الشريط الاخباريسلايدسورية

الجعفري: الإرهاب والعقوبات السبب الرئيسي لهجرة السوريين

أكد مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن الإرهاب والاجراءات القسرية احادية الجانب المفروضة على الشعب السوري هي السبب الرئيسي في شلل الحياة الاقتصادية وتدمير البنى التحتية وخروج أعداد غفيرة من السوريين من بلدهم.

وقال الجعفري في بيان أدلى به اليوم في جلسة لمجلس الأمن بشأن الحالة في الشرق الاوسط لمناقشة تقرير الأمين العام حول تنفيذ القرارات 2139 و2165 و2191 الخاصة بالوضع الإنساني في سورية “إن مجلس الأمن اعتمد سلسلة من القرارات المهمة لمكافحة الإرهاب ونظمت الرئاسة الروسية مشكورة قبل يومين حدثا مهما بمناسبة الاحتفال بالذكرى العاشرة لاعتماد القرار 1624 الذي تلاه القرار 1989 ثم القرار 2199 وهي قرارات تمنع التحريض على الإرهاب وتمويله ومساعدته لكن قبل هذا هي قرارات تلزم الدول الأعضاء في الامم المتحدة بعدم تبني الارهاب كسياسة ضاغطة على حكومات بعض الدول الأعضاء” مشيرا إلى أن هذا الكلام من الناحية النظرية رائع ولكنه من الناحية العملية لا يطبق على الإطلاق حيث أن هناك في شمال سورية مجموعات إرهابية مسلحة خارجة عن القانون يطلق عليها اسم “جيش الفتح” وتمولها قطر وتركيا وهي تلقي كل يوم آلاف القذائف على أهلنا في حلب فتقتل منهم المئات وتشوه الآلاف وتمنع استمرار الحياة اليومية.

وأوضح الجعفري أنه في جنوب سورية تنظيم إرهابي آخر تموله السعودية والأردن التي هي عضو في مجلس الامن وشقيقة مجاورة لسورية وهذا التنظيم يقوم بنفس الافعال القذرة الإرهابية التي تستهدف اهلنا في جنوب سورية بنفس الطريقة وهناك تنظيم آخر من الإرهابيين يعمل في ضواحي دمشق في مدينة دوما وهو عبارة عن مجموعة من الإرهابيين تمولها السعودية ويطلقون على أنفسهم اسم “جيش الإسلام” وهؤلاء الإرهابيون يشكلون “ثلاثة جيوش” واحد يعمل بأمرة تركيا وقطر والثاني بامرة الأردن والثالث بإمرة السعودية.

وأعرب مندوب سورية الدائم عن أسفه لعدم تسمية الأمين العام في تقريره لهذه المجموعات الانفة الذكر بالمجموعات الإرهابية وإنما يسميها بـ “الجماعات المسلحة من غير الدول” وهو تعبير حيادي جدا لا ينسجم على الإطلاق مع حيثيات قرارات مجلس الأمن الخاصة بمكافحة الإرهاب موضحا ان المسألة سياسية بامتياز وهي التي أدت الى استفحال المعاناة الانسانية والتي تمثلت في حيز منها في ظاهرة اللجوء والتي أضحت الشغل الشاغل للرأي العام وللصحافة والاعلام الدوليين.

وقال الجعفري “إن مأساة الشعب السوري هي مأساة كبيرة لكننا للاسف في هذا المجلس الموقر لم نلامس بعد السبب الحقيقي الذي يؤدي لشرائح من الشعب السوري إلى الخروج من بلاده رغما عنه.. الإرهاب هو السبب الرئيسي في خروج وهروب هذه الأعداد الغفيرة من السوريين من بلادي وأيضا ما يسمى بالإجراءات القسرية أحادية الجانب أو العقوبات الاقتصادية كما يقال خطأ المفروضة على الشعب السوري هي سبب رئيسي في شلل الحياة الاقتصادية والقضاء على فرص العمل وزيادة نسبة البطالة والعطالة”.

وأشار الجعفري إلى أن السبب الثالث للأزمة الانسانية في سورية هو استخدام هذا المد الهائل من الإرهابيين والمرتزقة من كل أصقاع العالم لافتا إلى أن هؤلاء الإرهابيين يأتون من مئة دولة عضو في المنظمة الدولية وعددهم بعشرات الالاف وهم يدمرون الآثار السورية والعراقية ويقتلون ويسبون النساء في العراق وسورية ويهربون الاثار ويبيعون النفط والغاز عبر وسطاء أتراك إلى دول الاتحاد الاوروبي وهذا يمول الإرهاب متسائلا.. كيف وصلت الآثار السورية إلى لندن لتباع في المزاد العلني.

وأضاف الجعفري “أن صورة الطفل إيلان أدت خدمة كبيرة للشعب السوري لأنها سمحت بتسليط الضوء على زوايا لا يتطرق إليها الإعلام ولا السياسيون ولا الدبلوماسيون وهي لماذا لا يذهب الأطفال إلى المدارس اليوم” مشيرا إلى أن الأطفال لا يذهبون إلى المدارس لأن الإرهابيين مسيطرون على عدد كبير من المناطق التي تحوي مدارس ويحرمون الأطفال من الذهاب اليها ويضعون مناهج إرهابية متطرفة مستوحاة من المناهج السعودية والخليجية لتعليم أطفالنا قطع الرؤوس وكراهية الأديان الأخرى.

وأكد الجعفري أن تنظيم “داعش” الإرهابي لم يأت من الفراغ بل هناك من تبناه وساعده وموله وسهل تهريبه للنفط والغاز والآثار مضيفا “ومع ذلك ما زال البعض يدور في حلقة مفرغة وهمه الأوحد هو التشهير بالحكومة السورية وبالرئيس وبالجيش السوري حتى أن أحد الوفود كما تعرفون دعا إلى جلسة “اريا فورمولا” للحديث عن شاذين جنسيا احدهما عراقي والآخر سوري وكأن هذا الأمر هو عمل مجلس الأمن بدلا من حل الأزمة في سورية حلا سياسيا يقوده السوريون انفسهم دون تدخل خارجي وفقا لقرارات الأمم المتحدة”.

ولفت الجعفري إلى إرساله مجموعة من الرسائل الى رئيس مجلس الأمن الأولى هي رد الحكومة السورية على تقرير الأمين العام التاسع عشر بشأن تطبيق القرارات 2139 و2165 و2191 بالإضافة إلى مجموعة من الرسائل الأخرى حول عدد الضحايا الذين سقطوا في دمشق وحلب جراء القذائف التي أطلقتها “الجماعات المسلحة من غير الدول” كما يسميها تقرير الأمين العام وهي التنظيمات الإرهابية التي تمولها تركيا وقطر والسعودية والاردن.

وبين الجعفري أنه رغم دأب الحكومة السورية على مدى السنوات الماضية على إرسال الحقائق حول ضحايا التنظيمات الإرهابية فإن البعض يتجاهلها ويسمى هؤلاء الارهابيين بـ “الجماعات المسلحة من غير الدول” متسائلا.. لماذا يتم تخصيص سورية فقط بهذه التسمية دون غيرها .. لماذا فقط الإرهابي الذي يعمل في سورية والعراق يسمى بـ “الجماعات المسلحة من غير الدول”.

وتابع الجعفري “إذا ظهر إرهابي في الولايات المتحدة الأمريكية أو في فرنسا أو إسبانيا أو بريطانيا او بلجيكا يسمى إرهابيا مستائلا.. لماذا في سورية لا يسمى إرهابيا ولماذا تتم التغطية عليه وتبرير أفعاله وتسميته بـ “الجماعات المسلحة من غير الدول”.

وقال الجعفري “إن الحكومة السورية حكومة شرعية وواجبها حماية مواطنيها وتطبيق الدستور ومحاربة الإرهاب لكننا لا نستطيع القيام بذلك وحدنا .. نحن بحاجة لدعمكم ومساندتكم وفهمكم وتفهمكم لحجم الخطر الإرهابي الذي نواجهه في سورية والعراق والمنطقة وهو خطر بدأ يصل إلى دولكم أنتم” داعيا إلى أن يتم التعامل مع الأزمة في سورية بعيدا عن الاجندات التدخلية السياسية لبعض الحكومات ومن بينها بعض أعضاء مجلس الامن.

وأكد الجعفري أن آلام الشعب السوري ليست سلعة للإتجار وقال “لانريد لشعبنا ان يهاجر ويخرج من بلاده بل نريده أن يعود لكن أوقفوا الإرهاب ودعمه والعقوبات الاقتصادية والتدخل التركي والسعودي والقطري والأردني بشؤون سورية الداخلية.. أوقفوا تدريب مايسمى بـ “المعارضة الإرهابية المعتدلة” وعندها ستكون الأمور جاهزة للحل السياسي” مبينا أن الحكومة السورية منفتحة على هذا الكلام وعلى التفاهم مع المعارضة الوطنية المعتدلة وليس مع الإرهابيين.

وجدد الجعفري الإعراب عن الأسف جراء التدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية وجراء القرارات السياسية الخاطئة لبعض الدول للوضع في سورية موضحا أنه عندما تتم التغطية على أعمال تنظيمات “داعش” و”جبهة النصرة” و”جيش الفتح” و”جيش الإسلام” وكل هذه العصابات الإرهابية فهذا يعني أن مايقومون به مشروع وأن هناك دولا تحميهم ولذلك يستمرون في إرهابهم بينما نحن بحاجة لتطبيق فعلي للمبادرة التي تقدم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنشاء تحالف دولي حقيقي فعال لمحاربة الإرهاب.