الشريط الاخباريسلايدسورية

«الانتماء والوفاء».. دمشق تستضيف مؤتمر اتحاد جاليات فلسطين في الشتات

بدأت صباح اليوم أعمال المؤتمر العام الثالث لاتحاد الجاليات الفلسطينية بالشتات في أوروبا في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق تحت عنوان “الانتماء والوفاء”.

وتستضيف دمشق المؤتمر بالتزامن مع اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

 

وعبر الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي هلال الهلال خلال الافتتاح عن أهمية انعقاد المؤتمر في دمشق لما تمثله من مركز حضاري لبلاد الشام وقلب العروبة على مر العصور مؤكدا أن الشعب السوري لايعرف إلا النصر ولن يفقد بوصلته في الدفاع عن القضايا الوطنية والقومية.

وأشار الهلال إلى أن الشباب السوري لن يكون أقل كفاءة من الأجيال التي سبقته في حماية هذا الإرث النضالي الكبير ولاسيما أن الهدف الأكبر من العدوان على سورية هو إقامة ما يسمى الشرق الأوسط الجديد على انقاض أمة ما عرفها التاريخ إلا أمة قيادة وحضارة بهدف إخضاعها لتتخلى عن العروبة وفلسطين والمقاومة مؤكدا أن ذلك زادها تمسكا بالعروبة والمقاومة.هلال

وشدد على أن القضية الفلسطينية هي “الدرة الأغلى في تاج بلاد الشام وهي القلب في الجسد العربي والقبلة الأولى للمسلمين ومهد السيد المسيح وستبقى روحنا ومعنى وجودنا والقضية المركزية استنادا إلى المبادئ والواقع وما يفرضه هذا الواقع من ترابط بين ما يحصل في سورية وما يحصل في فلسطين المحتلة”.

وأكد الأمين القطري المساعد للحزب أن العدو والمعركة واحدة لمواجهة الاستعمار الحديث والصهيونية والظلامية والتكفيرية محذرا من أن المنطقة تمر بمرحلة مفصلية يتحدد فيها مستقبل الجميع ما يتطلب تضامن جميع الشرفاء المخلصين في الأمة العربية العريقة لقطع الطريق أمام إرهابهم.

من جهته أكد سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون أن الأزمة التي تمر فيها سورية الآن هي نتيجة مواقفها المشرفة تجاه القضايا العربية وخاصة دعمها للقضية الفلسطينية ولحركات المقاومة والتحرر الوطني مشددا على ان سورية ستبقى كما كانت هدفها الأول والأخير تحرير فلسطين وكل شبر من الأراضي السورية المحتلة.حسون

وقال “نحن في سورية لدينا دين واحد يتمثل بمحبة الله والإيمان به” لافتا إلى أن الدين الإسلامي “أشرق من بلاد الشام كما أشرقت المسيحية منه”.

وخاطب المفتي العام للجمهورية الجاليات الفلسطينية في الشتات بالقول “إن جئتم لعقد هذا المؤتمر في دمشق فأنتهم جئتم إلى وطنكم سورية التي لاتؤمن بحدود اتفاق سايكس بيكو المشؤوم الذي وضعه الاستعمار القديم”.

وأكد الأمين العام لاتحاد الجاليات والفعاليات والمؤسسات الفلسطينية بالشتات في أوروبا الدكتور راضي الشعيبي أن أبناء فلسطين جاؤوا إلى دمشق قلب العروبة النابض متحدين أشكال الظلم والحصار المفروضين عليها ليثبتوا للعالم أجمع “بأننا شعب واحد في السراء والضراء ونعلن براءتنا من تلك الحفنة التي لبست عباءة الدين خدمة لتنظيم مجرد من الأخلاق والقيم”.

ودعا الشعيبي إلى الاستمرار بمقاومة المخططات الاستعمارية الجديدة التي عادت بوسائل أكثر خطورة لتحتل الفكر والعقل العربي وتلغي تاريخنا وتراثنا من ذاكرة أبنائنا والوقوف إلى جانب الشعب السوري الذي يدافع كما في السابق عن عزة الأمة العربية وكرامتها.11

وأشار إلى أن من “صنع التاريخ والحضارة هم رجال سورية الوطنيون الشرفاء وأن دمشق والقدس أنجبتا مقاومين ميامين يدافعون عن شرف الأمة العربية التي تحول بعض حكامها وملوكها وأمرائها في زمننا هذا إلى عبيد يتلقون الأوامر خدمة للصهيونية العالمية ومشاريعها التقسيمية في المنطقة”.

وأكد المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في كلمة متلفزة بثت من القدس المحتلة أن انعقاد هذا المؤتمر في دمشق جاء ليؤكد وقوف الشعب الفلسطيني داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها ضد من يتآمر على سورية ويسعى لتفتيتها ولرفض المخطط الاستعماري الذي تتعرض له.

ووصف المطران حنا دمشق بأنها عاصمة العروبة والكرامة والإنسانية مشددا على أن من يعتدي على سورية يعتدي على فلسطين لافتا إلى أن المؤامرة على سورية فشلت بفضل حكمة قائدها ووعي شعبها وصمود جيشها الذي يخوض معركة الدفاع عن فلسطين وعن الكرامة العربية.

وحذر المطران حنا من أن الكيان الصهيوني يعمل على تفتيت مكونات الشعب الفلسطيني ليتناحر فيما بينه والاستفراد به وتمرير مخططاته الاستعمارية المتمثلة بتهويد القدس المحتلة وتهجير سكانها.

بدوره أشار الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة الدكتور طلال ناجي في كلمته الى أن سورية تتعرض اليوم إلى أعتى حرب كونية عرفها التاريخ بسبب موقفها من القضية الفلسطينية واحتضانها لسنوات طويلة فصائل المقاومة ودفاعها عن قضايا الامة العربية العادلة موضحا أن ما يجري اليوم من فوضى هدفه تغييب وتصفية القضية الفلسطينية وتقسيم الامة العربية خدمة للصهيونية العالمية ومخططها الاستعماري في المنطقة.بعرفو

ودعا ناجي الفصائل الفلسطينية إلى الوحدة والاتفاق على “برنامج سياسي ومنهج فلسطيني وطني يصوب السياسة الفلسطينية داخليا وخارجيا والاتفاق والعمل من أجل إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية” مؤكدا ضرورة وقف “مهزلة المفاوضات العبثية” مع العدو الصهيوني واستمرار المقاومة في جميع الأراضي الفلسطينية حتى تحرير كامل التراب الوطني وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

وأوضح نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد أن سورية رغم ما تتعرض له من حرب إرهابية تستهدف أمنها ووحدتها واستقلالها تواصل اليوم دفاعها عن ثوابت الامة العربية وقضاياها العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية انطلاقا من تمسكها بقيمها ومبادئها الوطنية والقومية مشددا على ضرورة التمسك بالمقاومة كخيار أساسي أثبت جدواه على مدى السنين الماضية أمام جبروت وتعنت الاحتلال الصهيوني الغاصب.فؤاد

وبين فؤاد أن قوى المقاومة الفلسطينية استعادت قدرتها وجاهزيتها بعد العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة وأصبحت أكثر قدرة على توجيه ضربات موجعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي مشيرا إلى أن صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يجب أن يكون حافزا لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وانهاء حالة الانقسام والالتفات إلى قضايا الشعب الفلسطيني الذي يواجه الحصار الإسرائيلي الجائر وآلته التدميرية.

بدوره أكد نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني تيسير قبعة أن انعقاد المؤتمر العام الثالث لاتحادات الجاليات الفلسطينية في دمشق الفيحاء رسالة تأكيد على أن سورية بشعبها الوفي وجيشها الباسل قادرة على هزيمة قطعان الارهابيين ومجاميع المرتزقة التكفيريين أياً يكن من يقف وراءهم وان ارادة الشعب السوري أقوى من امكانيات مموليهم ومشغليهم .

وأشار قبعة إلى أن ما تتعرض له سورية اليوم ليس الا حلقة جديدة من حلقات المخطط الامبريالي الصهيوني الهادف الى تفتيت الأمة العربية وتدمير طاقاتها ومقدراتها وصولا إلى إقامة كيان غاصب على أرض فلسطين موضحا أن الفكر التكفيري الذي تغذيه وتدعمه بعض الرجعيات العربية ممثلا بتنظيمي داعش والنصرة الإرهابيين لا يقل خطورة عن الفكر الصهيوني الذي يمثله كيان الاحتلال الاسرائيلي.

وتخلل المؤتمر عرض فيلم وثائقي عن المواقف المشرفة للقائد الخالد حافظ الأسد والرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومقتطفات من كلمات تسجيلية للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أكد فيها اصرار المقاومة على تحرير الأرض اللبنانية والفلسطينية من الاحتلال الإسرائيلي.”111

وعلى هامش أعمال المؤتمر افتتح معرض للكتاب وللتراث الشعبي تضمن أصنافا من الأزياء الشعبية الفلسطينية وصورا تعبر عن المقاومة ومقطوعات موسيقية وأغاني من الفلكلور الفلسطيني قدمتها فرقة اساتذة معهد صلحي الوادي بقيادة اندريه معلولي والكورال المرافق.

حضر الافتتاح أعضاء القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي يوسف أحمد والدكتور خلف المفتاح والدكتور مالك علي ووزراء الإعلام والعدل والأشغال العامة والسياحة والثقافة وفعاليات ثقافية واجتماعية.

ويشارك في المؤتمر الذي يعقد على مدار يومين ممثلون عن فصائل المقاومة الفلسطينية والأحزاب الوطنية السورية والجمعيات والتنظيمات والاتحادات السياسية والشعبية في سورية وفلسطين.