ثقافة وفن

عطية: أعمل لتكوين فريق غناء أوبرالي سوري

يتميز مغني الأوبرا فادي عطية إلى جانب صوته المتمكن من طبقة الباص الباريتون وقدرته على أداء أصعب الأدوار والمقطوعات الأوبرالية العالمية، بعمله على انجاز مشروع فني ثقافي كبير منذ سنوات يتمثل بتكوين فريق غنائي أوبرالي سوري قادر على تقديم أهم الأعمال الأوبرالية العالمية.

وعن مشروعه الفني ومراحله يقول عطية: منذ بدأت دراستي للغناء الأوبرالي وأدركت أهميته كان مشروعي تكوين فريق غنائي سوري يشكل فريق عمل كاملا لأداء الأوبرا محليا، ونظراً لكونه مشروعا كبيرا تعثر كثيرا لأسباب عديدة وهو اليوم طور الإنجاز رغم الظروف المحيطة، وأعمل حالياً على تأسيس جيل من المغنين الصغار في معهد صلحي الوادي، حيث وصل بعضهم إلى المعهد العالي للموسيقا، وأنوي تقديم بعض الطلبة المتقدمين الذين حققوا تطورا يؤهلهم للوقوف على مسرح دار الأوبرا في الحفلات القادمة للفرقة السيمفونية الوطنية.

ويجد عطية أن سورية تمتلك خامات كثيرة وأصواتا قادرة على تأدية كل أنواع الغناء مع وجود مدارس غنائية عديدة وأصيلة، فرضت وجودها بشكل كبير على المستوى العربي، مشيرا إلى أن المشكلة التي عانت منها الأصوات السورية تكمن في التسويق الإعلامي ما جعل الغناء الشعبي يسيطر ويظهر كأنه الغناء الوحيد في سورية.

ويتابع عطية: في سورية معهد واحد يدرس الغناء الأوبرالي وعمره لا يتجاوز العشرين عاماً، ومع ذلك خرج عددا من المغنين الذين حققوا حضورا دوليا، لافتا لكن حاليا بات الظهور العالمي للمغني بهذا المجال صعبا جداً، بسبب كثرة المعاهد في العالم وتعدد المدارس كما أن جمهور هذا الغناء محدود عربيا بشكل عام.

ويقارن عطية بين التدريس للأكاديميين ولغير المختصين وللأطفال فيقول: تدريس الغناء للطلاب الأكاديميين في المعهد العالي للموسيقا يتطلب استيعابا وإقناعا للطلبة، لبناء الصوت في الاتجاه الصحيح وبناء الشخصية والحضور على المسرح واختيار البرامج الملائمة لنوع كل صوت، أما التدريس في معهد الفنون المسرحية لغير المختصين فيتطلب مساعدة الجميع ليقدموا أعمالا غنائية تفيدهم في تنمية أحاسيسهم وتنمية إيقاعهم الداخلي وقدراتهم الصوتية وتحسين قدرتهم على الاستماع وتنمية الذائقة الفنية لديهم.

أما فيما يخص المناهج فيوضح العضو في لجنة وزارة التربية المعنية بتحديد معايير المناهج الموسيقية الجديدة، أن المشكلة الأساسية في تدريس مادة الموسيقا تكمن في الكادر التدريسي، حيث إن خريجي المعهد العالي للموسيقا وكلية التربية الموسيقية بحمص، يشكلون نسبة قليلة من مدرسي هذه المادة لكون عمر المؤسستين صغيرا نسبياً وأغلب مدرسي الموسيقا حاليا خريجو معهد إعداد المدرسين.

وتجدر الإشارة إلى فادي عطية تخرج في معهد إعداد المدرسين بحمص عام 1996 ومن المعهد العالي للموسيقا بدمشق قسم الغناء عام 2002 ودرس الموسيقا السريانية، وهو مدير كورال كنيسة القديس مارون بحمص بين عامي 1992و 1996، كما درس أصول تجويد القرآن الكريم والغناء الديني الإسلامي بين عامي 1994و 1996، ودرس العزف على آلة العود وعلوم المقامات العربية على يد الأستاذين جورج فرحات ووليد هزيم ودرس الغناء الكلاسيكي على يد مغني البلشوي الروسي فلاديمير مالوتشيكنو بين عامي 1997و 2001، ومغنية الأوبرا الروسية نتاليا كيري تشنكا بين عامي 2001و 2002.

وأنجز برنامج فنون الأداء في الولايات المتحدة الأميركية، معهد العالم للتعليم واشنطن عام 2011، وأسس وأدار قسم الغناء في معهد صلحي الوادي للموسيقا بين عامي 2006و2011، وهو أستاذ الغناء الكلاسيكي في المعهد حتى الآن وعضو الهيئة التدريسية للمعهدين العاليين للفنون المسرحية وللموسيقا بدمشق، وعضو لجنة معايير وضع المناهج الموسيقية في وزارة التربية 2016.