محليات

اتفاق الأخوة بين البلدات الأربعة.. رؤية أهلية سورية

 

بعد الخطوة التي بادرت بها مجموعة من الشخصيات المحلية في بلدات “بقين، مضايا، الزبداني، كفريا والفوعة” والتي أفضت إلى إطلاق مبادرة مدنية تعنى بملف البلدات العالق منذ ما يقارب العامين، حملت عنوان “اتفاق الأخوة بين البلدان الأربعة” من خلال وضع ورقة عمل تضم مجموعة من النقاط الهادفة لإيجاد حل نهائي يفضي إلى خلاص المدنيين وطي صفحة هذه المأساة الإنسانية، بأيد سورية خالصة وبعيداً عن تدخل أي طرف خارجي.

حاولنا رصد ردود الأفعال التي حدثت تجاه المبادرة التي وقعت في العاشر من الشهر الجاري ومعرفة أين أصبح “اتفاق الأخوة بين البلدات الأربع”؟.

فبحسب جميل يوسف رئيس لجنة المصالحة الوطنية في منطقة الزبداني فإن المبادرة ذاهبة بالاتجاه الصحيح وهي تلقى الدعم من العديد من الأطراف المعنية بالملف، كما أن للمبادرة صدى شعبي كبير جداً تخطى حدود التوقع فالتفاعل كبير جداً بحسب تعبير الأستاذ جميل.

وتابع يوسف لقد تم التوصل إلى مقترح الحل المقدم انطلاقاً من مبدأين رئيسيين وهما: “نبذ العنف ومناشدة جميع الجهات القادرة للعمل على تثبيت وقف شامل وكامل لإطلاق النار في البلدات الأربع”، وثانياً “اعتماد مبدأ الشفافية والصدق بالعمل بناء على أن جميع المدنيين في البلدات الأربعة هم أخوة سوريون لهم الحق في الحياة الكريمة والآمنة وفق مبدأ التساوي بالحقوق والواجبات”.

وبناء عليه تم الاتفاق بين اللجان المعنية على النقاط التالية: إخراج الحالات الخطرة من جرحى ومرضى بدون النظر للعدد أو التبادل لأن جميع المواطنين هم سوريون لهم الحق بالحياة والعلاج. وتأمين طريق آمن للمدنيين من أطفال ونساء وكبار سن (فوق الستين) للدخول والخروج من وإلى كل المناطق الأربعة وفق آلية يتم الاتفاق عليها لاحقاً. ومن ثم إدخال المساعدات الأممية بشكل شهري ومنتظم وبكميات متساوية لتقارب الأعداد بين المنطقتين.

وإدخال مشفى ميداني وكوادر طبية متخصصة وعيادات متنقلة حسب الحاجة لتوفير الرعاية الصحية إلى المنطقتين. وأخيراً تأمين احتياجات المنطقتين من المواد الغذائية والحياتية المتنوعة بشكلٍ متساوٍ من حيث الكم والنوع مع مراعاة الاحتياجات الخاصة لكل منطقة بالإضافة لما يتم الاتفاق عليه بين اللجنتين من أمور إنسانية مستجدة ولم يرد ذكرها بما لا يتعارض مع القوانين والأنظمة في الجمهورية العربية السورية.

من جهته أكد بلال ديب وهو أحد أعضاء اللجنة الممثلين عن بلدات “بقين، مضايا، الزبداني” إن هذه الورقة التي تم التوصل إليها بعد سلسلة من اللقاءات بين اللجان الممثلة لـ”جزء كبير” من أهالي البلدات المذكورة جاءت كمحاولة لخلق بديل مناسب لجميع اﻷطراف عن اتفاقات التسوية السابقة والتي أثبت فشلها وعدم قدرتها على إنهاء المعاناة القائمة.

وبحسب ديب الهدف النهائي لأي عمل نقوم به أو نسعى فيه هو إنهاء الأزمة بشكل نهائي من خلال فتح جميع الطرقات وتخفيف معاناة المدنيين وإيقاف أي عمليات عسكرية سواء كان السبيل إلى ذلك بالتسوية والمصالحة أو بإخلاء من لا يرغب بذلك طوعاً بمحض إرادته.

مشيراً إلى أن النقاط التي تم الاتفاق عليها في اتفاق الأخوة بالتشاور مع مكتب المبعوث اﻷممي الخاص إلى سورية ومنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سورية، علي الزعتري ومنظمة الـOHA اﻷممية، ستكون بمثابة مقدمة للتوصل إلى حل نهائي يرضي جميع اﻷطراف.

لافتاً إلى أن هذه الورقة تم إرسالها إلى كافة الجهات واﻷطراف المعنية بملف البلدات المذكورة، بما فيها الدولية بهدف الضغط على المجموعات المسلحة المحاصرة لكفريا والفوعة لإعادة تحريك الملف كمقدمة لإيجاد حل نهائي، مشيراً إلى أن اللجان المشكلة تعمل بشكل دائم على التواصل مع كافة الجهات المعنية بالملف لتذليل كل الصعوبات التي تعترض البلدات المذكورة، في ملف لطالما كان واحداً من أبرز النقاط المطروحة للنقاش خلال اﻷزمة السورية.

خاص البعث ميديا