ثقافة وفن

روبريتو: دمشق هي الشمس للعالم والسوريون يستحقون ممارسة الحياة والفن

يختزل الفنان التشكيلي البرازيلي جوزيه بريتو روبريتو ثقافة وحضارة بلده عبر أعماله التي يعتمد فيها الأسلوب الواقعي التعبيري مقدما فكرة القناع وما يدور حولها من أفكار إنسانية وتفاعل وتواصل بين الناس.

أكثر من ثلاثين لوحة من الحجم المتوسط تزين صالة تجليات بدمشق حاليا والتي جاء بها الفنان روبريتو من البرازيل لتكون جسر تواصل بين حضارة بلده والشعب السوري الذي يحبه وخبره عن قرب منذ سنوات حيث تحوي لوحات روبريتو حالة كرنفالية سعيدة مع شخوص وخلفية من لون واحد وبأسلوب واقعي تعبيري يحمل حالة درامية بطريقة لا تخلو من الكاريكاتورية طارحة مجموعة من الأسئلة عما وراء هذه الأقنعة والرسالة المتوخاة منها.

وعن معرضه وتجربته الفنية قال الفنان البرازيلي روبريتو: بدأت الرسم من سن الطفولة وتطورت من خلال دراسة عدة أنماط من الفنون والتجريب لعدة أساليب فنية للوصول إلى لوحة تميزني ولا تشبه غيرها من خلال الغوص أكثر في التقاليد البرازيلية والبحث في تفاصيلها الغنية”.

واعتبر الفنان البرازيلي أن وجود القناع على وجه الإنسان يسمح للعينين أن تكونا أكثر صدقاً خلفه وهذا يسمح للتواصل عبر العيون بصدق، مبينا أن الناس في الشارع اعتادت ارتداء أقنعة وهمية تخفي خلفها حقيقتها وهي أكثر خداعا من الأقنعة الحقيقية.

ويعمل روبريتو على التداخل بين الحضارات عبر أعماله ففي كل لوحة هناك شخص يرتدي القناع والزي الذي يعبر عن إحدى الثقافات والحضارات في العالم مثل الماتادور الإسباني والفدائي الفلسطيني مع مراعاة مفهوم القناع من ثقافة لأخرى، مبينا أن شخوص لوحاته يحملون حزنا مخبأ في عيونهم وأنهم لا يبتسمون رغم ألوان الفرح التي تزين اللوحات.

وحول ما تعنيه دمشق بالنسبة له قال الفنان البرازيلي: هذه ليست زيارتي الأولى لدمشق وأتمنى أن لا تكون الأخيرة وأحببت أن أقدم شيئاً لهذه المدينة العظيمة لأنها بالنسبة لي هي الشمس التي تقدم الكثير للعالم وهذا المعرض تحد لكل ما يجري في سورية فالناس في دمشق تستحق أن ترى الفنون والثقافات الأخرى وتحيا بروح جديدة من الفن”.

وأشار الفنان روبريتو إلى معرفته بالمبالغة التي تنتهجها وسائل الإعلام تجاه الأحداث في سورية كونها تحمل أجندات سياسية معينة لكنه تفاجأ إلى حد بعيد عندما جاء لدمشق وشاهد الواقع المعاكس تماماً لما تعرضه وسائل الإعلام.

وأوضح الفنان روبريتو أنه على اطلاع واسع بالفن التشكيلي السوري، مبينا أن هذا الفن معروف على مستوى العالم بشكل جيد جداً وأنه يمتلك أعمالا فنية للكثير من الفنانين السوريين القديرين .

من جهته قال القائم بأعمال السفارة البرازيلية بدمشق أكيليس زلوار نقدم جزءا من ثقافة البرازيل عبر لوحات الفنان روبريتو الذي يقدم أعمالا فنية من داخل ثقافة وحضارة الشعب البرازيلي والتي تعبر عنا، لافتا إلى أن السفارة أقامت احتفالا قبل يومين بالعيد الوطني للبرازيل رافقه عزف موسيقا سورية في دلالة على التمازج بين أجواء دمشق والثقافة
البرازيلية.

وأكد زلوار أن البرازيل تنظر لسورية والسوريين كجزء من عائلتها الكبيرة وأن الشعبين متداخلين مع وجود جالية سورية كبيرة في البرازيل مبينا أن السفارة البرازيلية في دمشق تعمل جاهدة لتقديم برامج ثقافية جديدة ونشاطات ثقافية خلال الفترة القادمة.

أما التشكيلي عمار حسن المنسق الإعلامي لصالة تجليات فقال: وجود معرض لفنان برازيلي اليوم في دمشق بعد خمسة أعوام من الأزمة في سورية يعتبر حدثا مهما وهو نشاط يكسر الحاجز الذي كان بين المشهد التشكيلي السوري والفن التشكيلي العالمي جراء الأزمة ويعتبر فرصة كي يطلع المشاهد السوري على الثقافة البرازيلية الفنية.

يشار إلى أن معرض روبيرتو في صالة تجليات مستمر لغاية 22 أيلول الجاري.