أخبار البعث

ملتقى البعث للحوار – فرع جامعة تشرين: الغزو الثقافي.. ودور التربية في مقاومته وبناء الإنسان

عقدت الجلسة الأولى لملتقى البعث للحوار في فرع جامعة تشرين لحزب البعث العربي الاشتراكي تحت عنوان (الغزو الثقافي ودور التربية في مقاومته وفي بناء الانسان) بحضور الرفاق الدكتور صلاح داوود أمين الفرع والدكتور هاني شعبان رئيس الجامعة وأعضاء قيادة الفرع ورئيسة مكتب الإعداد والثقافة والإعلام في فرع اللاذقية ونواب رئيس الجامعة وأمناء وأعضاء قيادات الشعب والفرق الحزبية الجامعية ورئيسي وأعضاء فرعي نقابة المعلمين والاتحاد الوطني لطلبة سورية في الجامعة وعمداء الكليات ومديري المعاهد الجامعية.

وكان ضيفا الملتقى الأستاذ عصام خليل وزير الثقافة والدكتورة ريم كحيلة عضو الهيئة التدريسية في كلية التربية وأدارت محاور أعمال الملتقى الدكتورة أمل ديوب عضو الهيئة التدريسية في المعهد العالي لعلوم البيئة.

وبدئت الجلسة بالوقوف دقيقة صمت إجلالا وإكبارا لأرواح شهداء الوطن وروح القائد المؤسس حافظ الأسد ثم النشيد الوطني للجمهورية العربية السورية .

وافتتح الجلسة الرفيق الدكتور جورج إسبر مشيرا إلى شراسة الحرب العدوانية الظالمة التي تتعرض لها سورية والتي استهدفت الجوانب الثقافية والفكرية للنيل من المنظومة القيمية المتجذرة في المجتمع السوري ومنها المصطلحات الغريبة الوافدة التي تستوجب عملاً تشاركياً بين مختلف المؤسسات والهيئات والجهات لمنع وكبح تأثيرها من خلال تأصيل القيم التربوية والوطنية.

وتحدث في المحور الأول وزير الثقافة الأستاذ عصام خليل، فأوضح أننا تجاوزنا مرحلة الغزو الثقافي لأن الغزو في أصله محاولة تأثير في المجتمع من خلال تعميم أفكار ونشر مصطلحات لغرسها في الأذهان، وأن ما نتعرض له احتلال للعقل بهدف تدميره على خلاف الغزو الذي يمثل النجاح أو الفشل، وأوضح وزير الثقافة أن الاستعمار القديم والجديد يتّبع الأساليب العدائية ذاتها مستنداً إلى عوامل القوة البشرية والعسكرية للوصول إلى مراميه بما في ذلك القتل والتدمير.

وبيّن الوزير خليل أن الغرب ولاسيما أمريكا تعمّدت استنزاف الطاقات والكفاءات العلمية للشعوب والدول بما يخدم مصالحها، فهي لا تسمح بالهجرة إليها لأسباب إنسانية وإنما لمن لديه إبداع أو براءة اختراع أو إنجاز علمي ما يشكل أبشع استغلال للإنسان بتجريده من قيمته الإنسانية، وأوضح أن الثقافات الوطنية هي المستهدفة من أمريكا وحلفائها وعملائها الذين يحاولون تذويب الثقافات والهويات الوطنية ليصبح العالم مؤسسات على الطريقة الأمريكية.

وأكد وزير الثقافة أن مخططهم التآمري العدواني استطاع أن يمرّ في عدة بلدان لكنه تحطّم أمام صخرة الصمود السوري شعباً وجيشاً وقائداً حكيماً، حيث استطاعت سورية أن تحطم وتفشل هذه المؤامرة بفضل تضحيات شهدائها ووعي وتلاحم شعبها الأبي وبطولات جيشها الباسل وحكمة وشجاعة قائدها السيد الرئيس بشار الأسد. ولفت إلى أن المتآمرين وأدواتهم وعصاباتهم يتعمدون ويصرّون على سرقة الآثار لأنهم يريدون سرقة الجغرافيا من خلال الاستيلاء على التاريخ ولأن الآثار تكشفهم وتفضحهم، مبيّناً أن هذا التشويه الحاصل في المفاهيم تتعمّد افتعاله وتنفيذه السلالة الراهنة لآل سعود بهدف تزوير التاريخ من خلال الفكر الوهابي لأن أي فكر قومي عربي وأي خطاب قومي يلغي حتماً الكيان الصهيوني ولأجل ذلك يتم استهداف هذا الفكر .

بدورها أكدت الدكتورة ريم كحيلة /عضو الهيئة التدريسية في كلية التربية بجامعة تشرين/ أن التربية السليمة المعافاة القائمة على أسس علمية صحيحة هي الكفيلة بتحصين المجتمع من أي شكل من أشكال الغزو الثقافي، وركّزت على دور الأسرة في هذا المجال بوصفها الدعامة الأساسية والرئيسية في تنشئة الطفل، وعرضت التأثيرات السلبية لكثير من وسائل الإعلام  ونبّهت إلى خطر كثير من المسلسلات  التي تعرضها الفضائيات, وكذلك أخطار الرسوم المتحركة في برامج الأطفال وأثرها في غزو عقول الأطفال وبث أفكار ومشاهد وعادات بعيدة عن الواقع وغريبة عن مجتمعنا وتكرّس سلوكيات خاطئة وعدوانية  لدى كثير من أبنائنا.

وأشارت الدكتورة أمل ديوب عضو الهيئة التدريسية في المعهد العالي لبحوث البيئة مديرة الجلسة إلى التداعيات التربوية والثقافية والاجتماعية للأزمة الراهنة وضرورة تكامل جهود المؤسسات التربوية والثقافية والتعليمية لمواجهة هذه التأثيرات والتداعيات. الغزو الثقافي يقوم على استعمار العقول والتحكم بالسلوك البشري بهدف تدمير الانسان والمجتمع. مبينة ان اعداء سورية يعتمدون في الغزو الثقافي على تجنيد المرتزقة وغسل أدمغتهم وزرع افكار متطرفة فيها, إضافة إلى التحريض الإعلامي, والتلاعب بالمصطلحات  وكانت نتيجة ذلك كله ظهور تنظيمات ارهابية كـ “داعش” وغيرها.

وفي ختام الملتقى تحدث الرفيق الدكتور صلاح داوود أمين الفرع موجهاً الشكر لضيوف الملتقى ولكل من ساهم في إنجاحه  مؤكدا خطورة الغزو الثقافي لمنطقتنا والحاجة لتحصين الفرد والأسرة والمجتمع وتعزيز المناعة الذاتية والوعي الفردي والجماعي, الوطني والقومي والإنساني , وطلب من الرفاق تقديم ما لديهم من أفكار ومقترحات يمكن أن تسهم بشكل فعال في إيجاد أفضل الحلول العملية للمشكلات المطروحة.

وانتهى الملتقى بعدد من المداخلات والرؤى والأفكار حول الغزو الثقافي وسبل مواجهته وتحصين المجتمع من آثاره.

فرع جامعة تشرين لحزب البعث العربي الاشتراكي