أخبار البعثسلايد

ملتقى الحوار القومي.. بحث في تحديات التكفير ومشروع المواجهة

ركز المشاركون في ملتقى الحوار القومي الثالث الذي أقامه اليوم اتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع اتحاد الصحفيين على دار البعث بدمشق تحت عنوان “الأمن القومي العربي وتحدياته الراهنة” على دور الثقافة في مواجهة التكفير وعلى الدولة الوطنية وتحدي الإرهاب وغزة والعقل المقاوم.

3وتحدث المفكر والباحث العربي المغربي ورئيس تحرير مجلة الملتقى عبد الصمد بلكبير عن التحول في أدوات ووسائل الاستعمار للسيطرة على دول العالم ومنها المنطقة العربية عبر الانتقال من وسائل القوة العسكرية إلى وسائل السيطرة الفكرية على الجماهير العربية طائفيا وعرقيا وقوميا ومذهبيا ومناطقيا وهو ما تجلى في الهجمة الاستعمارية الجديدة على المنطقة والتي استنزفت طاقاتها وإمكاناتها وأضعفت قدرتها ما يمهد للسيطرة عليها.
ورأى الباحث بلكبير أن إسرائيل لم تعد أداة القوة العسكرية للإمبريالية والصهيونية بعد أن لجأت الإمبريالية إلى “شراء مئات المثقفين العرب للتأثير على الجماهير” ما يتطلب من المثقفين الحقيقيين خلق الأدوات والوسائل التي تسهم في إعادة بناء الوعي لمقاومة هذا الفكر الاستعماري وبناء استراتيجية ترفع من مستوى وعي الجماهير إلى مستوى التحديات التي تواجهها.
وأعرب بلكبير عن تقديره لصمود الشعب السوري وبطولات الجيش العربي السوي التي أفشلت المخططات الأمريكية والإسرائيلية وأذهلت العالم.
من جانبه رأى مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية في جنيف الدكتور رياض الصيداوي أن “من يرد الجهاد فعليه أن يقاتل من أجل استرداد الأراضي العربية المحتلة وعلى رأسها فلسطين المغتصبة من الكيان الإسرائيلي”.
ووصف أن الفتاوى التي كانت تصدر من بعض رجال الدين ومنهم القرضاوي “بالحرب النفسية على الجماهير العربية والإسلامية لخدمة المشروع الأمريكي والصهيوني”.
ونبه الصيداوي من محاولات الغرب الاستعماري الذي أشعل الحروب في بلدان المنطقة ودمر بنيتها التحتية بناء على مصالحه الاقتصادية ودفع شركائه للدخول في مشاريع إعادة الإعمار في هذه الدول وإعادة استعمارها من جديد.

4بدوره رأى الإعلامي أسامة الدليل رئيس قسم الشؤون السياسية والدولية بجريدة الإهرام المصرية أن الأعمال الإرهابية التي تحدث في المنطقة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية لخدمة المصالح الأمريكية والإسرائيلية مشيرا إلى قيام حكام بعض الدول العربية بدعم وتسليح التنظيمات الإرهابية في سورية.
وشدد الدليل على أهمية التنسيق العربي وخاصة بين سورية ومصر وباقي الدول العربية لوضع الخطط اللازمة لمكافحة الإرهاب بعيدا عما تخطط له الولايات المتحدة والدول الغربية.
من جهته أكد عضو القيادة القطرية رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الدكتور خلف المفتاح في تصريح لـ سانا أن هذه الملتقيات تأتي في إطار مشروع فكري ثقافي يمتد على مساحة الوطن العربي لتشكيل جبهة ثقافية قومية تواجه الفكر التكفيري الإرهابي.
وأشار إلى ضرورة تشكيل وعي سياسي على المستوى القومي يبين أخطار المشروع الإرهابي التكفيري المتحالف مع القوى الغربية والكيان الصهيوني والذي يجسد ما أطلق عليه “الفوضى الخلاقة” الهادفة لتقسيم دول المنطقة وشعوبها وتفتيت الكيانات القائمة وإعادة تشكيلها على مكونات وانتماءات ضيقة من طوائف ومذاهب وأعراق.
وأكد ضرورة وجود مشروع فكري قومي عروبي يواجه المشروع التكفيري ويسقطه وينتصر عليه تماما.

5وقال إن “مشاركة هذا العدد الكبير من الكتاب والمثقفين من الدول العربية في الملتقى يؤكد صوابية الرؤية السورية في تحليل ما يجري على أنه مؤامرة ومشروع غربي اختبأ وراء المطالب الشعبية والدين ليخدع الجماهير وليوجد له احتضانا اجتماعيا وشعبيا”.
وتركزت مداخلات المشاركين في الملتقى الذي أداره رئيس اتحاد الصحفيين الياس مراد على الدور السوري والتنسيق العربي للتصدي للإرهاب والقضاء عليه ووعي الشعب العربي ودور المثقفين والمفكرين في الحد من انتشار الفكر التكفيري.
حضر الملتقى عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي عبد الناصر شفيع وعدد من أعضاء القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية ومن أعضاء مجلس الشعب وعدد من الباحثين والكتاب والمفكرين.