ثقافة وفن

جحجاح يخوض تجربة السينوغرافيا مع المخرج أنزور في فيلمه الجديد

يعتبر فن السينوغرافيا القادم من المسرح مكونا مهما من مكونات المنظومة السينمائية باعتماده على تصميم وتنفيذ عناصر مشهدية تتعلق بالبيئة المكانية، من خلال الاستعانة بالفن التشكيلي وكل الفنون البصرية من رسم ونحت وعمارة وحفر وغرافيك، ما يقدم خدمات جلية للمخرج ويساعده في خلق الفضاء السينمائي عن طريق تطويع حركة الفنون التشكيلية والمعمارية والمناظر والأزياء والإضاءة بغرض إثارة الدهشة.

وفي فيلمه الجديد “فانية وتتبدد” الذي يأتي ردا على مقولة تنظيم “داعش” الإرهابي “باقية وتتمدد” أسند المخرج نجدة اسماعيل أنزور مهمة السينوغرافيا للفنان التشكيلي بديع جحجاح، ليقوم ببناء المشاهد التخيلية في مواقع التصوير بمدينة داريا، حيث تدور الأحداث في أماكنها الحقيقية التي تعرضت للدمار بسبب الإرهاب التكفيري الهدام.

ويقول السينوغرافي جحجاح: أن عمله في الفيلم هو بناء المشهد والصورة والعناصر التي تشكل الفراغ من موجودات وديكورات ومواد وألوان وتركيبات، ما يجعل السينوغرافيا أحد عناصر الإخراج المهمة لاكتمال منظومة مشهد الفيلم، مشيرا إلى أنه لم يكن يتوقع أن يشتغل في السينما حتى طلب منه ذلك المخرج أنزور الذي يعتبره مدرسة في الإخراج فوافق على الفور.

ورافق جحجاح عمليات التصوير لمدة 35 يوما في داريا من الثامنة صباحا حتى آخر النهار، وكان بعد قراءة السيناريو واختزاله يقوم بتهيئة وتحضير الأماكن والمواقع ويملأ الفضاء السينمائي، تمهيدا لبدء عمل المخرج وعمليات التصوير.

ويقوم جحجاح بعد انتهاء التصوير بعمليات التسويق للفيلم من لوغو وإعلانات وبوسترات وبروشورات العرض الأول الذي سيكون بدار الأوبرا قريبا، كما سيتم عرضه في أكثر من بلد أوروبي.

وعن خطورة التصوير في الأماكن التي تشهد أحداثا قال جحجاح نحن قلنا كلمتنا في الفيلم، والحالة الوطنية الفاعلة جعلتنا ننسى أننا في مكان ساخن ومخيف كداريا، فالطاقة الإيجابية التي نحملها تبعد الدمار والأسى عنا، موضحا أنها كانت تجربة جيدة وجميلة في فيلم يعتبر جسرا إلى الوعي القادم الذي نتمناه لهذا البلد إذ كل منا يبني ويجاهد بطريقته، وجهادنا يبني الإنسان ويزرع الشجر، داعيا مؤسسة السينما إلى الاشتغال على التجارب النوعية وليس الوثائقية والتوصيفية فقط.