الشريط الاخباريسلايدسورية

الرئيس الأسد: الحكومات الأوروبية تدعم الإرهابيين وتعمل ضد مصالح شعوبها

أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن على المسؤولين الأوروبيين أن يتوقفوا عن دعم الإرهابيين وأن يرفعوا الحصار الذي دفع العديد من السوريين إلى الذهاب إلى أوروبا وليس فقط بسبب الإرهاب.

وقال الرئيس الأسد في تصريح لصحيفة “إيل جورنالي” الإيطالية: أنا واثق أنه بعد الحرب سيعود أغلبية السوريين إلى سورية التي ستشهد إعادة ولادة طبيعية من جديد لافتاً إلى أنه عند عدم وجود الإرهاب فإن المجتمع السوري سيكون أقوى بكثير من المجتمع الذي عرفناه قبل الحرب بفضل الدرس الذي تعلمناه.

وفيما يلي النص الكامل للتصريح:

الرئيس الأسد:

ما القناة التي تعمل فيها؟

الصحفي:

أعمل لصالح صحيفة إيل جورنالي.

الرئيس الأسد:

أهلاً بك.

السؤال الأول:

لقد قدم العديد من السوريين إلى أوروبا بسبب الحرب، بعد تحرير حلب يبدو أن الحرب ستنتهي، ما الذي تريد قوله للأشخاص الذين هربوا من وطنهم؟

الرئيس الأسد:

إذا سألتني، ما الذي يريدونه، فسأقول لك كسوري، وهم مواطنون سوريون مثلي، إنهم يريدون العودة إلى بلدهم، لأن كل شخص يرغب بالعودة إلى وطنه، لكنهم بحاجة لأمرين، إنهم بحاجة للاستقرار والأمن، وفي الوقت نفسه هم بحاجة لتأمين الاحتياجات الرئيسية اللازمة لمعيشتهم والتي خسرها الكثيرون منهم بسبب الحرب، في تلك الحالة، لا أستطيع أن أقول إني أدعوهم إلى العودة إلى سورية لأن هذا بلدهم ولا يحتاجون إلى دعوة للعودة، لكن ما أريد أن أقوله في هذه الحالة موجه للمسؤولين الأوروبيين الذين خلقوا هذه المشكلة بدعمهم المباشر أو غير المباشر للإرهاب في بلدنا، وهم الذين تسببوا في هذا الطوفان من السوريين الذاهبين إلى أوروبا، بينما يقولون في الوقت نفسه: “نحن ندعمهم من منظور إنساني”، إنهم ليسوا بحاجة لدعمكم في بلادكم، بل هم بحاجة لدعمكم في بلدنا، عليهم أن يتوقفوا عن دعم الإرهابيين وأن يرفعوا الحصار الذي دفع العديد من السوريين إلى الذهاب إلى أوروبا بسبب الحصار وليس فقط بسبب الإرهاب، فبسبب الحصار، لم يعد بوسعهم العيش في بلدهم.

السؤال الثاني:

شكراً لكم، العديد من المحللين السياسيين يعتقدون أن معارضة سورية لمد خط الأنابيب الذي اقترحته قطر قد يكون أحد أسباب اندلاع الحرب عام 2011 ما أهمية قولكم” لا “لقطر في بداية الحرب؟

الرئيس الأسد:

إنه أحد العوامل المهمة لكنه لم يعرض علينا بشكل علني، لكني أعتقد أنه كان مخططاً له، كان هناك خطان سيعبران سورية، أحدهما من الشمال إلى الجنوب يتعلق بقطر، كما ذكرت، والثاني من الشرق إلى الغرب إلى البحر المتوسط يعبر العراق من إيران، حينذاك، كنا نعتزم مد ذلك الخط من الشرق إلى الغرب، وأعتقد أن هناك العديد من الدول التي كانت تعارض سياسة سورية لم ترغب بأن تصبح سورية مركزاً للطاقة، سواء كانت كهربائية أو نفطية، أو حتى أن تصبح نقطة تقاطع للسكك الحديدية، وما إلى ذلك، هذا أحد العوامل، لكن الخط المتجه من الشمال إلى الجنوب وعلاقته بقطر لم يطرح علينا بشكل مباشر.

السؤال الثالث:

الإرهاب تهديد عالمي، في الأسبوع الماضي، تعرضت ألمانيا لهجوم من قبل “داعش”، هل تقدم الحكومة السورية المساعدة لأوروبا في محاربة الإرهاب؟

وإذا كانت تفعل، كيف تقومون بذلك؟

الرئيس الأسد:

الأمر بسيط وواضح، أقول إني أستطيع مساعدتك إذا أردت أن تساعد نفسك، لكن إذا لم تكن ترغب بمساعدة نفسك، فكيف أستطيع أن أساعدك؟ المشكلة مع الأوروبيين هي أنهم لا يريدون مساعدة أنفسهم، المسؤولون والحكومات الأوروبية يعملون ضد مصالحهم، إنهم يعملون ضد مصلحة شعوبهم، إنهم يدعمون الإرهابيين، وإذا كانوا يدعمون الإرهابيين في منطقتنا، فكيف يمكن أن أساعدهم كيلا تحدث هجمات إرهابية في أوروبا، لا أستطيع، إذا لم يكن لديك سياسة جيدة قبل اللجوء إلى الاستخبارات، لا تستطيع تحقيق أي نتيجة، سواءً من خلال الاستخبارات أو الجيش أو أي طريقة أخرى، السياسة هي المظلة، والسياسة في أوروبا تدعم أولئك الإرهابيين، عندما يغيرون سياستهم، سنكون مستعدين لمساعدتهم.

السؤال الرابع:

السؤال الأخير، سيادة الرئيس لقد عانى المسيحيون كثيراً بسبب الحرب، ما الدور الذي يلعبونه في مساعدة سورية اليوم؟

الرئيس الأسد:

إذا نظرت إلى سورية، ليس اليوم، وليس خلال السنوات القليلة الماضية، بل خلال القرون الماضية، تجد أنها كانت دائماً متنوعة، وكانت بوتقة انصهار للأديان، والطوائف، والإثنيات المختلفة، لدينا طيف واسع من التنوع، ومن دون هذا الطيف الواسع من التنوع لن يكون هناك سورية، بصرف النظر عن الاسم، وبصرف النظر عن الحدود السياسية، أنا أتحدث عن سورية كمجتمع، كما كانت قبل الحرب، بسبب هذه الحرب، حدثت العديد من التغيرات الديموغرافية، سواء بسبب نزوح الناس داخلياً أو هجرتهم خارجياً،  انطباعي، وأنا واثق من ذلك، هو أنه بعد الحرب ستعود أغلبية السوريين إلى سورية، وهكذا يمكن القول إن سورية ستشهد إعادة ولادة طبيعية من جديد، إذا شئت، لأنها لم تتلاش بعد، هذا أولاً، ثانياً، لقد قربت هذه الحرب العديد من السوريين من بعضهم البعض، لقد تعلموا الدرس، بل العديد من الدروس، أنهم إذا لم يقبلوا بعضهم بعضاً، وإذا لم نحترم بعضنا بعضاً “على كل المستويات” فلا يمكن أن يكون لدينا مجتمع موحد، من دون هذا المجتمع الموحد، لا يمكن لسورية أن تنبعث من جديد، ولذلك أعتقد أنه لا يمكن فقط التحدث عن انبعاث سورية من جديد، بل أستطيع أن أشعر أنه عند عدم وجود الإرهاب، فإن المجتمع سيكون أقوى بكثير من المجتمع الذي عرفناه قبل الحرب، بفضل الدرس الذي تعلمناه.

الصحفي:

شكراً سيادة الرئيس.

الرئيس الأسد:

شكراً لك.