الشريط الاخباريسلايدسورية

الرئيس الأسد:”مبادئ”مواجهة الحرب ثابتة..ومكافحة الفساد في الداخل

أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن الشعب السوري فاجأ العالم مرة أخرى بمشاركته غير المسبوقة في انتخابات مجلس الشعب واختيار ممثليه لتكون رسالة واضحة للعالم بأنه كلما ازدادت الضغوط تمسك الشعب بسيادته أكثر.

وقال الرئيس الأسد في كلمة له أمام مجلس الشعب بمناسبة الدور التشريعي الثاني.. “إن حربنا ضد الإرهاب مستمرة ليس لأننا نهوى الحروب فهم من فرض الحرب علينا لكن سفك الدماء لن ينتهي حتى نقتلع الإرهاب من جذوره أينما وجد ومهما ألبس من أقنعة.. وكما حررنا تدمر وقبلها كثير من المناطق سنحرر كل شبر من سورية من أيديهم فلا خيار أمامنا سوى الانتصار وإلا فلن تبقى سورية ولن يكون لأبنائنا حاضر ولا مستقبل”.000

وشدد الرئيس الأسد على أن أي عملية سياسية لا تبدأ وتستمر وتتوازى وتنتهي بالقضاء على الإرهاب لا معنى لها ولا نتائج مرجوة منها.

وفيما يلي النص الكامل لكلمة الرئيس الأسد..

بداية أبارك لكم هذا الشهر الفضيل كما أبارك لكل الشعب السوري وأتمنى أن يأتي رمضان القادم وتكون سورية قد استعادت عافيتها.. السيدة رئيس مجلس الشعب.. أيها السيدات والسادة.. ليست هي المرة الأولى التي أقف فيها على هذا المنبر بعد الاستحقاقات البرلمانية وتشكيل مجلس شعب جديد لأبارك لأعضائه بانتخابهم نواباً وناطقين باسم الشعب وحائزين على ثقته وحاملين لمسؤولية وطنية شرفهم بها.. لكن هذه المرة مختلفة وبشكل كبير عن سابقاتها فهذه الانتخابات لم تكن انتخابات عادية فقد أتت وسط تجاذبات ميدانية وسياسية إقليمية ودولية كبيرة..أتت وسط ظروف داخلية قاسية أدت بالبعض لأن يتوقع فشلها وعدم إنجازها.. وإن أنجزت فبمقاطعة شاملة من قبل المواطنين.. وبأحسن الأحوال بلا مبالاة تجاهها لكن ما حصل هو العكس فقد فاجأ الشعب السوري العالم مرة أخرى بمشاركته الواسعة بواحدة من الاستحقاقات الوطنية والدستورية الهامة فحجم المشاركة غير المسبوق من قبل الناخبين في اختيار وانتخاب ممثليهم في مجلس الشعب كان رسالة واضحة للعالم بأنه كلما ازدادت الضغوط فإن الشعب يتمسك باستقلاله أكثر وكلما حاول الآخرون التدخل في شؤونه أثبت إصراره على التشبث بالدستور واستحقاقاته كحام للاستقلال ورافعة للاستقرار.. ولم يتجسد هذا الموقف الوطني في حجم المشاركة فحسب بل في عدد المرشحين غير المسبوق الذين عبروا هم أيضا عن وطنية ووعي كبيرين.

وأضاف الرئيس الأسد.. كل ذلك هو رسالة كبيرة ومهمة لكم.. أنتم نواب هذا الشعب فهذه المشاركة غير المسبوقة رغم كل الظروف والتحديات والأخطار تحملكم مسؤولية غير عادية تجاه المواطنين الذين وضعوا آمالهم أمانة بين أيديكم لتصونوها وتحافظوا عليها عبر العمل الدؤوب والصادق والأمين والذي يجب أن يتناسب مع جسامة التحديات المفروضة على سورية ومع هذا الإقبال وهذه الثقة التي منحكم إياها الشعب.

وتابع الرئيس الأسد.. وكما أن هذه الانتخابات لم تكن عادية وحجم المشاركة غير مسبوق فإن هذا المجلس أيضا جاء مختلفاً عن سابقيه فالناخبون الذين اعتادوا انتخاب ممثلين لهم كانوا على قدر المسؤولية والوعي وعلى مستوى كبير من فهم تغيرات الواقع وقيمة التضحيات فبالإضافة إلى اختيار الشعب ممثلين عن شرائحه فقد اختاروا وصوتوا لمرشحين أتوا من عمق المعاناة وقمة العطاء.. إن مجلسكم في هذه المرة ولأول مرة فيه الجريح الذي ضحى بقطعة من جسده ليبقى جسد الوطن كاملاً.. وفيه أم الشهيد وأبوه وأخته الذين ضحى أبناؤهم بأرواحهم لتستمر سورية.. فيه الطبيب الذي أبقى المهنة سامية وشعر بالناس وبوضعهم الاقتصادي والمعيشي فعالج المواطنين بالمجان.. فيه الفنان الذي حمل السلاح ودافع عن أرضه وعرضه.. فيه ازداد صوت المرأة والشباب.. فيه ارتفع وبشكل كبير عدد حملة الشهادات الجامعية العليا.. وفيه من ساهم بأمواله دفاعاً عن وطنه وشعبه.

وأضاف الرئيس الأسد.. وأنا هنا إذ أذكر هذه الحالات فهناك منها ومثلها الكثير لن أمر عليها كلها فكل عضو منكم قد انتخبه الشعب وأراد منه أن يكون صوته وحاضنته وحاميه فليكن عنوان عملنا ومنهجنا ودليلنا كأشخاص مسؤولين في مختلف المؤسسات في المرحلة المقبلة العمل من أجل الغير لا من أجل الذات تماماً كما فعل الجريح والشهيد وكل من ضحى وما زال.. كل من مكانه وموقع عمله ومسؤوليته فمن دون هذه البوصلة لا يمكن لسورية الخروج مما تمر به.. ومن دونها لا مكان للتقدم.. ولا مكان للإنجاز.. لا مكان للأفكار المنتجة والإبداعية وإن وجدت فلا قيمة لها.

وتابع الرئيس الأسد.. عندما نفكر ونعمل بصدق وإخلاص للغير أولاً لا للذات تنتفي العقبات التي يعود سببها إلى الفساد وسوء الإدارة وتصبح من الممكن بل من المحقق مواجهة التحديات الناشئة عن الحرب وعندها يظهر المقصر والفاسد ناتئاً شاذاً لا يستطيع أن يلقي بأسباب تقصيره وفساده على الظروف السائدة.. عندما نفكر ونعمل بصدق وإخلاص للوطن أولاً لا للذات أو المكاسب الشخصية تصبح رقابتكم على السلطة التنفيذية فاعلة وحقيقية قادرة على تقويم أدائها بما يخدم المواطن وهذا ما يتوقعه الجميع من مجلسكم الحالي.

وقال الرئيس الأسد: إن تحملكم المسؤولية الوطنية يأتي اليوم في ظروف غير عادية يمر بها العالم بمجمله نتيجة صراعات دولية جوهرها محاولة الغرب الحفاظ على هيمنته على العالم بأي ثمن.. هذا الغرب الذي يرفض أي شراكة معه من أي دولة أو تجمع دولي ويتعامل معه وكأنه قضية حياة أو موت بالنسبة له.. هذه الصراعات الدولية أفرزت صراعات إقليمية بين دول تسعى للحفاظ على سيادتها واستقلالها ودول تعمل لتنفيذ مصالح الآخرين ولو كان ذلك على حساب مصالح شعوبها.. هذه الصراعات انعكست بشكل مباشر على الوضع في منطقتنا عموماً وسورية بشكل خاص وزادته تعقيداً لكن بنفس الوقت كل ما سبق لا يعني على الإطلاق إعفاءنا كسوريين من مسؤوليتنا فيما يحصل فلو كان بيتنا الداخلي صلباً وقوياً متماسكا لا يضرب الفساد والخيانة بعض زواياه لما وصلت الأمور إلى ما هي عليه الآن.

وأضاف الرئيس الأسد.. إن هذه الصراعات تنعكس بشكل واضح وجلي بمستوياتها الثلاثة الدولية والإقليمية والداخلية على العملية السياسية التي تجري في جنيف.. وبين الدولي والإقليمي يقبع المحلي بمجموعة ممن يحملون الجنسية السورية ارتضوا أن يكونوا دمى تحركها تارة الدولة الأكثر تخلفاً في العالم وتارة أخرى دول تحلم بعودة استعمارها القديم لدول منطقتنا ولو عبر وكلاء لها مقابل وعود مادية ووعود واهية.. لكن في مواجهة أولئك الخونة هناك مجموعة أخرى من الوطنيين السوريين مؤتمنين على تضحيات الشهداء والجرحى يسعون عبر العمل السياسي للحفاظ على أرضهم ووطنهم واستقلال قراره.

وأضاف الرئيس الأسد.. لم يعد خافياً على أحد أن جوهر العملية السياسية بالنسبة للدول الداعمة للإرهاب إقليمياً ودولياً كان منذ البدايات وعبر مختلف المبادرات يهدف لضرب وجود أي مفهوم للوطن عبر ضرب جوهره وهو الدستور وعبر الضغط المستمر لاعتباره غير موجود ولإيقاف العمل به وتجميده تحت مسميات ومصطلحات مختلفة أساسها ما يسمى المرحلة الانتقالية.. وطبعاً عبر ضرب الدستور يتم القضاء على دعامتين أساسيتين لأي دولة الأولى.. المؤسسات وفي مقدمتها مؤسسة الجيش الحامية للبلاد الضامنة لأمان الشعب حيث بدؤوا في التركيز عليها بشكل كبير منذ البدايات وفي أي حديث حول مستقبل سورية ومؤسساتها.. وأما الدعامة الأخرى فهي الهوية الوطنية والقومية والدينية المتنوعة لسورية التي بدؤوا بالتركيز عليها عندما فهموا أنها كانت أساس صمود الوطن في بدايات الأحداث.

وتابع الرئيس الأسد.. كانوا على يقين بأن الأساس في مخططهم السياسي بعدما لم ينجحوا في مخططهم الإرهابي هو ضرب الدستور طبعا بالرغم من كل ما حققه الإرهاب من تدمير ومن سفك للدماء.. لكن المخطط كان أن يأتي هذا الإرهاب ويسيطر بشكل كامل ويعطى صفة الاعتدال.. ولاحقاً يعطى الغطاء الشرعي.. طبعاً.. من الخارج وليس من الداخل.. كان مخططهم ضرب الدستور.. وبالتالي خلق الفوضى المطلقة التي يكون المخرج منها هو دستور عرقي طائفي يحولنا من شعب يتمسك بوطنه إلى مجموعات متناحرة تتمسك بطوائفها وتستعين بالغرباء على أهلها وأخوانها.. وما أقوله اعتقد أنه من البديهيات.. لا أقول شيئا جديداً.. فالتجارب الطائفية الموجودة لو نظرنا شرقنا وغربنا واضحة والأحداث تتكلم عن نفسها ولا نحتاج إلى إعادة تقييم هذا الموضوع بعد عقود من التجارب في منطقتنا.

وقال الرئيس الأسد: النظام الطائفي يحول أبناء الوطن الواحد إلى أعداء وخصوم وعندما يكون هناك أعداء وخصوم في أي مكان فكل طرف في هذه الحالة يبحث عن حلفاء والحلفاء في مثل هذه الحالة لن يكونوا موجودين داخل سورية أو داخل الوطن.. أتحدث بشكل عام عن أي وطن.. لأن العلاقة مبنية على الشك والحقد والكره بالتالي سيكون الحليف في الخارج.. هنا تأتي الدول الاستعمارية لتقدم نفسها كحام لتلك المجموعات ويصبح تدخلها في شؤون ذلك الوطن تدخلاً مبرراً وشرعياً وعندها ينتقلون في مرحلة ما إلى التقسيم عندما يكون مخطط التقسيم جاهزاً.. لذلك ولتثبيت مخططهم نلاحظ جميعاً أن المصطلحات الطائفية تأخذ حيزاً مهماً في الخطاب السياسي للدول الراعية للإرهاب.. الإقليمية أو الدولية.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. كل ذلك لتكريس هذا المفهوم وجعله أمراً مفروغا منه بل لا غنى عنه وحلاً وحيداً لا مفر للسوريين منه إن هم أرادوا السلام.. أي يتم تكريس هذا المفهوم أولاً في الخارج.. وبالتالي تقتنع الدول ويقتنع السياسيون في العالم بأنه لا حل سوى بدستور طائفي على اعتبار أن هذه المنطقة متنوعة والصراع هو صراع طائفي وعرقي ولا يمكن أن يعيشوا مع بعضهم البعض وتبدأ الضغوط علينا من أجل الموافقة على هذا المنطق أو على هذا الدستور.. ونقتنع نحن بدرجة ثانية كمواطنين بأننا لا يمكن أن نعيش مع بعضنا البعض إلا من خلال هذا الدستور.. ويقولون لنا كلمة كما نقول باللغة العامية “سكرة” كي نسد جوعنا.. انتم تريدون وحدة سورية.. طبعاً كل دول العالم مع وحدة سورية ولكن كما نعلم جميعاً الوحدة لا تبدأ بالجغرافيا وإنما تبدأ بوحدة المواطنين فعندما يكون الوطن منقسماً من خلال مواطنيه تصبح قضية التقسيم الجغرافي هي قضية زمن.. أيضاً بنفس الطريقة عندما يأتي وقت التقسيم سيحصل هذا الشيء.11

وقال الرئيس الأسد: وبما أننا لم ولن نسمح لهم بأخذ سورية في هذا الطريق ليسقطوها في الهاوية فقد طرحنا منذ بداية “جنيف3” ورقة مبادئ تشكل أساساً للمحادثات مع الأطراف الأخرى.. والآن أعتقد أن الكل يتساءل من هي هذه الأطراف الأخرى.. أي لم نر أطرافاً بكل الأحوال هناك.. كنا نتفاوض إما مع أنفسنا أو مع الميسر.. والميسر وفريقه هم ليسوا طرفاً.. هم ميسر.. هم طرف وسيط.. لذلك إذا قلنا لماذا نضع جملة “الأطراف الأخرى”.. هي هنا لضرورة الشعر فقط.. ولكن لا توجد أطراف أخرى.. وبناء على الاتفاق حول هذه المبادئ التي طرحتها سورية أو أي مبادئ بشكل عام يمكن الانتقال لمناقشة مواضيع أخرى كحكومة الوحدة الوطنية والتي بدورها ستقوم بالعمل على إعداد دستور جديد عبر لجنة دستورية مختصة وبعد إقراره عبر الاستفتاء يتم إجراء انتخابات برلمانية.

وتابع الرئيس الأسد.. هذه الفقرة جوهرها هو الذي طرح في عام 2013 في المبادرة التي ذكرتها في خطابي بدار الأسد للثقافة والفنون في الشهر الأول.. والكل اليوم يسأل وبشكل مكرر ما هي رؤيتكم للحل.. إذا تحدثنا عن الحل بالمعنى السياسي فهذا هو الجانب السياسي.. الجانب الآخر هو مكافحة الإرهاب.. كل مرة يسألون نفس السؤال وفي كل مرة سنعيد نفس الجواب.. بالعودة إلى موضوع المبادئ.. لماذا طرحنا المبادئ.. المبادئ ضرورية في أي مفاوضات وفي أي محادثات بين أي أطراف وأي دول.. لماذا.. لأن هذه المفاوضات دائما بحاجة لمرجعية.. هم يقولون أن هناك مرجعية هي القرار 2254 كما كانهناك في عملية السلام القرار 242.. ولكن وخاصة في هذا القرار عندما تكون القرارات هي تسوية بين الدول الكبرى كل دولة تريد أن تضع المصطلح الذي يناسبها فننظر إلى هذه القرارات نجدها متناقضة مع نفسها.. لو عدنا إلى بيان جنيف عام 2012 نرى بأن هناك سيادة سورية وهناك بنفس الوقت هيئة انتقالية.. فإذا كنا نقول “سيادة سورية” فكيف يحددون نيابة عن الشعب السوري ما هي البنية التي يريدها.. فإذا ذكرت السيادة تنتفي البنية.. وإذا وضعت هذه البنية التي تسميها حكومة انتقالية أو هيئة انتقالية يعني نفيت السيادة هذا من جانب.. من جانب آخر دائما نرى مصطلحات مطاطة ليس لها تفسير.

وقال الرئيس الأسد: ففي هذه القرارات المبنية على مفاوضات أو مباحثات أو لقاءات فيينا هناك على سبيل المثال مصطلح حكم ذو مصداقية.. ماذا يعني “حكم ذو مصداقية” بالنسبة للإرهابي.. إذا أتت “داعش والنصرة” والمجموعات الإرهابية الأخرى الموجودة الآن في المناطق المختلفة وحكمت في سورية فهذا “حكم ذو مصداقية” بالنسبة لهم.. إذا أتينا إلى الخونة الموجودين في الخارج والذين تحولوا إلى مجرد ممسحة لأسيادهم أو لأقدام أسيادهم ووضعوا حكماً يشبههم يحول سورية أو الدولة السورية إلى دولة مرتهنة تعمل على تحويل الشعب السوري كما هو وضعهم الآن.. فهذا أيضا بالنسبة لهم هو “حكم ذو مصداقية”.. وبالطبع عندما نذهب إلى المفاوضات لن نوافق على أي شيء من هذا القبيل لذلك وضعنا ورقة مبادئ.. هذه المبادئ عندما توضع تمنع أي طرف من أن يطرح ما يريد.. هناك إطار يحدد ما هو أقصى اليمين وما هو أقصى اليسار.. ما هو السقف الأعلى والسقف الأدنى.. أي طرح خارج هذه المبادئ يعتبر عرقلة وعدم جدية في العمل.0

وقال الرئيس الأسد: أنا أذكر بشكل عاجل المبادئ الأساسية التي طرحت في الورقة.. سيادة سورية ووحدتها ورفض التدخل الخارجي ونبذ الإرهاب ودعم المصالحات والحفاظ على المؤسسات ورفع الحصار وإعادة الإعمار وضبط الحدود.. وهناك نقاط أخرى مذكورة في الدستور الحالي وغيره من الدساتير كالتنوع الثقافي وحريات المواطنين واستقلال القضاء وغيرها من المبادئ.. أي طرح يطرح خارج هذه المبادئ لن نوافق عليه بكل بساطة لذلك هم رفضوا.. طبعاً لم نسمع أحداً يقول لا لكن كان هناك تهرب.. لكن هذه المبادئ من وجهة نظرنا تشكل أساساً حقيقياً لنجاح المحادثات إن كانت هناك جدية ومصداقية وهي تدل بنفس الوقت ليس فقط على جدية وإنما أيضاً على وجود رؤية واضحة لآلية العمل السياسي الذي يمكن أن يؤدي إلى حل سوري سوري.. ولكن المحادثات الفعلية حتى هذه اللحظة لم تبدأ وإنما كنا نتحاور خلال الجولات مع الميسر الدولي وكما قلت هو ليس طرفاً كي نتفاوض معه.. لم يتم الرد أبداً على ورقة المبادئ وكان وفدنا يسأل عن ردود الأطراف الأخرى ولم نحصل أبداً على جواب وهذا يدل على ارتهان تلك الأطراف لأسيادها وبات واضحاً للجميع أنها أتت مرغمة صاغرة لجنيف وبدأت منذ اليوم الأول بطرح شروط مسبقة وعندما فشلت أعلنت بوضوح في الجولة الأخيرة دعمها للإرهاب ونسف وقف الأعمال القتالية.

وأضاف الرئيس الأسد.. لن ننسى ما قدمته المقاومة الوطنية اللبنانية لسورية في مكافحة الإرهاب فامتزجت دماء أبطالها بدماء أبطال الجيش العربي السوري والقوات الرديفة فتحية لهم لبطولاتهم.. لوفائهم.

وقال الرئيس الأسد.. أيتها السيدات.. أيها السادة.. تنطلق أعمال مجلسكم الجديد والمهام أمامكم جسام والتحديات كبيرة.. دماء كثيرة طاهرة سفكت.. وعائلات بأكملها خطفت.. بنية تحتية بناها السوريون بعرقهم قد دمرت.. أبطال قدموا أرواحهم وأجسادهم دون أن ينتظروا مقابلاً لكن ليس دون ثمن وإذا كانت عودة الأمن إلى سورية والانتصار على الإرهاب واستعادة الأرض وإعادة إعمار الوطن هي ذلك الثمن الذي يجعل دماءهم الطاهرة لا تذهب هدراً فإن مكافحة الظواهر الضارة من فساد ومحسوبيات وفوضى وخرق للقانون هي الجزء الآخر من ذلك الثمن.. هؤلاء الأبطال قدموا أنفسهم دفاعاً عن الأرض والشعب.. عن البلاد بدستورها ومؤسساتها وقوانينها والثمن المطلوب منا هو الحفاظ على الدستور.. على المؤسسات وتطويرها.. تكريس العدل وتكافؤ الفرص.. هؤلاء الأبطال قدموا أنفسهم من أجل استعادة الوطن كاملاً غير منقوص.. والوطن كاملاً هو كل تلك العناصر مع بعضها البعض.. فكونوا على قدر تضحياتهم.. كونوا كما يأمل الشعب بكم أن تكونوا.. فمهمتكم ليست فقط أمانة من الناخبين بل أمانة من الشهداء والجرحى والأمهات الثكالى وكل من قدم دماً ومالاً وفكراً وموقفاً ليحمي وطنه.. وهي أمانة كبيرة وجسيمة فلنحملها جميعا ولنكن على قدرها.