رياضة

من بيليجريني إلى بينيتيز.. بنزيمة ثابت والجميع مُتغير!

منذ عودة فلورينتينو بيريز لرئاسة ريال مدريد في ولايته الثانية عام 2009 قرر إعادة بناء “جالاكتيكوس” من جديد، وفعلاً قام بضم كاكا وكريستيانو رونالدو وتم شراء اللاعب الفرنسي “كريم بنزيمة” من نادي ليون بصفقة ضخمة وصلت إلى 40 مليون يورو، ليصبح الجزائري الأصل أحد أهم الأركان الأساسية في المشاريع المستقبلية للنادي الملكي.

لم تكن مهمة حجز مكان أساسي بالتشكيلة أمراً سهلاً على بنزيمة فكان أمامه العملاق الهولندي فان نيستلروي وأسطورة الفريق راؤول غونزاليس والمهاجم المحبوب من الجماهير “آنذاك” هيجواين، لكنه عمل بجد تحت قيادة المدرب التشيلي مانويل بيليغريني، ليلعب بشكل متقطع في موسمه الأول برفقة الملكي.

وفي الموسم التالي جاء المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو ليستلم زمام الأمور، ومن المعروف عن الـ”سبيشل وان” عدم المجاملة، فبدأ بإجلاس راؤول على مقاعد البدلاء وانحصرت المنافسة الرئيسية بين هيجواين وبنزيمة على مكان أساسي في قيادة هجوم ريال مدريد، وبقي اللاعبان على نفس الإيقاع حتى عام 2013 عندما خرج الأرجنتيني هيجواين من النادي فأصبح الفرنسي الخيار الوحيد أمام المدرب كارلو أنشيلوتي ومساعده زيدان الذي يعتبر من أهم المساندين لمواطنه.

حتى مع رحيل أنشيلوتي وقدوم الأسباني رافا بينيتيز، يبدو أن الفرنسي ليس قلقاً أبداً على مكانه في الفريق خلال الموسم القادم، ومن هنا يمكننا أن نتحدث عن قيمة اللاعب داخل الملعب:

يعتبر الدولي الفرنسي كريم بنزيمة من أكثر اللاعبين تناقضاً في العالم وفي ريال مدريد على وجه التحديد، فتارةً تجده متوهج يسجل من أنصاف الفرص ومن كرات صعبة جداً، وتارةً أخرى يضيع الفرص بشكل غريب جداً ولا يساعد الفريق بأي شكل من الأشكال في الملعب.. وهذا الأداء المتذبذب سبب الكثير من الانتقادات لـ”بنزيمة”.

كريم بنزيمة يلعب أدواراً تكتيكية لا يتقنها سواه.. فهو من المهاجمين القلائل في العالم الذي يلعب لمصلحة الفريق وليس لمصلحته الشخصية، ففي كثير من اللقطات يمرر الكرة للزملاء في وضع يسمح له هو بالتسجيل لكنه يعطي الأفضلية للزملاء.

يمتاز بنزيمة ببراعة كبيرة في الاحتفاظ بالكرة، وهدوء غير عادي في تعامله مع تمريرات الزملاء، ويتمركز بشكل جيد جداً سواء داخل منطقة الجزاء أو خارجها، كما يمتاز أيضاً في رؤيته الشاملة للملعب التي تساعده على القيام بدور صانع اللعب.

أهم مزايا بنزيمة التكتيكية:

كان كريم يلعب دور محوري في تشكيلة المدرب طيب الذكر “كارلو أنشيلوتي”، فهو دائماً ما يسعى إلى انتزاع مزيد من الحرية لزملائه في منتصف الملعب، والأهم من ذلك يقوم بدور كبير في خلق مساحة لكريستيانو رونالدو عبر شغل المدافعين عنه لكي يصل رونالدو إلى التهديف بكل سهولة أي أن بنزيمة يقوم بدور اللاعب رقم 9 في الفريق على أكمل وجه، كما لديه قدرات تكتيكية كبيرة في التحرك بدون كرة، وفي العمليات الهجومية التي تعتمد على الانتقال السريع والمفاجئ إلى الأمام مدركاً تماماً إلى أين يتحرك وكيف يتمركز خارج وداخل منطقة الجزاء ليشغل لاعبي الخصم وتوفير فرص أكبر لزملائه، وهو ما امتدحه فيه كارلو أنشيلوتي قائلا: “من المهم جدا أن يكون عندي مهاجم مثل كريم بنزيمة، يعود إلى الوراء للعب مع الآخرين ولا يكتفي بتسجيل الأهداف، كريم فريد من نوعه”، لهذا لاحظنا في الموسم الماضي أن بنزيمة كان أهم عنصر من عناصر الـ BBC، فالمنظومة كلها تختل بغيابه.

ومن كل هذا نستنج أن كريم بنزيمة ليس مجرد مهاجم.. فهو يستطيع أن يلعب في أي مكان من الثلث الهجومي الأخير للفريق، فهو هداف وقناص من طراز عالمي، كما يمكنه أن يلعب كصانع لعب “كما يريده مدربه الجديد بينيتيز”، كما باستطاعته شغل مركز الجناح والقطع في العمق لتسجيل الأهداف.

البعث ميديا || ماهر سليمان