الشريط الاخباريسلايدسورية

الزعبي: قادة أوروبا بدؤوا يختبرون الصعوبات نتيجة مواقفهم تجاه سورية

قال وزير الإعلام عمران الزعبي أن قادة الدول الأوروبية بدؤوا يختبرون الصعوبات نتيجة مواقفهم السياسية تجاه سورية.

أكد وزير الإعلام عمران الزعبي أن اللقاء التشاوري الذي جرى في موسكو والذي حضره وفد الجمهورية العربية السورية وبعض من شخصيات المعارضة من الداخل والخارج قد اكتسب أهمية خاصة من حيث أنه أول لقاء مباشر عبر منسق الجلسات الروسي فيتالي نعومكين، وفي لقاء أجراه مع وكالة “سبوتنيك” الروسية أكد الوزير الزعبي أن: « أهمية لقاء موسكو التشاوري كان في كسر حالة الجمود، وفتح باب التواصل المباشر بالنقاش والحوار، بغض النظر عن أنه لم يتوصل إلى نتائج محددة، فالغاية من اللقاء التشاوري لم تكن أساسا إجراء حوارات سياسية، مبينا أن الدعوة الروسية كانت تتضمن الدعوة إلى لقاء تشاوري لوضع أسس لحوار سياسي سوري سوري، لذلك يجري الحديث عن استمرار هذه العملية التي إذا استمرت ستكون جيدة ومفيدة، لكن من المبكر والسابق لأوانه الحديث عن هذه التفاصيل.»
وأضاف الوزير الزعبي: «ذهبنا إلى موسكو لأننا نثق بالقيادة الروسية بصداقتها وبقوتها وبحكمتها، ولأننا نؤمن بأن القيادة الروسية مهتمة والدولة الروسية مهتمة فعلاً بالأزمة السورية وبكل أطراف هذه الأزمة وبكل السوريين، وعلى هذا الأساس التحقنا باللقاء التشاوري وكنا جزءاً منه أما في أي مكان آخر ﻻ يوجد مثل هذه الطروحات على اﻻطلاق.»
ورداً على سؤال حول ما اذا كان لقاء موسكو نجح في كسر الجليد بين الحكومة السورية والمعارضة، وهل كان لغياب الإعلام خلال أيام اللقاء أثر إيجابي على مجريات الحوار، قال الوزير الزعبي: «لم يكن هناك من ضرورة في الأساس لتواجد الإعلام لأنه حسب الدعوة الروسية ﻻ تتضمن بدء حوار سياسي بل البحث عن أسس وأفكار أولية، وبالتالي عندما يكون هناك حوار سياسي سوري سوري سيوجد الإعلام بطييعة الحال، لكن كلما كان البحث خلف أبواب مغلقة سيكون أكثر جدية، خاصة أن هناك أطرافاً من المعارضة خاصة في الخارج وبعض معارضة الداخل التي ﻻ تريد لهذا اللقاء أن ينجح، سواء أكان تشاوريا أو في المستقبل، لأنه يتعارض مع برامجهم وأجنداتهم ومرجعياتهم، وهذا ليس سرا».
وأضاف أنه: «يوجد الكثير من المعارضات التي تحفظت، ولم تحضر وخفضت من مستوى حضورها، وهناك شخصيات معارضة حضرت عن قوى وهمية ﻻ تمثل شيئا على الأرض في الشارع، لكن على مدار سنوات الأزمة تم تظهيرها من قبل دول محددة على تجسيدها على أنها تمثل فئات على الأرض.»
وكشف الوزير الزعبي عن أن تغييب الإعلام كان قرارا من الجانب الروسي لأنها كانت تريد لهذا اللقاء أن ينأى عن الصخب الإعلامي، كما جرى في جنيف. وقال: «الذين أعدوا لجنيف في الواقع كانوا موجهين دعوات لعدد هائل من وسائل الإعلام ومراكز الدراسات الإعلامية، لأنهم كانوا يريدون من جنيف أن تكون منصة لإطلاق النار على الدولة السورية وسياستها، وحشدوا كل هذا الحشد من أجل هذا الموضوع، لكن لم تجر الأمور كما شاؤوا في جنيف، فوفروا من حيث ﻻ يدروا منصة لنا لرد الهجوم عليهم إعلاميا.»
وعن سؤال متى سيكون الوقت مناسبا لعقد لقاءات تشاورية بين الحكومة السورية والمعارضة داخل دمشق، وما هي المعوقات في الوقت الحالي، رد الزعبي قائلا: «بالنسبة للدولة السورية، خيار المسار السياسي لمعالجة الأزمة هو خيار قديم، ولم تتخل عنه في أي لحظة منذ بداية العدوان عليها، لذلك عندما ذهبنا إلى جنيف وموسكو، وتحدثنا عن أننا كدولة سورية مستعدون للحوار والذهاب إلى أقصى أقاصي الأرض من أجل شعبنا…كنا نفهم جيدا أن الحل والمسار السياسي سيحتاج إلى اجتماع كل الأطراف، لكن هذا اﻻجتماع يجب أن يضم بالضرورة الأطراف التي تحترم السيادة الوطنية التي تشتمل على وحدة الدولة أرضا وشعبا، وعندما يكون أي طرف من أطراف المعارضة جاهزا لاحترام هذا الثابت، ومن ثم قابلا ومستعدا لاعتبار أن مكافحة الإرهاب ضرورة وطنية ليس لديه مشكلة أبدا مع الدولة السورية.»
ورأى الزعبي أن «مصطلح المعارضة ليس مصطلحا يصح إطلاقه على الحالة السورية، لأن هناك معارضات وليس معارضة واحدة، وهي مختلفة مع بعضها أكثر ما هي مختلفة مع الحكومة السورية، والدليل على ذلك ما حدث في اﻻجتماعين في اليومين المتتاليين للمعارضة قبيل اجتماعهم مع الحكومة السورية، حيث اصطدموا بعضهم بعضا واختلفوا، وحدث ما حدث فيما بينهم قبل أن يجتمعوا مع وفد الحكومة، لافتا إلى أن اجتماعاتهم مع الحكومة كانت أكثر هدوءاً من اجتماعاتهم مع بعضهم بعض، وهذا ما نتوقعه أساساً.»
وقال: «إننا نعرف شخوص المعارضين وأجنداتهم، ونعرف ماذا يمثلون، وما هي أحجامهم في سورية، وحجم تمثيلها على الأرض مجتمعة ﻻ يشكل أبدا عنصرا ضاغطا بالمعنى السياسي على الدولة السورية، مضيفا أن ما يضغط على الدولة السورية في الواقع هي المجموعات الإرهابية المسلحة وليس حجم المعارضة وﻻ تأثيرها السياسي».
وبيّن الوزير الزعبي أنه «لو لم يكن هناك مجموعات إرهابية مسلحة، وكان هؤﻻء المعارضين مستعدين لخوض غمار العمل السياسي، لما استطاعوا أن يكسبوا من مقاعد في البرلمان، أو مقاعد وزارية، أو حشد شعبي إﻻ جزء يسير جدا لسبب بسيط، اليوم أو حتى في منتصف أو بدايات الأزمة، فقد كشفت أحجام هذه القوى وتأثيرها من خطابها السياسي الحقيقي عن شخوصها وقياداتها بطريقة استثنائية وهذا من حظ السوريين.»
وعمّا إذا كان هناك تعتيم إعلامي حول مجريات المعارك في المناطق الساخنة ﻻ سيما حلب، نفى الوزير الزعبي ذلك قائلاً أن: «المعارك بحلب موجودة خاصة في الأحياء التي يسيطر عليها الإرهابيون، لكن ليس هناك تفاصيل أساسية، وأنا أتحدث هنا عن المدينة، وللتحدث عن خارج مدينة حلب، المعارك التي دارت في حندرات وغيرها، تم تسليط الضوء عليها وما يحدث في درعا أيضا يسلط الضوء عليه حتى ما يدور في الريف الشمالي الشرقي أو في مناطق مختلفة في سورية ﻻ يوجد شيء نخفيه بهذا الخصوص.»
وحول ما إذا كان هناك تغيير في موقف أوروبا خاصة فرنسا وألمانيا لما يجري في سورية خاصة مع ورود أنباء عن تعاون أمني استخباراتي سوري أوروبي في محاربة الإرهاب، قال الوزير الزعبي: «ﻻ أستطيع أن أعلق على مدى دقة المعلومات الخاصة بالتعاون الإستخباراتي كوزارة إعلام هذا عادة له أجهزته المختصة، لكن في السياسة بدأ يتنامى لدى الأوروبيين الشعور بالحرج السياسي الناشئ أساسا عن الخطوات التي اتخذت ضد الدولة السورية من قبلهم سواء من سحب السفراء وفرض عقوبات على الأفراد والشركات ومؤسسات الدولة حتى على المؤسسات الخاصة.
وبيّن الوزير الزعبي أن: «الأوروبيين شعروا بأن هذه الإجراءات كانت في غير محلها، وأن تراجعا سيحتاج إلى مناخ، لكن هذا الشعور سببه الحقيقي ليس إجراء مراجعة نقدية حقيقية لمواقفهم، إنما هو ناجم عن الإحساس والإرتباك الأمني الذي أصابهم بعد حوادث عدة، وكان آخرها حادثة الصحيفة الفرنسية، طبعا هذه الحادثة وقعت قبل شهر وبضعة أيام، لكن سوريا حذرت منذ شهور كثيرة ومنذ بدايات الأزمة، وعندما حذرت من هذه المسائل كان هناك توجه سياسي لدى قيادات أوروبية بأن الدولة السورية ستتفكك، وأن بنى النظام السياسي ستزول، وبالتالي فإن مثل هذه الدعوات السورية والحديث عن مخاطر الإرهاب، إنما هي محض محاوﻻت لحشد رأي عام إلى جانب الدولة السورية، لكن اليوم هم يكتشفون أن المسألة لم تكن كذلك، وأن قتال الدولة السورية والجيش السوري للمجموعات الإرهابية المسلحة وحديث الدولة السورية عن مخاطر الإرهاب كل واحد ﻻ يتجزأ».
وفي سؤال لمراسل “سبوتنيك” عن الضغوط الّتي تواجهها مصر رد الوزير الزعبي: «الصراع كان على سوريا تاريخيا عبر عقود، لكن الأزمة الناشئة الآن عنوانها الحقيقي الصراع مع سوريا، وليس عليها هناك فرق بأن تكون سوريا كعكة يتصارعون عليها أو قوة يتصارعون معها, الصراع اليوم هو مع سوريا على مجمل السياسات الداخلية والخارجية والمواقف التي طالما اتخذتها الدولة السورية على مدار زمن، سواء الصراع العربي الإسرائيلي أو في العلاقات الدولية أو البينية في المنطقة أو البينية خارج المنطقة، لذلك كل السياسات السورية ﻻ تزال غير مرحب بها ﻻ من الأميركيين، ولا من الفرنسيين، وﻻ من الغرب، في مقدمتها مواقف سوريا من قضية المقاومة وتحرير الأرض واحتلال فلسطين وغير ذلك، جوهر المشكلة يكمن هنا في موقف سوريا السياسي.»
وبيّن الزعبي: «أن مصر تتعرض الآن لإرهاب، العالم يقف إلى جانب مصر ضد الإرهاب… مع العلم أن ذات الخطاب وذات التنظيمات وذات الجرائم ترتكب في مصر وسوريا، لكن العالم يقف مع مصر، وﻻ تزال بعض الدول تريد أن تفرق وتميز وتتحدث بمنطق مختلف… الفرق بين مصر وسوريا في واقع الحال أن لمصر اتفاقية مع إسرائيل، وليس لسوريا مثل هذه اﻻتفاقية.»
وعن الوضع الاقتصادي في سوريا، أشار الوزير الزعبي إلى أنه : «يرتبط بالموقف العسكري، وهذه حقائق وليست أسراراً، لكن الدولة السورية حتى هذه اللحظة وستبقى في المستقبل تحاول تأمين احتياجات الناس، و أن الوضع الإقتصادي صعب، وسوريا تتعرض لحرب على عدة مستويات أمنية وعسكرية وثقافية واقتصادية، لذلك هي تتصدى أيضا على كل هذه الجبهات دفعة واحدة.
وردا على سؤال مراسل “سبوتنيك” حول دعوة سوريا للأردن للتعاون معها في مكافحة الإهاب بعد جريمة قتل الطيار الأردني، ما نوع هذا التعاون الذي تنتظره دمشق من عمان، قال الوزير الزعبي: «إذا كان الأردن يريد أن يحترم القرارات الدولية 2170 و2178، وأن يثأر لمقتل طياره فعلا، عليه أن يضبط حدوده وأن يمنع تدفق الإرهابيين من الأردن، وﻻ يصح أبدا القول إن الأردن يشارك في التحالف ويرسل طائراته إلى شمال سوريا لتقصف تنظيم “داعش”، لكنها في جنوب سوريا تمد “جبهة النصرة” بالسلاح والإرهابيين، هذا المنطق مرفوض، وهذا هو حال الأردن، ولدى الدولة السورية الكثير من المعلومات والتفاصيل حول هذه المسألة.»
وتابع الوزير الزعبي واصفاً الخطاب الأردني بالمزدوج وغير المنسجم وأن ما يقال داخل الأردن غير ما يقال خارجها، وما يجري على الأرض غير ما يقال على المنابر، وما يعنينا هو أمن سوريا والشعب السوري بالدرجة الأولى كما يعنينا أمن الأردن وأمن الشعب الأردني.
ورأى الوزير الزعبي أن: «العبث في هذه المسألة هو نوع من القمار السياسي الذي يمكن أن يكلف الكثير لمن يلعبه، مبينا أن الأمن الإقليمي ﻻ يتجزأ، والدليل على ذلك ما يحدث في لبنان والعراق، وما يمكن أن يحدث في دول مجاورة أخرى، وما يحدث في تونس ومصر وليبيا. كل هذا يشكل مفهوم الأمن الإقليمي ومخاطر اعتراض هذا المفهوم واحدة.»
وعن رؤية وزير الإعلام السوري لتعاطي الإعلام الروسي مع ما يجري في سوريا، رد الزعبي قائلا: «الإعلام الرسمي الروسي له هوية واضحة في هذا الأمر، فهو يعكس سياسة الدولة الروسية، وهي سياسة هادئة ورصينة وحكيمة ومعبرة عن حجم وعمق العلاقات الروسية السورية، مبينا أن هناك تنسيقا بين المؤسسات الإعلامية الروسية والسورية لتقديم التسهيلات المتبادلة دائما وتغطية الأحداث بشكل دائم.»
وحول رأيه في “المرصد السوري” وتداول الأخبار التي يبثها عبر وسائل الإعلام قال الوزير الزعبي إن «المرصد السوري يرأسه شخص يدعى أسامة سليمان وهو يستخدم اسماً مستعاراً رامي عبدالرحمن وهذا المرصد ﻻ هوية له وليس لديه موظفين أو أي خبرات مما يزعم أنه يعمل عليها من المفترض أنه مركز لحقوق الإنسان وليس مركز استطلاع ودراسات هو يقوم بوظيفة أوﻻ تختلف عن عنوانه واسمه كمركز لحقوق الإنسان والمعلومات التي يبثها هي معلومات غير موثوقة وغير مأمونة وغير صحيحة بالمطلق وهي عبارة عن مجموعة التعليمات استنادا إلى كتيب الإرشادات التي توزعه أجهزة المخابرات الغربية على بعض المعارضين في الخارج.»