محليات

حي الغدير بطرطوس .. مياه “الصرف” تملأ أحد الأقبية والبلدية تتجاهل الرد!

ما زال موضوع النظافة يؤرق سكان محافظة طرطوس ومناطقها وحاراتها وأزقتها وحتى مفترق طرقاتها …! لكن إضافة إلى موضوع تراكم القمامة في حي الغدير الكائن في شارع الثورة مقابل الشركة الأهلية للنقل تتفاقم مشكلة الصرف الصحي لتزيد الطين بلة ” حسب تعبير الأهالي” وبمجرد وصولنا تهافت علينا أهل الحي لعرض شكواهم ومعاناتهم، لكنهم لم يسهبوا في الشرح ولن نطول في الكتابة لأن المشكلة وباختصار تتلخص في مشكلة صرف صحي في إحدى الأبنية تصب في ملجأ البناية وهو ملجأ كبير بمساحة 640 متر مربع يمتلأ كل يوم بمياه الصرف الصحي ما يؤدي إلى انتشار البرغش والحشرات والقوارض في المكان وحتى في شوارع الحي مما يولد خوفا كبيرا لدى الأهل من انتشار الأوبئة والأمراض كون المشكلة قائمة صيفا شتاء ومنذ عام 2006 لدرجة أن الأهل يعيشون في حالة أرق لجهة انتشار الأوبئة والأمراض وأيضا عدم النوم بسبب مهاجمة البرغش لهم ليلا والتخوف من ظهور حبة حلب التي تختفي من منطقة من أجسادهم لتظهر بمكان آخر …! ناهيك عن الروائح النتنة التي تنتشر في الحي المؤلف من ثماني بنايات و12 عائلة .
الحل إسعافي
الجدير ذكره أن البناء نظامي ومرخص /سند ملكية وسند طابو/ ورغم أن مياه الصرف الصحي “النتنة” تنسكب في ملجأ واحد إلا أن الضرر كبير ولأهل الحي عامة، يضيف الأهل: تقدمنا بأكثر من طلب لبلدية طرطوس موقعة من قبل سكان الحي وفي كل مرة نوعد بإيجاد حل قريبا، وتسجل العرائض بالديوان وتبقى في البلدية، ودائما يكون الحل إسعافي حيث يرسلوا عمال تنظف الملجأ وتشفط المياه وترش مواد كيميائية وبهذا تكون المشكلة قد حلت لأسبوع فقط ثم تعود وكأن شيئا لم يكن…! ملفتين إلى أن رئيس ديوان البلدية من الحي ذاته ومع هذا لم نتلق أي إجراء حاسم ..! ودائما حجة البلدية في ذلك أن الملك خاص ولا يحق لها أن تتدخل ..! ولفت السكان إلى رد مجلس المدينة : ” اذهبوا وبلطوا البحر أنتم وكل الصحافة “…!
المشكلة مضاعفة
كما عرض الأهل مشكلة أخرى تضاف لشكواهم وتضاعفها وهي مشلكة حديثة منذ شهر تقريبا حيث أن غطاء ريكار في الشارع المقابل في الحي يعوم ويطوف وتخرج مياه الصرف الصحي منه لتسرح في الشارع، كما أن مجرور الدولة يصب في القبو والبلدية ما زالت تعد بالحلول ليتفاقم الوضع كثيرا تزامنا مع وجود إهمال بالرش…!
وأضاف الأهالي: نهش البرغش أجساد أطفالنا لدرجة أنهم لا يستطيعون النوم، ومرارا نأخذهم لأطباء جلدية ليصفوا لنا مراهم لكن ما إن تصح حبة إلا ويظهر عوضا عنها ثلاثة…متسائلين إلى متى هذا الوضع ..؟؟ ولا سيما أننا نغلق النوافذ والأبواب ونحن في عز الصيف فلا منفذ وبالتالي لا نتيجة ..! هل باتت مشكلتنا كالسرطان ليس لها حل ..؟ مضيفين: نرش مواد ضد البرغش ليلا لنستطيع النوم ولو قليلا، لكن إحدى السيدات أصابها الربو من كثرة الرش وبقيت تتعالج منه لمدة عام، ناهيك عن غلاء دواء الرش الذي يسمم دمنا كل يوم، منوهين إلى قدوم موسم المدارس والشتاء البارد وعدم استطاعتهم تشغيل المكيف والمراوح على المولدات لتتضاعف المشكلة ويزداد العبء المادي على الأسر.
هروب مؤقت
يقول السيد أبو غانم وهو من سكان الحي: إن تأخرنا بسداد فواتير الماء والكهرباء تسرع البلدية وتتشاطر في نزع العداد ولكن إن طلبنا شيئا أو مطلبا يخص عامة الحي لا يهتموا ..عجبا..! رغم أن جميع أعضاء مجلس المدينة لديهم علم بالموضوع إلا أنهم نائمين عليه ..! وأضاف نزيه المولى: أصبحنا نهرب من منازلنا ونمضي أوقاتا عديدة خارج المنزل إلى القرية أو الأهل والأقارب.
وردا على سؤالنا الأهالي حول صعوبة تعاونهم لحل المشكلة المعضلة : أجابوا بالرد: لا نستطيع إصلاحه لأنه مكلف وبشفافية أكثر لا يوجد اتفاق وتعاون بين سكان البناء الذي تسرح منه مياه الصرف الصحي في الملجأ، وارتأوا أن تضع الجهات الحكومية المعنية حدا للسكان والمشكلة ..!
والملاحظ والمشاهد لدى جولة “البعث ميديا” في المكان تصدع واهتراء أساسات أحد الأبنية بسبب فيضان مياه الصرف الصحي وتجمعها في المكان ” الملجأ” وتساءل الأهل : إن هبط البناء من يستطيع أن يشتري منزلا بهذا الظرف الصعب ..!؟
وعود كاذبة
طلال سليمان أحد ساكني الحل أفادنا بأن لجنة تضم عدة أشخاص من الصرف الصحي والبلدية قدمت إلى المكان الشهر الماضي وقامت بمعاينة الوضع ووضع خطة تصورية لحل المشكلة بشكل كامل ووعدنا أن يبدؤوا العمل خلال أيام قليلة بعد أن يضعوا تكلفة إصلاح المجرور على صحيفة العقار …وبعد انتظار أياما عديدة لم نر أحدا وكأن شيئا لم يكن، وما زال كل شيء على حاله …!؟
البلدية مطنشة
وبدورنا حملنا الشكوى للتحقيق بها والتقينا المهندس مظهر حسن مدير مجلس مدينة طرطوس فلم يعطينا تصريحا شفهيا وطلب منا التريث لإرسال إجابتهم مكتوبة للصحافة عبر الفاكس … ومن جهتنا انتظرنا أكثر من أسبوع تخللها عدة اتصالات إلى مكتب المهندس مظهر لكن وعدنا مرتين وبعدها لم نتلق ردا صحفيا ولا حتى هاتفيا ” طنش مكالمتنا ” ..!!
بالمحصلة
وبدورنا نقول إن كان رد البلدية صحيحا في أنه لا يحق لها أن تتدخل كون الملك خاص ..؟ كيف تدخلت بحل إسعافي عندما أرسلت عمال النظافة لشفط الملجأ ورش المواد الكيميائية ..؟؟ وكيف تعد الأهالي بالرد ..!؟
وإن كان هذا الموضوع يقع على عاتق سكان البناء نفسه فيجب على مجلس المدينة”بعد مضي عشر سنوات” معالجة المشكلة بشكل جذري لأن الضرر ينتاب أهالي حي بالكامل… فهل ستفعل أم ستغفل …؟؟

البعث ميديا || طرطوس – دارين محمود حسن