الشريط الاخباريسلايدسورية

هل سينقل داعش “خلافته” إلى شمال أفريقيا؟!!

 

بحسب مراقبين، قد تغّير خسارة تنظيم “داعش” الإرهابي للمناطق والمواقع العسكرية والحيوية، من قواعد اللعبة، فقد تدفع هذه الخسارة قيادة التنظيم الإرهابي  إلى التوجه نحو مناطق جديدة.

ففي حين يرى مراقبون أن هذا التراجع لإرهابيي تنظيم “داعش” قد يكون أمرا تكتيكيا مؤقتا، يرى آخرون أن التراجع الحالي يمكن أن يغير من قواعد اللعبة على الأرض، ويجعل من قيادة التنظيم تتجه إلى مناطق جديدة مثل ليبيا لتلقي بثقلها فيها وتعيد انتشارها هناك والتحرك بحرية على الأرض.

وفي هذا السياق، يؤكد الباحث الألماني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط ألبريشت ميتسغر، أن” ما يجري على الأرض من تقدم دولي في محاربة “داعش”، يذكر ببداية التحالف الدولي الذي قادته دول العالم من أجل محاربة التنظيم الإرهابي”.

ويعتبر الخبير الألماني أن “التنافس بين الدول، لا سيما بين روسيا وأميركا أدى إلى تراجع مؤقت في زخم العمليات الواقعة على الأرض في السابق. إلا أن التقدم الحالي قد يفتح صفحة جديدة في إعادة انتشار قوات التنظيم وتركيزها في مناطق جديدة”.

وفي ظل زيادة الضغط الذي يواجهه تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية، أعلنت قيادة عمليات تحرير الفلوجة عن تقدم الآليات العسكرية نحو المحور الجنوبي من المدينة التي تعتبر من ضمن المدن الرئيسية الكبرى التي يسيطر عليها التنظيم في العراق مع إكمال تحرير عدة قرى في الضواحي الجنوبية للمدينة. وهذا التقدم يوضح التحرك الدولي لتطويق “داعش” ودحره على أكثر من محور، وهو ما قد يؤدي إلى بحث التنظيم عن أرض بديلة.

ويرى ميستغر أن هذا التراجع للتنظيم الإرهابي على الأرض ليس تراجعا تكتيكيا، بل التنظيم يواجه ظروفا صعبة من حيث نقص التمويل واضطراره للحرب على أكثر من محور والمعارك التي تخاض ضده سواء من الجيوش المحلية أو التحالفات.

ويتوقع الخبير الألماني أن التنظيم الإرهابي أو بعض من قياداته قد يتجه إلى التمركز في ليبيا أو أفغانستان، وذلك “لقدرة التنظيم هناك على إعادة الانتشار والحاضنة التي توفر له الحماية”.

فوفقا للباحث الألماني، تعتمد مقاومة “داعش” على “محاربة المبدأ الذي بنى نفسه عليه، وهو السيطرة على الأرض وإقامة الخلافة”، فقرب المناطق التي احتلها “داعش” من عاصمتي “الخلافة” في دمشق وبغداد، كان سببا في انتشار الفكرة بين البعض من المتشددين وقد ساهم التنظيم بنفسه على ترويجها.

ويضيف: “الآن يواجه داعش هجوما شرسا من عدة محاور، وهو ما قد يضطره إلى التراجع عن هذه المناطق وتركيز سيطرته على مناطق أخرى، وهو ما سوف يبعده عن المركز ويجعل من فكرة إقامة الخلافة على الأطراف أمرا غير مستساغ”.

عن أوروبا وتأثير “داعش” عليها، يؤكد الباحص في شؤون الشرق الأوسط أن التفجيرات الإرهابية أصبحت أمرا واردا في أوروبا، إلا أن السؤال الذي يجب أن يطرح هنا هو “ماذا حقق داعش وغيره من المتشددين في الهجمات التي استهدفت عدة مدن أوروبية؟”. فالتفجيرات أثبتت بحسب ميتسغر أنها “بدون جدوى حاليا”، كما أن التخطيط لأية تفجيرات قد يؤدي إلى موجة كراهية شعبية ضده، وبالتالي المزيد من العمل العسكري ضده على الأرض وهو ما لا يصب في مصلحة التنظيم، الذي يواجه مقاومة متزايدة على الأرض، كما ليس من مصلحته حاليا فتح جبهات أخرى ضده.