line1الشريط الاخباريسورية

السفير عبدالكريم لـ”الأهرام”: دور مصر العربي سيكون أكثر أهمية ووضوحا

 

التقت صحيفة الأهرام المصرية سفيرنا في لبنان الرفيق علي عبد الكريم علي في مكتبه، ودار الحديث عن أهم الأحداث التي تجري حالياً في سورية والمنطقة بشكل عام.

وفي معرض رده على سؤال الصحيفة عن ماكان مخططا لما يحدث في سورية قبل حدوثه قال علي: «قبل سقوط مبارك في مصر، قال مصدر موثوق نقلا عن حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها وقتها إن الأمور في مصر لن تطول، وبعدها ننتقل إلى سورية، والرئيس بشار الأسد  لن يكون موجودا في رمضان القادم على رأس الدولة، بما يعني أن ماحدث في سورية جرى التخطيط له قبل بداية الأحداث، ولكن سورية الدولة والقيادة وثبات الرؤية والأعصاب، كانت ضد التفريط، والجميع يدركون بمن فيهم الذين يحاولون تسويق آراء واتهامات وكلام غير مسؤول، أن الرئيس الأسد لم يؤخذ بالإغراءات والتهديدات».

وعن لماذا كان مخططا لسورية تحديدا وليس دولة أخرى أجاب علي: «لو عدنا بالأحداث لأيام الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003، فقد وقفت سورية وحدها من بين العرب ضد مايحدث في العراق، ووقتها جاء كولن باول إلى دمشق، مطالبا بطرد الفلسطينيين من سورية، ورفض الرئيس الأسد خروجهم إلا لفلسطين وليس لمكان آخر، وذلك بالرغم من الغدر الذي لاقته سورية من بعضهم فيما بعد خلال الأحداث الدامية، وبسبب وقوف سورية لهذا المخطط الصهيوأمريكي بتفتيت العراق، ثم محاولة تنفيذه في حرب يوليو 2006 من إسرائيل ضد المقاومة اللبنانية، وكان المقصود وقتها سورية، ولكن المقاومة صمدت 33يوما، وانهارت أسطورة الجيش الإسرائيلي بتدمير “الميركافا” فخر إسرائيل بصواريخ كورنيت السورية، فأصبح التخطيط بعدها يهدف إلى تفكيك المنطقة وتفتيتها على أسس عرقية ومذهبية وطائفية وإثنية، وكان التخطيط الغربي بتفتيت سورية وتدمير جيشها، ضمن مخطط تفتيت وتدمير الدول ذات التاريخ الثقافي والحضاري والإنساني، ففعلوا ذلك في العراق، وأرادوا تنفيذه في مصر، ويحاولون تنفيذه في سورية، ولكن مصر أفشلت المخطط الأمريكي لتدميرها، وقد أمسكت سورية منذ البداية بمخطط المؤامرة التي تهدف إلى تدمير الدولة والجيش، وكان ذلك مساهما أساسيا في توعية مصر والجيش المصري بمخاطر ماتخطط له القوى الغربية التي تدعي الآن محاربة الإرهاب، وهي التى كانت تسوق لسيطرة الإخوان المسلمين على مصر ودول المنطقة كلها».

وعن سؤال الصحيفة أن البعض يقول عما مايحدث في سورية ليس مثل مايحدث في مصر رد علي: «سورية ومصر يواجهان نفس الإرهاب، فداعش وكل تنظيمات الإرهاب التكفيري حسب الممولين، ينهلون من فكر القاعدة المبني على فكر الإخوان المسلمين، ورحم الله الزعيم جمال عبد الناصر الذي أدرك خطر الإخوان بعد تعرضه لمحاولة الاغتيال عام 1954 بالإسكندرية على أيدي الإخوان، ولذلك حاربهم وقتها، وماتشهده مصر في سيناء وغيرها، هو ماتشهده سورية أيضا، وهو ماتواجهه الدول الغربية الآن، وهم الذين كانوا يسوقون للإرهاب ويدعمونه بواسطة كل المسؤولين الغربيين الذين أطلقوا اسم المعارضة السورية على من يقطعون الرؤوس ويأكلون الأكباد ويدمرون المدن والحضارة».

وفي رد السفيرعبد الكريم على تساؤل الصحفية المصرية إذا ما كانت الدولة السورية ضد الحراك السلمي أجاب: «ليس صحيحا مايروجه الغرب في هذا الخصوص، فالمخابرات الغربية تعلم جيدا أن الرئيس الأسد في الأشهر الأولى من الأزمة أعطى أوامر صريحة بعدم الرد باستخدام الرصاص، حتى عندما يتعرض الجنود لإطلاق النار من المتظاهرين، بل كان الجنود يحملون أسلحتهم وقتها بدون ذخيرة حتى لايستخدموها ضد المتظاهرين، حتى اكتشفنا أن بعض المساجد فيها مخازن للأسلحة تستخدم ضد الجيش».

وحول اتهام سورية لبعض الدول بدعم “المعارضة” بالمال والسلاح والتكفيريين، ورد هذه الدول بأنها تفعل ذلك لمواجهة “سيطرة” إيران وحزب الله، نظرا للعلاقات الوثيقة والقوية بين سورية وإيران أجاب السفير علي: «فيما يخص القضايا المركزية للأمة العربية، هل هناك دولة عربية استمرت بالتمسك بثوابت القضية غير سورية؟ ومنحت كل الفلسطينيين على أراضيها كل الحقوق ماعدا الجنسية حتى لايسقط حق العودة، وإيران التي يتحدثون عنها، أنزلت العلم الإسرائيلي بعد عزل الشاه في 1979ورفعت العلم الفلسطيني، وأغلقت السفارة الإسرائيلية وفتحت سفارة لفلسطين، وتدعم المقاومة في جنوب لبنان وفلسطين، ولذلك يجب أن نكون منصفين فيما يخص إيران والمقاومة، ولذلك فالأشقاء في مصر العزيزة يعلمون أن سورية الدولة والقيادة لم يكونوا أمس واليوم وغدا إلا محاميا بالغ الحماسة في الدفاع عن قضايا الأمة حتى في قضية جزر الإمارات».

وعن دور مصر فيما يحدث قال علي: «قلت لمفكرين ومثقفين وسياسيين ورجال أحزاب مصريين إن مصلحة سورية في عودة مصر لدورها الفاعل والأساسي الذي تحتاجه الأمة وليس مصر وحدها، فدور مصر هام لسورية والجزائر والخليج والعراق والأمة بأسرها، ونحن في سورية حريصون على مصلحة ودور مصر».

وسألت الصحيفة السفير علي إذا ما كان هناك دور فاعل لمصر في حل الأزمة السورية بعد زيارة الرئيس السيسي روسيا، أكد علي أنه: «يجب أن يكون لمصر دور فاعل قبل زيارة روسيا وبعدها، لأن من مصلحة مصر أن تعمق علاقاتها مع روسيا والصين وإيران أيضا، ولسورية مصلحة كبرى من تحسين العلاقات بين مصر وإيران، ولذلك أنا على يقين أن مصر الغد سيكون دورها أكثر فاعلية، وسيكون دورها العربي أكثر وضوحا وأهمية».

وعن الدور التركي فيما يحدث في سورية بين علي أن: «أردوغان عدو للشعب التركي قبل أن يكون عدوا للشعبين السوري والمصري، ويجب أن يعلم الجميع ان أردوغان أقام الخيام على حدود تركيا مع سورية على مسافة 900كيلومتر قبل أن يكون هناك نازح واحد، وفتح الحدود لكل قادم من أي مكان في العالم، وكان يضغط علينا قبل الأحداث لإشراك الإخوان في الحكم، ولكن سورية أسقطت الرهان على تدمير جيشها، وعندما أفشل الجيش المصري رهانات الإخوان وداعميهم ليسيطروا على دول المنطقة، كانت بداية النهاية للمشروع ككل، فأمريكا والغرب وإسرائيل وأردوغان يدركون الآن أن هذا الرهان يحتاج إلى إعادة نظر، وهم لم يتخلوا عنه كاملا، بل يبحثون عن مسميات جديدة ولكنها ستكون في غير صالحهم ولكنهم لن يستسلموا بسهولة».

وعما إذا كان إقرار الاتفاق النووي الإيراني بين إيران ومجموعة “5+1” من الممكن أن يساهم ويسرع بالحل في سورية قال علي أن: «الاتفاق النووي كان نجاحا لإيران لأنها بالرغم من الحصار استطاعت أن تبني قدرة عسكرية واقتصادية هائلة، مما جعل رهان الغرب عليها بلا فائدة، وكذلك الموقف الروسي والصيني، والعلاقات بين روسيا وكل من إيران ومصر وسورية، قاد الجميع لقراءة الواقع بصورة مغايرة بعد سقوط رهان الغرب على نجاح الإرهاب، ولذلك لابد من تجفيف منابع التمويل ليسقط الإرهاب».

وعما إذا  كانت الأيام المقبلة قد تشهد عقد مؤتمر جنيف للبحث عن حل للمشكلة ووقف نزيف الدم أكد علي أن: «سورية مرحبة ومنفتحة على كل الحوارات، وكل مايؤدي إلى حقن الدماء، ولكن مع الحفاظ على سيادتها، وأن يلتقي السوريون فيما بينهم، وهذا الأمر يستدعي المساندة من كل من يريد مصلحة سورية».

وحول حديث الغرب عن حل بعيدا عن الرئيس الأسد قال علي أن: «الرئيس الأسد منتخب شرعيا من الشعب السوري، ولكن أمريكا وفرنسا وبريطانيا يكابرون، وهم يدركون أن الإرهاب الذي يستشعرون خطره لايستطيعون مواجهته بدون الإعتماد على سورية وجيش سورية والرئيس الأسد الذى يقود هذه المعركة بكفاءة وجدارة ورؤية واضحة، مما يؤكد صمود سورية ومؤسساتها الرسمية والحكومية واستمرار دفع رواتب موظفيها بشكل دائم و منتظم حتى هؤلاء الذين يقطنون في المناطق التي سيطرت عليها العصابات الإرهابية المسلحة».

وفيما يخص موضوع الإنزال العسكري الروسي على الشواطئ السورية لمساعدة الجيش السوري على مواجهة الإرهاب أشار علي أن: «هناك علاقات إستراتيجية بين سورية وروسيا ،وهناك تعاون مشترك وتنسيق بين الدولتين، ويتم تنفيذ الاتفاقيات بين البلدين بما فيه مصلحة سورية، وروسيا لن ترضى أن ينتصر الإرهاب، حتى لاتتغير خريطة المنطقة، وليس هناك تشكيك في العلاقة بين روسيا وسورية، وبوتين لايرتجل ولايرتبك أيضا، ويهمه مصلحة سورية، وروسيا تربح أضعاف ماتخسر بسبب مواقفها الدولية».