ثقافة وفن

عمر أبو ريشة.. شاعر الكبرياء والصورة”ضيف” الندوة الشهرية لوزارة الثقافة

“عمر أبو ريشة… شاعر الكبرياء والصورة” عنوان الندوة التي أقامتها وزارة الثقافة ضمن سلسلة الندوات الفكرية التي تقيمها شهريا وتحفل بالشخصيات السورية المبدعة في مختلف مجالات الفكر والأدب.
تضمن برنامج الندوة التي أقيمت في قاعة المحاضرات بمكتبة الأسد الوطنية بدمشق وأدارها الدكتور اسماعيل مروة ثلاثة محاور الأول “الصورة الفنية في شعر عمر أبو ريشة” تحدث عنه الدكتور محمود سالم والثاني “صورة المرأة في شعر عمر أبو ريشة” قدمه الدكتور غسان غنيم أما المحور الثالث فيحمل عنوان “عمر أبو ريشة.. رؤية الآخر والتقاطع معه” قدمه الدكتور ثائر زين الدين.
وأكد توفيق الإمام معاون وزير الثقافة أن الوزارة تقوم بتكريم القامات الأدبية والفكرية والفنية واسترجاع ذكرى هؤلاء المفكرين والأدباء والشاعر عمر أبو ريشة واحد منهم.
وبين الدكتور مروة في تقديمه للندوة أن أبو ريشة من مواليد منبج درس في مدارس حلب وتابع تعليمه في مدارس بيروت ثم انتقل إلى انكلترا حيث درس الكيمياء الصناعية. منوها بأنه يعد من أبرز الشعراء المعاصرين وسليل عائلة غالبية أفرادها يقولون الشعر. لافتا إلى قصائد أبو ريشة التي حفرت في الذاكرة مثل “عروس المجد” و”أمتي هل لك بين الأمم”.
وأشار مروة إلى أن تميز الشاعر جاء بما ملك من لغة وصورة ومن إحساس مرهف عال ما جعله من أعلى الشعراء قدرة على تقديم صورة شعرية مهمة كما امتلك في نفسه شخصيات منها الإباء والكبرياء والانتماء للوطن وكان متمسكاً بوطنه سورية إلى أقصى درجة وحمل شعره نكهة خاصة جعلته يقدم صورة شعرية مختزلة.
وأوضح مروة أن قارئ ديوان أبو ريشة قلما يعثر بين قصائده على مطولات لأنه لا يعتمد على عدد أبيات القصيدة وإنما يعتمد على الفكرة التي يريد أن يقولها. مؤكدا أن عشق الوطن تجلى في حياة أبو ريشة للحظة الأخيرة حيث أوصى وهو مقيم خارج الوطن أن يدفن في تراب الوطن فعاد ليوارى الثرى في مدينة حلب.
وقال الدكتور غنيم في مداخلته .. “الشاعر عمر أبو ريشة هو من الشعراء التقليديين الجدد الذين استطاعوا أن يزاوجوا بين حالة التقليدية التي تقوم على متانة ورصانة اللغة وبين الرقة في الألفاظ والعذوبة وتحديث الصورة الشعرية”.
أما المحور الذي ألقاه الدكتور ثائر زين الدين فتحدث فيه عن رؤية عمر أبو ريشة للآخر والتقاطع مع هذا الآخر ثقافياً وفنياً وفكرياً وقال : “أبو ريشة واحد من أهم الشعراء العرب وأهمية شعره تكمن في أنه استطاع أن يجدد في القصيدة الكلاسيكية نفسها على صعيد الصورة وعلى صعيد الموضوعات”.
وأضاف زين الدين “من يقرأ شعره يرى كيف أنه استطاع أن يعالج موضوعات جديدة كموضوعات الفن في الشعر والتشكيل فكتب /معبد كاجوراو/ وهو معبد في الهند وقصيدة /جان دارك/”.
واختتم الندوة الدكتور سالم الذي قال .. “الشاعر أبو ريشة جمع بين الأصالة والمعاصرة، فالأصالة بمعنى أنه تابع الشعراء الكبار كأبي تمام والبحتري وابن الرومي في طريقة وصفهم وأيضاً تأثر بشعراء الرومانسية حيث كان أدبهم سائداً في أيامه وتفرد عن باقي الشعراء بوصف الأوابد والآثار وبوصف الأعمال الفنية”.
حضر الندوة عدد من الأدباء والمفكرين والمهتمين بالشأن الثقافي.