الشريط الاخباريسلايدسورية

طوق الجيش يكتمل.. معركة الزبداني تدخل مرحلة حاسمة

أخذت معركة الزبداني مداها مثلما اقتضت الخطط الموضوعة، حيث تمكن الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية “حزب الله” اليوم الأربعاء من التقدم جنوب الزبداني والسيطرة على مدرسة تعليم القيادة ومحيطها في منطقة المراوح على طريق بردى-الزبداني.

مصدر ميداني اعتبر أن المعركة في الزبداني دخلت مرحلة حاسمة، دفعت تنظيم «احرار الشام» الإرهابي، وهو الفصيل الأكبر في المدينة إلى توجيه رسائل صريحة تدعو إلى التفاوض والتسوية، وهو خيار يبدو مرفوضاً من جانب الحليفين السوري واللبناني، بالنظر إلى سوابق التسويات التي تمّت مع الفصائل الإرهابية في الزبداني وتمّ استغلالها بخلاف الغرض منها، حيث تحولت المدينة الاستراتيجية، إلى مقرّ لتهديد الحدود اللبنانية وتعزيز نفوذ الإرهابيين في القلمون وجرودها، بالإضافة إلى استمرار ابتزاز دمشق بقطع مياه نبع عين الفيجة عنها.

ويقول المصدر المطلع إنه تمّت السيطرة بالأمس على منطقة سهل الزبداني التي تبلغ مساحتها 10 كيلومترات مربعة، ونقلت بذلك قوات الحليفين إلى طريق بردى المرتبط بالزبداني، وبذلك فقد المسلحون، وقد أحكم الطوق حولهم، منافذهم الأخيرة الضيّقة نحو بلودان ومضايا.

وتابع إن التقدم الميداني المهم خلال الساعات الماضية، من شأنه أن يسهل لاحقاً، من خلال عملية تقطيع أوصال المناطق والقضم الميداني التدريجي، تأمين موارد المياه في عين الفيجة.

«اكتمل الطوق تماماً»، يقول المصدر المطلع، وهو ما ينسجم تماماً مع الخطط الموضوعة بقطع أوصال المناطق التي تمركز فيها المسلّحون، مضيفاً أنه بعد عزل المدينة بالكامل نارياً في المرحلة الأولى من الهجوم الذي بدأ منذ أكثر من أسبوعين، ما يجري الآن هو ما يُسمّى بـ «التضييق الفيزيائي» للقوات.

وأوضح المصدر أن قوات الحليفين، الجيش العربي السوري و «حزب الله»، لا يستعجلون تقدمهم في مواجهة المسلحين المحاصرين والمضيق عليهم، إلا أن ما جرى بالأمس بالسيطرة على سهل الزبداني، يعني أن «العد العكسي للسيطرة الكاملة والأهم، استسلام الإرهابيين قد بدأ فعلياً، إذ لم يعد هناك مبررات بقاء واستمرارية لهم عسكرياً».

وأشار المصدر إلى محاولة يائسة قام بها المسلحون بهجوم على منطقة الجبل الشرقي رافقها تهليل إعلامي من وسائل إعلام عربية مؤيدة للتنظيمات الإرهابية، لكن الهجوم باء بالفشل وتركوا العديد من الجثث خلفهم بعد انسحابهم.

وبينما أكد المصدر أن خسائر المقاومة تشمل حتى الآن 15 شهيداً أعلن عنهم وجرى تشييعهم، فإن 65 قتيلاً سقطوا لفصائل إرهابية اعترفوا بهم وأعلنت هوياتهم على مواقعهم الالكترونية، علماً بان تنظيمات أخرى بينها «داعش»، المتواجد ايضاً في الزبداني، لا يعلن عن قتلاه نهائياً، فيما يسود التوتر العلاقة بين «احرار الشام» و «النصرة» بسبب مبادرة الأولى إلى محاولة فتح قناة اتصال مع القوات المهاجمة بهدف البحث عن مخارج وتسوية، لا يرغب الجيش والمقاومة في القبول بها نظراً إلى تاريخ تعامل المسلحين مع التسويات الست السابقة التي جرى إجهاضها واستغلالها.

وكما هو معلوم فإن المجموعات الإرهابية بخسارتها الزبداني تفقد معقلاً مهماً كان يشكل نقطة ضعف وخاصرة رخوة لأمن العاصمة السورية، وإن المعركة الجارية الآن تشكل نقطة تحول في المعركة مع الفصائل التكفيرية والمسلحة، بعد حصر «الخطر القلموني» في الشهور الماضية، وستترك آثارها المباشرة على معارك الغوطتين الشرقية والغربية في محيط دمشق.

وكان مصدر عسكري سوري قد أعلن القضاء على آخر تجمعات التنظيمات الإرهابية المنتشرة في سهل الزبداني وإحكام السيطرة على طريق بردى الواقع في الجزء الجنوبي الغربي من سهل الزبداني، والذي كان يشكل شرياناً حيوياً لإمداد التنظيمات الإرهابية بالأسلحة والذخيرة وتسهيل حركتها وتنقلها بين المدينة ومحيطها.