ثقافة وفن

حفل ” نجوم درامانا2 ” : الدراما السورية غنية بالمواهب وهي سباق تتابع يسلم كل جيل رسالته للجيل الذي يليه

تكريم الفنانين السوريين ليس ظاهرة جديدة في سورية ولكنه أخذ في زمن الحرب الإرهابية شكلا جديدا عندما توجه للدماء الشابة وزاوجها بالجيل الأكبر في صورة تعكس تنوع الدراما السورية وغناها كما في مسابقة ” نجوم درامانا2 ” التي تنظمها قناة سورية دراما للموسم الثاني على التوالي.

وشهد حفل تكريم الفائزين بمسابقة نجوم درامانا2 الذي استضافه فندق داما روز بالأمس تكريم الجيل المؤسس للدراما السورية مثل الفنان الكبير دريد لحام والجيل الثاني كالفنانين أيمن زيدان وسلوم حداد إضافة للفنانين الشباب الذين لمع نجمهم خلال سنوات الحرب على سورية وشريحة واسعة من كل مكونات العمل الدرامي في الكتابة والموسيقا والتصوير والإضاءة وغيرها.

وقالت مديرة قناة سورية دراما رائدة وقاف في تصريح لها : إن  مسابقة نجوم درامانا في موسمها الثاني تطوير للدورة الأولى عبر مشاركة عدد من الراعين الإعلانيين لتأخذ شكلا خاصا بها إضافة للجنة تحكيم متخصصة قدمت رأيا نوعيا ومنحت جوائز لمسلسلات في العديد من التخصصات. إضافة لجوائز تصويت الجمهور. معتبرة أن المسابقة مساهمة بتسليط الضوء على المسلسل المبدع وتأكيد حقيقة أن الدراما السورية تعكس حكاية هذا الوطن وصمود شعبه بوجه الحرب التي تستهدفه بكل مكوناته التي تعد الدراما من احدها.

بدوره قال الفنان المخرج أيمن زيدان في تصريح مماثل : ” الفنانون الشباب هم رهاننا الوحيد على المستقبل سواء استطاعوا تحقيق ذلك أو لا وثقتنا بهم عالية لتوفر ظروف موضوعية ووجود تربة صالحة لتنتج عطاءهم. معتبرا أن الشباب السوري متنور وطموح كما كان جيله في يوم من الأيام وأن الفن السوري هو سباق تتابع يسلم فيها كل جيل رسالته للجيل الذي يليه المشوار. مؤكدا في الوقت نفسه ان الشباب خياره الفني وإيمانه بهم جزء من عقيدة فنية راسخة.

واعتبر الفنان الشاب فاتح سليمان أن الدراما السورية خلال الأزمة تعرضت لنكسة ولكنها بعد مضي أكثر من ست سنوات من عمر الحرب الإرهابية أثبتت أنها لا تزال موجودة وتقدم أعمالا لافتة ما يشير إلى أنها بخير. لافتا إلى أن كل زمن يقتضي بزوغ نجوم وأسماء من باب أن لكل مجتهد نصيبا على حد قوله.

الفنانة سوسن ميخائيل وجدت في الحفل فرصة للقاء فنانين سوريين من مختلف الأجيال ومبادرة ضرورية في ظل الأزمة التي تمر بها سورية كتأكيد أن الدراما السورية ولادة بالمواهب التي تعوض غياب البعض منتقدة تغييب الجيل الوسط من ظاهرة التكريم التي غالبا ما تركز على جيل الرواد والشباب رغم أن جيلها لديه في حصيلته العديد من الأعمال المهمة في تاريخ الدراما.

 

ويرى الفنان الشاب باسل خليل أن التكريم بمثابة جائزة على كل الأعمال التي قدمها الفنانون الشباب خلال شهر رمضان الفائت والتي سعوا عبرها لسد الثغرة التي تركها غياب عدد من الفنانين كما أنه دفعة معنوية لنا للاستمرار وتقديم المزيد معتبرا أن ” الفنانين الشباب أصبحوا بالتدريج عماد الدراما السورية ويصنعون لأنفسهم خطهم المستقل ويثبتون مكانتهم التي يصعب إزاحتهم عنها”.

وتطرقت الفنانة الشابة أريج خضور إلى أن التكريم في ظل هذه الظروف يكتسب أهمية كبيرة بان الجهد الذي يبذله الفنان يجد صداه وأثره في وطنه ويحصل على التقدير كما أن التكريم برأيها يخلق تنافسا كبيرا لدى الشباب ويساعد على ظهور نجوم جديدة ويثبت أن الدراما السورية مبدعة رغم ما تتعرض له البلاد من حرب.

المخرج السينمائي الشاب المهند كلثوم وصف الحفل بأنه اجتماع للعائلة السورية بعد أكثر من ست سنوات من الحرب الإرهابية وتظاهرة تصور استمرار السوريين في ممارسة حياتهم اليومية في كل المفاصل مؤكدا أن الفنانين والفنانات في سورية يعملون على الدفاع عن الهوية الثقافية السورية.

تواجد جيل الفنانين الشباب مع رموز الفن في سورية بحسب تعبير الفنانة الشابة حلا العضم هو بحد ذاته تكريم لهذا الجيل لافتة في الوقت نفسه إلى أن الدراما السورية تحتاج الى الشباب كما تحتاج للجيل القديم لأنها طبيعة الحياة وحقيقة استمرار دوران عجلة الدراما مع كل جيل.

وتحدثت الفنانة الشابة عهد ديب عن أهمية حفل التكريم بأنه تأكيد للجميع على ان الدراما السورية مستمرة رغم كل ما تتعرض له البلاد وتقدم نتاجا مهما يرفع اسم سورية على الساحة الفنية التي اعتبرتها تتسع للكل رغم ما شهدته من غياب لبعض الأسماء والذي سمح لفنانين من الجيل الجديد أن يثبتوا وجودهم ولا سيما لمن يمتلك الصدق والموهبة الفنية أما من لا يحقق هذه الشروط فهو بحسب رأيها سوف يخرج من هذه الساحة.

الموسيقي طاهر ماملي رأى أن جوائز التكريم تعني أن ما نقدمه يحظى بالإعجاب ويصل إلى الجمهور ويتصدى لكل من يحاول أن يأخذ الثقافة السورية إلى اتجاهات بعيدة عن هويتها الحقيقية وحافز لكي يعود المسلسل السوري لمستواه المعهود معربا عن تخوفه من ” أن تعطي الجوائز ثقة أكبر للمكرم وتحد من طموحه للعمل نحو الأفضل”.

وأشار ماملي إلى أن عمل الموسيقا في الدراما أسهم في انتشار الأعمال الموسيقية وساعد الموسيقيين على تخطي آلية السوق وتأثيرها عليهم وأتاح لهم مساحة للتجريب وتقديم أعمال لها مقولات تخضع للشروط الفنية لا التجارية داعيا جميع العاملين في الدراما للحفاظ على السوية لأن الارتقاء بالفن وتحصينه من الانزلاق مسؤولية وطنية