ثقافة وفنسلايد

التجربة الأولى من نوعها.. “نبض القلمون، مشاهد منسية من النبك التراثية”

لتراث هو ثروة تجارب حياتية فكرية و عاطفية يورثها الأجداد للأبناء والأحفاد، وتكمن أهمية التراث في المقام الأول بأنه هو الذي يعطي لشعب من الشعوب هويته الخاصة التي تميزه عن الشعوب الأخرى.

وإيماناً منهم بأهمية توثيق تراث مدينتهم قامت مجموعة من الشبان السوريين من مدينة البنك بتوثيق تاريخ مدينة النبك سمعياً وبصرياً عبر فيلم “نبض القلمون، مشاهد منسية من النبك التراثية”.

تقول مشرفة الفيلم ياسمين العينية “للبعث ميديا”: يعد الفيلم التجربة الأولى من نوعها لكون النبك تفتقر للمراجع التاريخية الموثقة التي تثبت نشأتها وتاريخها بشكل دقيق”، ومن الجدير بالذكر أن اسم مدينة النبك ذكرها كثير من الرحالة والجغرافيين العرب والأجانب خلال رحلاتهم أمثال الشيخ عبد الغني النابلسي و ياقوت الحموي وبطليموس وغيرهم.

وتضيف الغينية: مما روي عن بعض الباحثيين أن المتحف البريطاني يوجد لديه مخطوط سرياني من عهد الملك الحارث بن المنذر مؤرخ في العام خمسمائة وستة وثمانون، ولكن لم نحصل على نسخة منه لهذا اليوم، وقد دأب أبناء مدينة النبك بالكتابة عن تاريخ مدينتهم وتوثيق تراثها أمثال السيد يوسف موسى خنشت، الدكتور خالد الطبجي، والأستاذ موفق بحبوح، واعتمدنا هذه المرة على التوثيق السمعي البصري ليكون أكثر تأثيراً على المشاهد، وذلك حتى تكون حملة تعريفية بالمناطق السورية لتنشيط السياحة الداخلية، ونأمل أن تمتد هذه الحملة إلى باقي المحافظات السورية.

وعن تفاصيل انجاز الفيلم تقول العينية: فكرة الفيلم انطلقت عندما طُلب من طلاب معهد الشام العالي (جامعة بلاد الشام الخاصة الآن) تنفيذ مشروع تخرج لقسم التاريخ حيث أنه لا يوجد وثائق كثيرة تثبت تاريخ مدينة النبك وكما هو معروف مشروع التخرج مدته 15 دقيقة ويكون مختصر، حيث طلب الطالب محمد النفوري وأصدقائه المساعدة مني كناشطة مدنية وإعلامية وكنت قد بدأت بترخيص جمعية النبك للتراث والسياحة والثقافة عام 2015 – 2016 و لم احصل على الترخيص حتى الآن، وكوني مهمتة بتراث وتاريخ المنطقة، قررنا تمديد مدة الفيلم لتكون 55 دقيقة لتشمل كل معالم النبك العتيقة منها “دير مار موسى الحبشي – سرايا النبك – كنيسة الوردية المقدسة – جامع سنان باشا في النبك – مشفى القلمون ( الدنماركي سابقاً)”.

وتشير العينية إلى انه يتخلل الفيلم لقاءات وتوثيق شفهي من شخصيات مهتمة وباحثة ودارسة في تراث مدينة النبك وعاصرت هذه الفترات، كما تم استشارة إعلاميين ومخرجيين ليكون العمل ع أكمل وجه، منوهة إلى انهم تلقوا تشجيعاً كبيراً من قبل وزارة الإعلام.

وأعربت العينية عن أملها بأن يكون الفيلم بداية للقيام بحملة تعريفية بالمناطق السورية لتنشيط السياحة الداخلية خاصة أن وزارة الإعلام شجعت الفكرة وطلبت تعميمها على باقي المحافظات وخصوصاً خلال الأزمة التي تمر بها سورية.

وختمت العينية حديثها للبعث ميديا: لأن النبك تستحق منا الكثير، ولأن تاريخها هو الذهب العتيق، كان هذا الفيلم عنوان بحث كبير على أمل أن يكون مشروع وطن.

البعث ميديا – ميس خليل