد:
لعب المدرب الشاب دييغو سيميوني بواقعية شديدة فرضت نفسها على أداء الفريق، فاعتمد على دفاع المنطقة وإغلاق كافة المنافذ والممرات أمام لاعبي ريال مدريد.
مارس لاعبو «الروخي بلانكوس» أسلوبهم المفضل باللعب العنيف والضغط القوي على اللاعب صاحب الكرة من الفريق الملكي الأمر الذي أسفر عن تلقي وسط ودفاع الفريق إنذارين بعد مرور أقل من 12 دقيقة من عمر المباراة.
اعتمد “الروخي بلانكوس” على الكرات الطويلة خلف المدافعين، وعلى الهجمات المرتدة التي لم تكن تُبنى بالسرعة المطلوبة.
يحسب للمدرب الشاب قوة شخصيته واهتمامه الأكبر بالمحافظة على “روح الفريق” بعد خسارة النادي لسلسلة من النجوم التي رحلت عن الفريق، فوجدنا الأتلتيكو يلعب بنفس الروح القتالية ونفس النهج الذي لعب به بالموسم السابق.
المباراة أظهرت أن حركة الانتقالات التي قام بها أتلتيكو مدريد بقيادة المحنك سيميوني كانت رائعة جداً ومفيدة للفريق ككل.
البعث ميديا | ماهر سليمان