الشريط الاخباريعربي

الكاردينال الراعي: تدخلات الغرب في المنطقة هدفها ضرب العيش المشترك

حذر البطريرك اللبناني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من التدخلات الخارجية في منطقة الشرق الاوسط وخصوصا في لبنان لضرب “العصب الأساسي” فيه الذي هو العيش المشترك.

وأكد البطريرك الراعي خلال لقائه قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي وفدا مسيحيا إسلاميا من عائلات وعشائر بعلبك الهرمل والبقاع الاوسط ووادي خالد وبشري وعكار أن “مشروع الشرق الاوسط الجديد لم يمت وهو جاهز خصوصا بعد ما شهدناه مما يسمى “الربيع العربي” وقد اختفت التحركات الشعبية وحلت مكانها التنظيمات الارهابية الاصولية والهدف تفتيت الشرق الأوسط وتقسيمه وخلق دويلات طائفية ليسلم الكيان الإسرائيلي ويعطى مبررا ليكون دولة لليهود”.

وقال البطريرك الراعي” سنبقى نراهن على العقول الراجحة التي تدعم أفكار ورؤية الوحدة الوطنية والعروبة بدلا عن التمذهب الطائفي البغيض ولطالما حاولوا ضرب العيش المشترك لكن لبنان ضرب الإرادة والسياسات الدولية ولم يقع حتى الآن في هذا الفخ”.

وحول موضوع رئاسة الجمهورية اللبنانية دعا البطريرك الراعي جميع المسؤولين اللبنانيين إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية بأسرع وقت وقال “نحن لا نقبل من ممثلينا والمسؤولين كافة بأن يقطعوا رأس لبنان عبر حرمانه من رئيس للجمهورية”.

وتسلم البطريرك الراعي من الوفد” الوثيقة الوطنية لترسيخ العيش المشترك والسلم الأهلي” والتي تدعو إلى مواجهة الإرهاب التكفيري وتجريمه ومحاربته بكل الوسائل والتنبه بصورة دائمة ومستمرة لاخطار العدو الاسرائيلي الذي يهدد لبنان أرضا وشعبا والمحافظة على قوة الردع وتؤكد أن المؤسسة العسكرية هي الدرع الحامي للوطن وان الالتفاف حولها واجب واعتبار أي تطاول عليها جرما بحق الوطن والشعب.

وشددت الوثيقة على عمق العلاقات التاريخية القائمة بين العائلات والعشائر منطلقا لتعزيز الولاء الوطني وبناء الدولة والإنسان بعيدا عن الاعتبارات السياسية الضيقة وعلى ترسيخ العيش المشترك والسلم الاهلي في لبنان وصياغة آلية عمل موحدة من شأنها تعزيز الوحدة الوطنية بين جميع اللبنانيين والطلب من كل الأطراف عدم التصعيد في الخطاب السياسي.

كما دعت إلى صياغة قانون انتخابي مرتكز على أسس وطنية والتسريع في انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية ودعم المؤسسات الأهلية والمدنية وتفعيل دورها في بناء التواصل بين جميع شرائح المجتمع ووضع عجلة التنمية لتخفيض البطالة واستثمار الموارد الطبيعية والطاقات الاقتصادية والبشرية وتشجيع عودة المغتربين للاستفادة من طاقاتهم للنهوض في بناء الوطن.

وطالبت الوثيقة الحكومة اللبنانية “التنسيق في قضية المهجرين السوريين للحفاظ على حقوقهم الانسانية والعمل على عودتهم إلى المناطق الآمنة في سورية بعيدا عن الصفقات والاعتبارات السياسية الضيقة”.

يذكر أن لبنان يعيش في حالة فراغ رئاسي منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في 25 أيار الماضي وقد فشل مجلس النواب في انتخاب رئيس جديد في عدة جلسات عقدها خلال الأشهر الماضية.