الشريط الاخباريسورية

شعبان: أميركا أقرت بأن روسيا تقيم الموقف بشكل أفضل

أكدت المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان أن الوضع في سورية يتجه نحو مزيد من الانفراج وأن الغرب للمرة الأولى يكتشف أنه حين يقول شيئا لا يستطيع تنفيذه.
وقالت شعبان في مقابلة مع التلفزيون العربي السوري مساء اليوم: “إن الإعلام الغربي الذي يسيطر على معظم المعلومات في العالم يحاول ذر الرماد في العيون لكي يكون هناك نوع من التغطية على التراجع في المواقف الغربية وإعادة التموضع في مكان آخر” موضحة أن كثيرا من التصريحات التي تعطى هي من أجل هذه الاستدارة ومن أجل إنقاذ ماء الوجه.
وأضافت شعبان: “إذا كانت الدول الغربية فعلا قد وصلت إلى قناعة بأن الحل السياسي هو ضرورة في سورية فلابد من وقف تمويل ودعم وتمرير الارهابيين إلى سورية وتطبيق قرارات مجلس الامن في هذا المجال” مشددة على أنه لا يمكن ان يكون هناك حل سياسي للأزمة في سورية دون القضاء على الارهاب”.
ولفتت شعبان إلى أن العالم وصل الآن إلى قناعة بأن التحالف الذي أقامته الولايات المتحدة من أجل مكافحة الإرهاب لم يكافح الإرهاب ولم يكن فعالا في مكافحة تنظيم /داعش/الارهابي ومن غير المعروف اذا كان ينوي أن يكون فعالا اصلا.
واعتبرت شعبان أن مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنشاء جبهة عريضة لمحاربة الارهاب تمثل المسار العسكري الاول الذي يجب أن يتم لمساعدة الجيش السوري في مكافحة الارهاب وأن هذا يجب ان ينجم عنه قرار سياسي في الامم المتحدة لتطبيق قرارات مجلس الأمن وارغام الدول التي تمول وتسلح وتمرر الارهابيين على أن تتوقف.
وحول التغير في الموقف الأمريكي باتجاه حل للأزمة في سورية رأت شعبان “أن هناك توجها لدى الإدارة الأمريكية الحالية لإيجاد حل للأزمة في سورية وهناك تفاهم ضمني بين الولايات المتحدة وروسيا من أجل التوصل إلى هذا الحل” مشيرة في هذا الشأن إلى وجود إقرار أمريكي بأن روسيا على معرفة بالمنطقة وتقيم الموقف بشكل أفضل.
وبشأن مبادرة دي مستورا لحل الأزمة في سورية ومجموعات العمل الأربع أوضحت شعبان “أن هذه المجموعات غير ملزمة وهي للنقاش فقط والمناخ الدولي الذي نشهده اليوم هو مناخ متجه نحو الانفراج وحل الأزمة في سورية ودي مستورا يحاول أن يجد آلية عمل لطرح الأفكار ومناقشتها ومن ثم تقديمها إلى مجلس الأمن لكي يتم تبنيها لوضع خريطة طريق لحل الأزمة”.
وأضافت شعبان “إننا نتعامل مع ما يقدمه دي مستورا من منظور وطني بحت ومن مصلحة وطنية بحتة” موضحة أن ما يطرحه تتم معالجته بشكل هادئ ومبدئي حيث لم يتم طرح شيء في الاعلام لأن شيئا لم يتبلور وما يدور هو مجرد طروحات ستكون خاضعة للنقاش وهي مرحلة نقاش وعصف فكري فقط.
وحول عقد جنيف 3 بينت شعبان ان دي مستورا والغرب يريدون التوجه الى جنيف 3 مشيرة الى أن موسكو 3 قد يكون مفيدا للتحضير لجنيف3 مؤكدة في الوقت ذاته أن هذا يعتمد على التفاهمات والنقاشات والحوارات التي ستدور في الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر الجاري .

وردا على سؤال حول فكرة تشكيل حكومة سورية جديدة فيها تمثيل معارض اكثر من السابق أوضحت شعبان “أن المصطلح الذي أصبح مقبولا وواقعيا هو حكومة وحدة وطنية ولكن كل هذا يعتمد على الحوار الذي سيجري بين السوريين وبعد ذلك تأتي الصيغة السياسية لتلبي المصلحة السورية” وقالت: “يجب ألا نبدأ من صيغة سياسية قبل أن ندرس الواقع السوري وما الذي يخدمه ويرتقي به ويناسبه.. أما الاحاديث الأخرى فهي احاديث في الاعلام ليست لها قيمة”.
ولفتت شعبان إلى أن الحرب النفسية ما زالت مستمرة ضد الشعب السوري رغم الاستدارة الغربية مؤكدة على وعي الشعب السوري وثقته بجيشه الباسل في تحقيق النصر على الارهاب .
وبشأن تقرير نشر حول تدريب خبراء أمريكيين ما سمي “معارضة معتدلة” وإدخالهم إلى سورية بينت شعبان أن “مثل هذا التقرير يصب في خانة وحيدة هي إنقاذ ماء الوجه لأنهم منذ سنتين يتحدثون عن دعم وتسليح /المعارضة المعتدلة/ وبالنتيجة وصلوا إلى 70 شخصا ولا أعتقد أن هذا التقرير له شيء من المصداقية في ضوء مسار التصريحات الروسية الأمريكية وهو متناقض جدا مع كل هذا المناخ الذي نشهده اليوم سواء بين روسيا وأمريكا أو أوروبا والمنطقة”.
وقالت شعبان: “ان المستقبل هو للرأي المستقل وإن سورية ستكون رائدة في هذا المجال” موضحة أنه منذ بداية الحرب على سورية كان الهدف تغيير موقعها في المنطقة جيوسياسيا وتدمير جيشها وقرارها المستقل وإبعادها عن القضية الفلسطينية خدمة للكيان الصهيوني .
وبينت شعبان أن ما يجري من اقتحامات للمسجد الأقصى من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي وقتل للنساء والأطفال واستباحة الدم الفلسطيني هو نتاج لما أسموه “الربيع العربي” الذي خلقوه لإشغال البلدان العربية وجيوشها بمواضيع داخلية والتصرف بالموضوع الفلسطيني.