ثقافة وفن

ملكة أبيض تسلط الضوء على التربية العربية الإسلامية في قرونها الأولى

تقدم الدكتورة ملكة أبيض في كتابها “أضواء على التربية والثقافة العربية الإسلامية في الشام والجزيرة خلال القرون الثلاثة الأولى للهجرة”، دراسة علمية منهجية تلقي الضوء خلالها على انتقال بلاد الشام من الهيمنة الثقافية البيزنطية الرومانية الهيلينية إلى المشاركة في صنع الثقافة العربية الإسلامية بعد الفتح العربي للمنطقة أواسط القرن السابع الميلادي.

أرادت الدكتورة أبيض أن تضيف على المنهج العلمي القديم نظاما بحثيا جديدا ورؤى تربوية بعد أن أشارت إلى الأخطاء التي وقعت فيها الدراسات القديمة، والتي نظرت للنظام التربوي العربي الإسلامي بمنعزل عن العوامل السياسية والاجتماعية التي أحاطت به، كما استقت معلوماتها من كتب التربية العربية القديمة ذات النزعة المثالية والبعيدة عن الواقع.

ورأت المؤلفة أن العالم الإسلامي على رقعة واسعة من الأرض يضم شعوبا مختلفة وثقافات متنوعة، إضافة إلى الظروف الاقتصادية والسياسية المتغيرة كل ذلك جعل من الطبيعي ظهور فوارق في التربية بين بلد وآخر لذلك كان من الضروري وضع دراسات تتناول إطارا محددا من حيث الزمان والمكان.

ولفتت الدكتورة أبيض إلى أن الدراسة الموضوعية تقتضي ألا يتخذ المثال بديلا عن الواقع في النظام التربوي لأن الواقع حصيلة مجموعة من العوامل، لذلك من الضروري اللجوء إلى مراجع متنوعة ككتب الطبقات والتاريخ لإعطاء صورة أكثر واقعية عن التربية العربية الإسلامية، مع الاستعانة بطرائق البحث في العلوم الاجتماعية والتي عبرها يستخلص الباحث نتائج توازي أو تفوق في أهميتها ما يستخلص بصورة مباشر من خلال التراجم.

وحصرت الدكتورة أبيض اهتمامها في الدراسة بالوضع الثقافي والتربوي في مكان محدد ببلاد الشام والجزيرة وزمان محدد بالقرون الأولى الثلاثة للهجرة، واعتمدت مرجعا رئيسا وهو تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر وهذا المرجع من أضخم كتب التراجم التاريخية.

تميز البحث بولوج منهجي في تاريخ عريق أضاف إلى دراسات التربية وعلومها علما تاريخيا جديدا يسهم في ربط الماضي بالحاضر، واستثمار العراقة الحضارية والثقافية التي كان يعيشها أجدادنا لاغتناء الدراسات التربوية في الفترة الراهنة والتي راح كثير من الأدعياء العرب يخربون منظومتها الحقيقية ويفسدونها.

يشار إلى أن الكتاب من إصدار الهيئة العامة السورية للكتاب لعام 2016 ويقع في 256 صفحة من القطع الكبير.

يذكر أن الدكتورة ملكة أبيض أستاذة في كلية التربية في جامعة دمشق وخبيرة في المركز العربي لبحوث التعليم العالي من مؤلفاتها: الثقافة وقيم الشباب والتربية المقارنة والدولية ورحلة كفاح بالاشتراك مع زوجها الشاعر الراحل سليمان العيسى، وذاكرة اللواء فضلا عن الكثير من الكتب المترجمة من الانكليزية والفرنسية في الأدب بكل أشكاله وأجناسه.