الشريط الاخباريسلايدسورية

القصة الحقيقة لـ«الطعم الكبير» في البغيلية

 

تركت مجزرة “البغيلية” الإرهابية أثراً سيئاً على المشهد السوري. انتشرت الأخبار سريعاً حول 300 مدني قام تنظيم “داعش” الإرهابي بتصفيتهم. ذهول شعبي ترافق مع الأخبار المتتالية عن البلدة المنكوبة، التي لم يسبق أن شكلت وزناً استراتيجياً في خارطة الجبهات المفتوحة ضد التنظيم الإرهابي. لكن الهدف وراء ما قام به التنظيم بقي خفياً عن التحليلات السريعة التي تلت المجزرة.

 

مصادر ميدانية أعادت وضع المجزرة في سياق المعركة المفتوحة على مدينة دير الزور. ثلاث جبهات قام التنظيم بفتحها والمجزرة كانت “الطعم” لوحدات الجيش العربي السوري المتمركزة في أحياء متاخمة لبلدة البغيلية، والهدف البعيد من العملية الفاشلة كان السيطرة على مطار دير الزور، موضحة أن عملية التسلل إلى القرية تمت على مرحلتين، الأولى: من خلال تسلل قرابة الـ 225 من انعماسيي تنظيم “داعش” من قريتي الحصان والجنينة إلى “حويجة الدم” وسط نهر الفرات. وفي المرحلة الثانية، قامت خمسة قوارب تستخدم لأغراض الصيد محملة بعناصر من التنظيم بالتسلل السريع بعد منتصف الليل إلى ضفة النهر على جهة البغيلية لتشتبك مع عناصر الدفاع الشعبي، ليتحرك بعدها بقية العناصر الانغماسيين سريعاً، ويشنوا الهجوم الكبير على القرية.

 

التقارير ذكرت أيضاً أن الهجمات الثلاث الأخرى التي زامنت الهجوم على قرية البغيلية كان الهدف منها تشتيت قوات الجيش السوري، لمحاولة الوصول إلى حيي الجورة والقصور الذين يخضعان لسيطرة الدولة السورية، على أن تعمل مجموعات تنظيم “داعش” في حي الموظفين وسط المدينة على خرق دفاعات الجيش السوري باستخدام عربة مفخخة ومن ثم التوغل في عمق الأحياء المحاصرة من قبل التنظيم، في حين كانت مهمة الهجوم الأكبر والذي ركز على معسكر الصاعقة ومعسكر اللواء 137 في قرية عياش على جعل الجيش ينسحب من المعسكرين، ما يجعل “معسكر الطلائع” ومن بعده حي الجورة الواقع إلى الغرب من المدينة أهداف سهلة.

 

وكان من المفترض أن تتسبب هذه الهجمات بخلق فراغ في القوة على خطوط انتشار وحدات الجيش العربي السورية في محيط مطار دير الزور، إلا أن تدخل سلاح الجو السوري والروسي، القاذف والمروحي، أفشل العملية، حيث تم استهداف خطوط إمداد التنظيم الإرهابي ونقاط التمركز التي اعتمدها في فتح الجبهات الثلاث المذكورة سابقا.

 

تقارير ميدانية تناقلتها مواقع الكترونية إضافة إلى صفحات التواصل الاجتماعي أكدت أن قرية البغيلية التي تعرض أبناءها للمجزرة قدر عدد ضحياها بنحو 300 من المدنيين، باتت تحت سيطرة الجيش العربي السوري فيما تدور اشتباكات على أطرافها الغربية والجنوبية الغربية، وفي وقت عملت فيه قوات الجيش على استعادة السيطرة على مستودعات عياش، دفع تنظيم داعش بمجموعاته نحو محاولة التقدم فجر اليوم الاثنين من محاور أحياء “الصناعة – الرصافة – الموظفين”، ويعتبر الأخير خط اشتباك مستمر.