الشريط الاخباريعربي

انقلاب قيادات فلسطينية على اتفاق استعادة اليرموك يتفاعل داخل «فتح»

دعا رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون؛ المجلس المركزي الفلسطيني لعقد جلسة طارئة لبحث أزمة مخيم اليرموك واتخاذ القرار المناسب بشأنها، وذلك وفقا للمادة (8) من اللائحة الداخلية للمجلس، التي تنص على أن ” ينعقد المجلس دوريا بدعوة من رئيسه، مرة كل 3 أشهر أو في دورات غير عادية بدعوة من رئيسه، بناء على طلب من اللجنة التنفيذية أو من ربع عدد أعضاء المجلس، وتوجه الدعوات للاجتماع قبل موعد الانعقاد بوقت معقول، ويرفق بالدعوة جدول الأعمال”.

وجاء في نص دعوة رئيس المجلس الوطني الفلسطيني ؛ سليم الزعنون ، أنه في ظل عدم تجاوب اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية مع دعوتيه السابقتين بتاريخ 10 و12 نيسان الجاري ؛ للاجتماع واتخاذ قرار فلسطيني موحد بما يخص أزمة مخيم اليرموك بعد احتلال تنظيم داعش الإرهابي له وارتكاب المجازر وجرائم القتل والاغتصاب والتجويع، واتخاذ ما تبقى من أبناء المخيم رهائن بين يديه، وفي ظل التخبط في تصريحات أكثر من طرف فلسطيني حول سبل التعامل مع قضية اليرموك .. فإنه يجد نفسه مضطرا إلى دعوة المجلس المركزي الفلسطيني .

من جهة أخرى، تواصلت لليوم الثاني على التوالي داخل حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» تفاعلات انقلاب قيادات فلسطينية على اتفاق الفصائل الفلسطينية الـ14 على استعادة مخيم اليرموك من تنظيم داعش وتشكيل غرفة عمليات مركزية مشتركة بالتنسيق مع الجهات المعنية في الدولة الوطنية السورية .

وأكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة أنه ستتم استعادة مخيم اليرموك من المجموعات الإرهابية.

وفي التفاصيل، قال الأمين العام المساعد للقيادة العامة طلال ناجي في تصريحات له نشرت أمس إن ( فصائل منظمة التحرير ترفض استخدام القوة لتحرير المخيم وأن الموقف غير واضح وغير إيجابي رغم كل ما جرى).

وأضاف طلال ناجي، إن «الدولة السورية أعلنت أنها لن تدخل اليرموك منعاً للمتاجرة بالموقف ضد سورية، ويقولون لنا إنها مسؤوليتكم نحن نساعدكم بالمناطق التي في أطراف المخيم».

وتابع ناجي «الصراع على النفوذ بين الإرهابيين قائم ولكننا سنمنع تمددهم إلى أطراف دمشق وسنحرر مخيمنا ولن يكون مخيمنا ممراً أو مقراً للمسلحين».

ورفضت مصادر فلسطينية متابعة لأزمة المخيم ، الرد على وجود تفاوض مع المجموعات المسلحة، مجددة التأكيد أن ما جرى لم يدع مجالاً للتفاوض، مضيفة ان على داعش والنصرة الخروج من اليرموك.

وفي التفاصيل فقد شهد وسط المخيم هدوءاً حذراً، مع حدوث اشتباكات متقطعة في خطوط التماس في شماله بين قوى تحالف الفصائل الفلسطينية المقاوِمة ومعها اللجان الشعبية والدفاع الوطني ومن انضم إليهم من كتائب «أكناف بيت المقدس» من جهة وبين تنظيمي داعش و النصرة من جهة ثانية.

وفي حي الزين التابع لـ الحجر الأسود؛ المجاور لليرموك جنوبا، تواصلت الاشتباكات بين مجموعات مسلحة منها «شام الرسول» و«جيش الأبابيل» و«جيش الإسلام» من جهة وبين مجموعات داعش والنصرة من جهة أخرى، وذلك بعد أن طردت تلك المجموعات؛ داعش من أجزاء كبيرة من الحي.

وكانت (كتائب أكناف بيت المقدس) قد أعلنت في بيان، البدء بعملية عسكرية أسمتها بـ «على الحق ظاهرين» لطرد داعش من المناطق التي سيطرت عليها في اليرموك، منذ مطلع شهر نيسان الجاري بالتعاون مع النصرة.

وطالبت النصرة في بيان بدخول قوافل المساعدات الغذائية إلى اليرموك عبر شارع راما وادعت بأنها ستقوم بحمايتها مع العلم أن أكثر من 9000 من سكان مخيم اليرموك في يلدا وببيلا وبيت سحم.. واعتبرت مصادر فلسطينية أن النصرة تريد أن تلعب دوراً سياسيا مشددة على أن النصرة وداعش وجهان لعملة واحدة، فالنصرة هي داعش وداعش هي النصرة ولا فرق بينهما.

من جهة ثانية، دعا عضو مركزية فتح اللواء توفيق الطيراوي قوات الثورة بمخيمات لبنان إلى التوجه لدعم إخوتهم باليرموك وتحريره من داعش.

واعتبر ابو غربية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ، أن فتح ستحارب داعش في اليرموك ولو كان الخيار عسكرياً لأن النأي بالنفس يعني أن الحركة منحازة لداعش.

وفي صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» كتب عباس زكي ؛ عضو اللجنة المركزية لفتح مفوض عام العلاقات العربية والصين الشعبية أن الصمت على الجريمة خيانة والسكوت عن الحقيقة مؤامرة والارتباك في مواجهة العدوان جبن وخذلان وسقوط في مستنقع المهزلة من التاريخ، وليست حركة فتح هي التي تحمل سيفاً مثلوماً في مواجهة العدوان على مخيمات شعبها وليست هي التي تعري لحم المشردين من أبنائها لسيوف الخونة والمتآمرين من عملاء الأطلسي وكتائب الأشباح التابعة للموساد والمخابرات الأميركية».

وأشار زكي إلى أن «الالتباس في الموقف من الأحداث الجارية في سورية الشقيقة كان جائزاً في بداية الأزمة المؤلمة التي اجتاحت هذا البلد العزيز أسوة بالعديد من البلدان العربية العزيزة قبل الأعوام الـ 5 الماضية، وذلك انسجاماً مع التأكيد أن حركة فتح لا تتدخل في الشأن الداخلي للدول العربية عندما يكون الخلاف داخلياً بين أبناء الشعب الواحد، لكنه لن يكون مقبولاً بعد أن تكشفت خيوط المؤامرة واتضحت معالمها للقاصي والداني وثبت في سياقها أن سورية الشقيقة تعرضت وما زالت تتعرض لعدوان خارجي تشارك فيه 80 دولة أجنبية بكل إمكانياتها وعصاباتها ومخابراتها ومجرميها وإبداعاتها في الإرهاب والقتل والتدمير.

وشدد زكي على أنه لذلك «لن تقف حركة فتح مكتوفة الأيدي عندما يكون العدوان أجنبياً ويحمل هوية وصفات العدوان الغاشم الذي تعرضت له فلسطين عام 48».

وأشار إلى أن هذا العدوان الغاشم يسعى إلى طحن وتفكيك الوطن العربي جميعه وقتل العزل والآمنين من أبنائه وجز أعناقهم بحد السيف وحرق أجسادهم بالنار والبارود وتدمير بيوتهم ومساكنهم ومساجدهم وكنائسهم وحفر الأرض بحثاً عن رفات أنبيائهم وصلاحهم والمقدّسين في حضارتهم .

واعتبرعباس زكي، أن كل المعارك التي تبدأ تحت شعارات الديمقراطية أوالشرعية تنتهي «قطعاً بداعشية، وهذا ما حصل في العراق وسورية وليبيا، وما يجري الآن في السعودية واليمن وسيناء سينتهي قطعاً بالداعشية لأن الأعداء أرادوها قدراً على منطقتنا العربية، في سياق رسم خريطة جديدة، وشطب وإلغاء قضيتنا الفلسطينية من اهتمامات شعوبها واستبدالها باهتمامات وأولويات أخرى حيث إنهم حسموا أمرهم بلا رجعة على تقسيم المقسم، وأن يغيروا الخريطة وأولويات الأمة خدمة لتعزيز وجود إسرائيل وضمان تفوقها وهيمنتها على مقدراتنا العربية».

ووجه زكي التحية والإكبار لجميع المقاتلين الذين يدافعون عن أبناء اليرموك وفي مقدمتهم جيش التحرير الفلسطيني الذي يقاتل جنباً إلى جنب مع الجيش العربي السوري دفاعاً عن سورية ومخيمات شعبنا المناضل الصبور».

بدوره قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح رئيس مؤتمر القدس عثمان أبو غريبة في مقابلة مع قناة «الميادين»: إن «هناك فارقاً اليوم في موقف حركة فتح مقارنة مع بداية الأزمة في سورية، وبخاصة في مخيم اليرموك والمخيمات الفلسطينية، وفارقاً آخر بعد أن احتلت داعش المخيم ، وأكد أبو غريبة أنالحياد سيكون لمصلحة داعش وليس له معنى إيجابي وإنما أثر سلبي في حياة الفلسطينيين في المخيم..

وأوضح ابو غربية، أن هناك فارقاً عندما أعلنت فتح النأي عن النفس حينما كان الصراع بين الأطراف السورية، لكن عندما تكون المعركة مع داعش، في مخيم اليرموك فإن الحياد يعني الانحياز لداعش، مؤكداً لا مجال للحياد الآن، والمطلوب إخراج داعش وجبهة النصرة من المخيم.

مشدداً لا يمكن المساومة ويجب إنقاذ ما تبقى من اليرموك ليعود الشعب الفلسطيني إلى وضعه السابق وإعمار ما جرى تدميره، لافتاً إلى أن فتح مع استرداد المخيم.

يذكر أن المجلس الوطني الفلسطيني يتخذ من العاصمة الردنية ؛ عمان ، مقراً له

 

البعث ميديا || عمان – محمد شريف الجيوسي

228