ثقافة وفن

بانتظار الدعم .. غفران ديروان سينمائية بشغف كبير وإمكانيات بسيطة جداً

 

شغفها كبير بالفن، لاسيما الفن السابع.. قدمت افلاماً بإمكانيات متواضعة شاركت فيها بمهرجانات عديدة في لبنان والعراق ومصر والسودان، ملمة ومتابعة ومنفتحة ورؤيتها عميقة وهذا ما انعكس على فيلمها الأول “عشى ليلي”، برمزية وحرفية وحب ورغبة استطاعت أيصال رسالتها للجمهور، الذي انبهر بأولى إنتاجاتها وبثانيها “بالمناسبة”.

مع المخرجة السينمائية الواعدة غفران ديروان كان لنا الحوار الآتي.

بدايةً تحدّثت ديروان عن بدايتها حيث قامت بدورات في المونتاج التلفزيوني، وقدمت خلال دراستها عروض مسرحية عديدة منها للمركز الثقافي البريطاني، وتابعت: مشروع فيلمي الأول لم يكتمل فحينها لم يكن لدي كاست قوي قادر على العمل، إلى أن أخبرني أحد الأصدقاء عن ورشة عمل تقام في مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي، حتى إن لم أكن عضواً فيه، فشاركت وكان نتاج هذه الورشة فيلم “عشى ليلي”، مدته ثلاث دقائق، والذي حصد أصداء جيدة لدى الجمهور بدول عربية عديدة.

ولدى سؤالها عما إذا كانت ستمتهن الإخراج السينمائي أم سيبقى هواية، أجابت ديروان: هي هواية لكن رغم ذلك أعمل عليها كثيراً لتقويتها من خلال قراءاتي في مجال السينما، ومتابعتي الشديدة للأفلام، إلى جانب مشاركتي في دورات على الانترنت مع مراكز أجنبية، أما أن أمتهنها حالياً فليس لدي هذه الفكرة إلا إن كان هناك مجالاً لأن أكمل بهذا الطريق وأن يكون هناك من يرعى هذه الأمور، كما أنني لا أحب أن أطغى على مهنة أحد أو آخذ فرصة غيري، ففي النهاية أنا فقط أعمل ما أحب.

أما عن المانشيت العريض للسينما أو كيف تراها بمنظورها الخاص، تقول ديروان: السينما عالم كبير جداً وبالطبع يتخللها رسالة وإلا لكانت لاشيء، فلابد من رسالة تقدم للجمهور، فالسينما بالنسبة لي هي رؤية هي vision وما أستطيع تقديمه للمشاهد من خلال الصورة، ففي السينما إن لم يكن للحوار هدف فلا داعي له وهذا يختلف طبعاً عن المسرح والتلفاز، لذلك من خلال الأفلام القصيرة تستطيعين إيصال رسالة من خلال الصورة باعتبار الفيلم لا يحتمل حوار، لذلك قدر المستطاع أعمل على إيصال الرسالة من خلال الصورة.

وتابعت ديروان: ليس من السهل تقديم أفلام غير محكية، ففي المسرح مثلاً هناك لغة الجسد والحوار وكذلك في التلفاز، أما في السينما فأرى الصورة معبرة أكثر، وتستطيعين من خلالها أن تري أكثر، وبالتالي تكثيف الصورة فيه صعوبة لاشك.

وعن كادر العمل من تصوير وإضاءة وموسيقا عما إذا كانت متممة أو أساسية في الفيلم، أوضحت ديروان: إن لم يكن هناك صورة جيدة لا تستطيعين تقديم فيلم، فالصورة هي الأساس لاشك، رغم ذلك نستطيع تقديم فيلم من كاميرا موبايل لكن بشرط أن تكون الصورة واضحة أما دقة الكاميرا ومدى احترافيتها فلا أراها أمور مهمة جداً، فإن كان هناك فكرة لتقديمها فبالإمكان تقديمها بواسطة أي كاميرا.

وتضيف: في فيلم “عشى ليلي” لم تكن الكاميرا ذات احترافية عالية لكننا قدمنا فيلم مدته ثلاث دقائق بصورة جيدة، أما في فيلم “بالمناسبة” كانت الكاميرا أكثر احترافية لأنني أردت التركيز على التفاصيل وتعابير الوجه بشكل أكبر.

13680774_10153519690591511_7498627891423284435_nوبالنسبة للموسيقا قالت ديروان أنه لو لم يكن هناك موسيقا فستلاحظين شيء ما ناقص، فالفيلم يؤخذ مناصفةً بين الصورة والموسيقا، وأيضاً لا تشعرين بالملل أثناء المشاهدة، إلى جانب أن لها جانب تجميلي.

وعن الأصداء الجيدة لفيلمها “عشى ليلي”، الذي عرض في لبنان ومصر والعراق والسودان، وعما إن كانت محفزة، وجدت ديروان أن هذا حفزها جداً لاسيما عندما رأت ردود فعل الجمهور الذي أشعرها أن لعملها قيمة، حسب تعبيرها، وأضافت: في لبنان أخبروني أن رسالة الفيلم قد وصلت ليس فقط للسوريين، بل لجميع من رآه، وبعضهم رآني كممثل صغير عن بلدي، فهذا شيء كبير جداً بالنسبة لي، إلى جانب العديد من الإطراءات من مصر والسودان.

وأكدت ديروان أن هذه الردود تغنيها عن أي جائزة قد ينالها الفيلم أو تنالها هي، فجائزتها هي هذه الردود، حسب قولها، مشيرةً إلى أن نتائج هذه المهرجانات باتت معروفة سلف إلى جانب أن الموضوع أصبح مسيّس.

وإن كانت قد اختلفت نظرتها للسينما بعد مزاولتها وإنتاجها أفلامها الخاصة، أوضحت ديروان، خريجة الأدب الإنكليزي قسم الترجمة، أنها تختلف دائماً لأنك تريدين تقديم شيء مختلف وجديد كل مرة، حسب قولها، وتابعت بالقول: هذا يعتمد على متابعتي الدائمة للأفلام، والتي لا تقتصر على المتابعة بل أشعر بالفيلم وأعيشه بكل تفاصيله، فلا شك أنها اختلفت لأنها أفلام من صنع يديّ، إذ أرى صورة مرسومة في ذهني وأحاول تطبيقها، وهذا يختلف عن المتابعة.

وأشارت ديروان، التي تجيد أكثر من لغة كالتركية وغيرها، إلى أنها ليست من الأشخاص الأنانيين فهي في حالة تشاور دائم مع فريق عملها وفي حال كان هناك إضافات جميلة عن النص أثناء التصوير تحتفظ بها.

وإن كانت ستتجه للأفلام الطويلة، قالت ديروان: أتمنى ذلك، لكن أحتاج لإمكانيات وشركة إنتاج داعمة فما قدمناه كان بإمكانيات بسيطة، ما أتمناه وجود مؤسسات إنتاج للأفلام القصيرة، التي تُظلم غالباً، كذلك أن يكون هناك أماكن عرض وفعاليات خاصة به، كما هو الحال للأفلام الطويلة، مشيرةً إلى أن ما يميز الأعمال القصيرة هو الفكرة وقوتها.

ولدى سؤالها عما إن كان نجاح أفلامها يعود لكونها من تأليفها، أجابت ديروان: ممكن ذلك، لكنني بالتأكيد أستطيع إخراج أعمال لمؤلفين آخرين شرط أن تكون الفكرة جميلة ومقنعة، فأنا أفضل تقديم شيء لم يقدم سابقاً ليبقى في ذاكرة الجمهور، وتضيف: هناك أفلام عديدة قُدمت عن الأحداث في سوريا إلا أن فيلم “عشى ليلي” كان مختلفاً تماماً حيث اعتمدت الرمزية لطرح أمور عديدة تخص الأزمة، فالجمهور لم يعد باستطاعته مشاهدة القتل والدم، إلى جانب أنك بهذه الطريقة

وأعربت ديروان أن أكثر ما تهتم به وتركز عليه في أفلامها هو الإنسان، ففي فيلمها الأول “عشى ليلي” تخلله رسالة إنسانية، كذلك فيلمها الثاني “بالمناسبة” تحدث عن تقلبات الانسان المزاجية ومحاولته أن تواءم كل مناسبة يكون حاضراً فيها، مؤكدةً أنه ليس من السهل الخوض في الحالة البشرية.

وفي سؤالها عن مكانها الأقرب إن كان خلف الكاميرا أو أمامها، باعتبارها شاركت تمثيلياً في عروض مسرحية، أوضحت ديروان: أحب التمثيل كثيراً فمن خلاله أعيش شخصيات مختلفة، وفيه أكون مسؤولة عن دوري فقط، لا شك ضمن فريق العمل، ولكن العبء يكون أقل، للسينما جماليتها لاشك فأن تكتبي عملاً وتقومين بتحويله لفيلم سينمائي، فبين السينما والمسرح تختلف جمالية كل منهما، إلا أن المسرح هو من صقل شخصيتي وأعطاني ثقة بالنفس وقوة الشخصية لأكون قادرة على الوقوف خلف الكاميرا، فالمسرح حياة أخرى.

وعن آخر أعمالها قالت ديروان أنه فيلم “بالمناسبة”، الذي عرض في مركز ثقافي في العاصمة العراقية مؤخراً، وهناك ما هو مكتوب لكنها تنتظر  الفرصة والإمكانيات المناسبة لتنفيذه.

 

البعث ميديا || خاص – غوى يعقوب