رياضة

نهائي برلين.. بين ثلاثية حققت المجد وضياع أخرى

توج نادي برشلونة بلقب دوري أبطال أوروبا على حساب نادي يوفينتوس بعد فوزه بثلاثة أهداف مقابل هدف في مباراة كبيرة قدمها كلا الطرفيين، لكن القيمة والجودة التي يمتلكها أبناء كاتالونيا حسمت الأمور لصالحهم.

لم يمهل فريق برشلونة خصمه سوِا أربع دقائق ليفاجئه بهدف التقدم الذي منحه السيطرة على مجريات اللقاء طيلة الشوط الأول، ثم انتفض يوفينتوس في الشوط الثاني، لكن كما ذكرت فإن جودة لاعبي برشلونة كانت صاحبة الكلمة الأعلى في الخواتيم.

لنبدأ تحليل اللقاء مع الفريق الفائز “برشلونة”:

قدم المدرب الإسباني الشاب درساً تكتيكياً رفيع المقام، وكانت لمساته حاضرة بقوة طيلة فترات اللقاء. كيف؟.. من المعروف للجميع أن قوة برشلونة تكمن في الثلاثي الهجومي الفتاك “سواريز ميسي نيمار”، لكن إنريكي أوقع الفريق الخصم في الفخ بتقدم لاعبي الوسط إلى منطقة الجزاء وتراجع الثلاثي الهجومي إلى الوسط ليلعبوا دور صانعي الألعاب، ونجحت فكرة المدرب في ضرب دفاعات الخصوم، كما في لقطة الهدف الأول المفاجئ للجميع.

كذلك نجح المدرب في تحضير الفريق ذهنياً قبل المباراة فكان لاعبي البرشا أكثر تركيزاً طيلة المباراة باستثناء منتصف الشوط الثاني “فترة انتفاضة اليوفي حين سجلوا هدف التعادل”.

كان فريق برشلونة وفياً لتقاليد لعبه في المباراة، بالضغط العالي على الخصم، وتدوير الكرة في منتصف الملعب لسحب دفاعات الخصوم، هذه القاعدة لا تتغير في الفريق مهما تغير المدربين.

تغيّر طريقة اللعب حسب المباراة، من أهم الأمور التي أضافها إنريكي على الفريق منذ استلامه مهمة التدريب، ففي الشوط الأول كان الفريق يلعب كما ذكرت سابقاً بطريقته المعتادة “الضغط – التمريرات القصرة”، لكن في الشوط الثاني ظهرت مرونة برشلونة التكتيكية، فلعب على المرتدات القاتلة بقيادة ميسي (لن أضع له أي تسمية سمه ما شئت) ونجح الفريق في تحقيق الهدفين الثاني والثالث.

من أهم الأمور التي لاحظتها في المباراة بخصوص لويس سواريز (بغض النظر عن تحركاته الهجومية بين دفاعات الخصوم أو أي من واجباته في التسجيل وصناعة الأهداف) كانت في استلام الكرة من منتصف الملعب.. سواريز دائماً كان أول لاعب يلمس الكرات الطويلة الملعوبة من الحارس أو المشتتة من لاعبي الدفاع بـ”تحضينه” الرائع للكرة وحجز المدافعين خلفه للاستفادة من الـ Second Ball””.

ميسي كان له دور البطل كالعادة في مباريات الفريق رغم عدم تسجيله، لكن تحركاته المزعجة للخصم كانت ناجحة جداً في إعطاء الحرية لزملائه.

نيمار.. هذا الشاب البرازيلي الذي أتوقع له أن يحتكر النجومية وحدة في السنوات القادمة، هو أفضل مساعد للفريق إذا نجح الخصم بفرض رقابته على النجم ميسي.

نجاح كبير لدفاع برشلونة في إخراج تيفيز “أخطر لاعبي الخصم” من المباراة، فباستثناء تسديدته التي سبقت الهدف لم يلاحظ أي متابع للمباراة وجوده فوق أرض الميدان.

يوفينتوس:

دخل الفريق بخطة لعب 4-4-2 دياموند “الجوهرة” لتقليل المساحات أمام الخصم، ولا يمكننا القول أنه كان بالإمكان تقديم أفضل مما كان، لأن الفريق الإيطالي قدم مباراة كبيرة جداً بالنسبة للفوارق الفنية.

ينطبق على المدرب أليغري القول المأثور “رحم الله امرأ عرف قدره فوقف عنده”، فلم يلعب الفريق بالضغط العالي، إنما لعب بدفاع المنطقة وحاول فرض رقابة على ميسي متمثلة بالفرنسيين إيفرا وبوغبا وقد نجحت هذه الرقابة في أكثر من لقطة، “لكن ميسي لايعترف بهذه الأمور أبداً”. كما أن ما يعيب الفريق أنه لم يتبع خطة مركزة في المباراة، فلم نشاهد تمريرات طويلة من بيرلو أو تسديدات من بعيد ما عدا تسديدتين من ماركيزيو، أو حتى الاعتماد على المرتدات، فكان هناك فوضى كبيرة وتردد في عملية بناء الهجمات من اليوفي.

في الشوط الثاني تحسن الفريق كثيراً وظهرت القوة البدنية و”الغرينتا” في أدائهم وكانوا أفضل من الخصم، لكنهم افتقدوا للمسة الأخيرة.

التوتر كان واضحاً على الفريق واللاعب فيدال خير دليل على هذا الكلام، كما أن بيرلو كان بعيداً عن أداءه طيلة فترات اللقاء، أما بوغبا فقد لعب مباراة جيدة في التغطية الدفاعية لكن ما يعيب هذا اللاعب هو بطئه الشديد في الهجوم وتأخره في التمرير أو التسديد.

الشاب الإسباني موراتا لعب مباراة ممتازة وأثبت أنه صفقة ناجحة بكل المقاييس، فهو صاحب هدف التعادل، كما كان اللاعب الأكثر إيجابية في تحركاته.

بوفون.. كم هو رائع هذا الحارس فقد قدم مباراة بطولية كبيرة ولولاه لكانت الأمور منتهية من الشوط الأول.

أخيراً.. لا يختلف اثنان على أحقية فوز برشلونة باللقاء.. كما أنه لا يختلف اثنان على أن يوفينتوس قدم كل ما يملكه.

 

البعث ميديا || ماهر سليمان