رياضة

تحليل.. كيف تفوق يوفينتوس على ريال مدريد

نجح نادي يوفينتوس بتحقق فوز مهم جداً على ريال مدريد في ذهاب نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا، صحيح أن نتيجة 2-1 ليست جيدة جداً ليوفينتوس، كما أنها ليست سيئة جداً لريال مدريد، لكن اليوفي قدم أداءاً بطولياً أستحق به هذا الانتصار، أما أبناء العاصمة مدريد فقد قدموا مباراة للنسيان رغم أن البعض يرى أن نتيجتها مقبولة.

لنبدأ من الفريق المضيف والفائز “يوفينتوس”:

قدم ماسميليانو أليغري وأبناءه مباراة تكتيكية رفيعة المقام، ودخل بطريقة لعب محببا له هي 4-3-1-2.

من الواضح جداً في مباراة أمس أن فريق يوفينتوس متحضر ذهنياً بطريقة جديدة جداً، كما أن مدربه قرأ ودرس الفريق الخصم بصورة رائعة، وعرف كل صغيرة وكبيرة في خطته المتوقعة.

ثلاثي الوسط في يوفينتوس كان كلمة الفصل في المباراة “بيرلو – ماركيزيو – ستورارو ” فقد قدم هذا الثلاثي مباراة كبيرة جداً، كيف….؟ قاموا بعملية ضغط كبير على مفاتيح اللعب في ريال مدريد “بيل ورنالدو وخاميس”، فقد كانوا حائط الصد الأول، أو خط الدفاع الأول أمام هجوم ريال مدريد، فحققوا الكثافة العددية المطلوبة بمساندة قليلة من لاعبي الدفاع.

اعتمد المدرب ” أليغري” على تضييق المساحات باقتراب جميع خطوط فريقه من بعضها البعض (ولو لاحظنا أنه عند امتلاك ريال مدريد للكرة، فجميع لاعبي اليوفي في مسافة لا تزيد عن 40 متر.)، ونجح اللاعبون بهذا الأمر، مما أخرج لاعبي ريال مدريد في أغلب فترات اللقاء عن التركيز.

اعتماد كبير من فريق يوفينتوس على اللعب أسفل أطراف ريال مدريد، فمن المعروف أو الواضح للجميع أن ظهيري ريال مدريد يتقدمان كثيراً وينسيان واجبهما الدفاعي، فهنا كان دور كل من ماركيزيو وليشتنشتاينر على الجبهة اليمنى، ويقابلهم إيفرا على الجبهة اليسرى، دون نسيان الدور الكبير الذي قام به فيدال في التحرك يساراً ويميناً وبين خطوط الفريق الملكي.

دفاعياً كان اليوفي قوي جداً باستثناء هفوة كيليني في الرقابة على خاميس رودريغز في لقطة هدف ريال مدريد، و كانت مفاجئة مدرب اليوفي هو اللاعب ستورارو الذي قدم مباراة العمر بالنسبة له، فقد شكل جبهة قوية جداً وكان محطة تكسير لهجمات الريال.

أهم النقاط الإيجابية لفريق اليوفي هي السرعة الكبيرة جداً بالهجمات المرتدة بالاعتماد على سرعة المهاجمين تيفيز وموراتا ولاعب الوسط فيدال (شخصياً أتوقع أن فيدال يملك ثلاث رئات وليس لاعباً طبيعياً).

الشاب موراتا ابن الفريق الخصم قدم مباراة كبيرة وأزعج دفاعه السابق بتحركاته المميزة وسرعته الكبيرة وقوته الجسمانية.

تيفيز كان نجم المباراة، فقد عذب الفريق الملكي هجومياً، واستغل سرعته ومهارته وكانت له اليد العليا في هدفي اليوفي.

ريال مدريد:

دخل أبناء كارلو أنشيلوتي بطريقة 4-4-2 المتوقعة، لكن بدون رأس حربة صريح، فوقع بالمحظور.

غياب الذهنية كان واضحاً تماماً على لاعبي الملكي، مع أخطاء كبيرة في التمريرات الطويلة والقصيرة.

ثغرات ريال مدريد في المباراة كانت كبيرة جداً، وتباعد كبير بين جميع خطوطه، وخاصةً بالدفاع فقد كان هناك فجوة كبيرة بين مارسيلو وفاران مع غياب المساندة لهم من لاعب الارتكاز توني كروس الذي كان منشغلاً أو متقدماً قليلاً لمراقبة “بيرلو” ومنعه من بدأ هجمات منظمة أو لعبه كرة طويلة تضرب دفاعات فريقه، ومن جهة أخرى كان كارفخال خارج الخدمة في مباراة الأمس، فلم يقدم المطلوب لا دفاعياً ولا هجومياً.

راموس غير موفق في مركزه الجديد والغريب هو إصرار المدرب الإيطالي على إشراكه كمتوسط دفاع، وبهذا المركز فقد راموس الكثير والكثير من قوته الدفاعية، كما فقد ريال مدريد عملية بناء الهجمات بظل التفوق العددي الكبير من لاعبي اليوفي، ناهيك عن تشتت ذهن اللاعب وعدم قدرته على اللعب بشكل جيد وتمريراته الخاطئة خير دليل على هذا الكلام.

عانى ريال مدريد من صعوبة بالغة بإخراج الكرة من مناطقه الدفاعية للأمام (لنتخيل أن البرازيلي الشاب سليفا هو لاعب الإرتكاز الصريح وتوني كروس هو لاعب الوسط المساند الذي يقوم بتنظيم اللعب، أليس أفضل من خسارة جهود راموس وكروس معاً).

غياب كبير وافتقار للخطورة عن طريق الأجنحة، كيف لا والنفاثتين بيل ورونالدو هما قلبي الهجوم، حتى عندما تم إشراك تشيتشاريتو ولعب الغائب الحاضر بيل على الجبهة اليسرى ونقل خاميس لليمنى، لماذا لم يلعب بيل على اليمين وبقى خاميس في مكانه…؟ لان بيل على الجبهة اليمنى يقوم بترتيب نفسه مع الكرة ونقلها لقدمه اليسرى مما يقلل من سرعة الهجمة ويعطي لخصم وقته للعودة.

بالمحصلة ريال مدريد لم يقدم المطلوب رغم أن النتيجة كما ذكرت ليست سيئة.

البعث ميديا || ماهر سليمان