دولي

أفلام صنعتها المخابرات الأمريكية المركزية..!!

وفقا لوثيقة جديدة تم الحصول عليها بموجب قانون حرية المعلومات فإن المخابرات الأمريكية المركزية والبنتاغون عملوا بلا كلل “خلف الكواليس” على ما يقارب أكثر من 800 فلم رئيسي وأكثر من 1000 عنوان تلفزيوني وهذا عدد كبير جدا.

حيث عرف الباحثون والعلماء والكتاب من مختلف المشارب أن الحكومة الأمريكية قد اخترقت صناعة السينما لسنوات، ولكن المحققين كانوا مصدومين لإدراكهم تماما أنه أكثر بكثير مما كانوا يعتقدون سابقا.

“سينما الأمن القومي” كشفت أن عشرات الأفلام والبرامج التلفزيونية كانت مدعومة ومتأثرة بوكالة المخابرات المركزية والبنتاغون، ومن هذه الأفلام “المتحولين” و”جيمس بوند”، إضافة لبرامج تلفزيونية مثل برنامج “المواهب الأمريكية” و”أوبرا”، والعديد من الأفلام الوثائقية على قناة “بي بي سي”.

عندما يطلب الكاتب أو المنتج من البنتاغون الإذن في الحصول على المعدات العسكرية لتساعدهم في إخراج فيلمهم، عندها يتوجب عليه تقديم نصه إلى مكاتب الاتصال الترفيهية بغية فحصه.. الرجل الذي له الكلمة النهائية في هذا المجال هو فيل ستروب “المسؤول عن الاتصالات مع هوليود في وزارة الدفاع” إذا كان هناك شخصيات أو عمل أو حوار لا توافق عليه وزارة الدفاع يتعين على صانع الفيلم إجراء تغييرات لاستيعاب مطالب الجيش، وإذا رفضوا عندئذ يقوم البنتاغون بحزم “ألعابه” والعودة للمنزل، ومن أجل الحصول على تعاون كامل، يتعين على المنتجين توقيع عقود -اتفاقيات مساعدة الإنتاج- والتي في دورها تمنعهم من استخدام نسخة للسيناريو معتمدة من قبل الجيش.

والسؤال الأهم لماذا يستخدم البنتاغون ووكالة المخابرات المركزية الفيلم للتأثير على الجماهير؟.. ببساطة الفكرة في استخدام السينما هي بهدف إلقاء اللوم ،بالنسبة للمشاكل، على وكلاء الجهات “المارقة” المعزولة أو ما يسمى “التفاح السيئ”، وبالتالي تجنب أي مفهوم للمسؤولية النظامية المؤسسية أو الجنائية التي يمكن أن تلقى على الحكومة الأميركية، وعند التساؤل عن الضحايا في كل هذه الأفلام؟ ومن هم الإرهابيون؟ الإجابة ببساطة هم الفلسطينيون والعرب.

في الحقيقة أن أفلام مثل “الرجل الحديدي” هي عبارة عن جزء من مفهوم يهودي يعرف باسم “غولم”، وبحسب الفولكلور اليهودي فإن “غولم” هو عبارة عن وحش مهمته الأساسية ضرب جميع الأعداء المتصورين للشعب اليهودي، ووفقا للأسطورة فقد تم اختراع هذا الوحش الأكثر شهرة في القرن 16 والغرض الصريح منه هو حماية اليهود من مخاطر التهديد، حيث يملك الفولكلور اليهودي العديد من القصص عن “غولم”، كما يوجد العديد من الأعمال الأدبية الحديثة التي كتبت عن هذا الموضوع.

وبهذا السياق، يخبرنا الأستاذ اليهودي ألون راب أن “غولم” لم يفشل أبدا في إنقاذ شعبه عندما كان الخطر مترصد بهم مقاتلا الجميع من ياسر عرفات إلى غزاة الفضاء، وقد شجع فرانك ميلر وكتّاب الكتاب الهزلي لإثارة أي شيء يعتبرونه تهديدا للشعب اليهودي، ففكرة “غولم” يقصد منها نشر الخراب على جميع الأعداء.

ويرى فرانك ميلر في الإسلام تهديدا للغرب ويعتقد أن استخدام مهاراته التصويرية للسخرية من الإسلام هو الشيء المناسب، لكن ماذا لو تعامل الناس مع اليهودية والتلمود بنفس الطريقة؟ هل سوف يشعر ميلر بأنه أكثر “شهامة” عندئذ، وإن كان لا يتفق مع التعاليم التلمودية لماذا لا يكرس قدرا متساويا من الوقت للسخرية من الأيديولوجية التلمودية؟ الحقيقة ببساطة هي أن عمل ميلر مثل عمل ستان لي وبوب كين وجو شوستر وآخرين، هو أساسا “تلمودي”.

تفاني ميلر في التخلص من أي شيء يعتبره تهديدا أساسيا لنظرته التلمودية، يكشف من خلال عمله وخاصة في روايته الرسومية “مدينة الخطيئة” التي عرضت في السينما عام 2005 بالتعاون مع روبرت رودريجيز وكوينتين تارانتينو، فكل من الكتاب والفيلم محمل بالعري والمواد الإباحية والعنف المتفشي، حيث يتحدث ميلر عن “صراع الحضارة” وكيف يجب أن يكون الأبطال الخارقين في الأمام دائما، وأنه يجب استخدام وسائل الإعلام لنشر مثل هذه الأفكار.

ما يقوله ميلر ضمنيا هو أن الكتب الهزلية هي أسلحة يمكن استخدامها لمهاجمة النظام الأخلاقي للخصم، إذ إنه يستخدمها لفترة طويلة جدا، وكان ميلر قد أصدر دعوة إلى إخوته وزملائه الكتاب قائلا “دعونا نحيي تقاليدنا ونعود إلى العمل”.

لدى ميلر كتاب هزلي متوقع صدوره في أيلول بعنوان “الليلة المظلمة”، ويبدو أن ميلر لم يتمكن من شطب فكرة “العرق” من ذهنه، فهذا الموضوع كان محور التركيز في التعاليم التلمودية لعدة قرون، ويصف ميلر  كتابه المصور الجديد “الإرهاب المقدس”: باتمان! كجزء من الدعاية، فبالنسبة إلى ميلر فإن الأفكار الثورية تؤدي إلى روايات مصورة والروايات المصورة تؤدي لأفلام والأفلام تؤدي إلى الدعاية والدعاية تؤدي إلى إضعاف النظام الأخلاقي والاجتماعي، وكما قال إيلي روث عنه في وقت سابق “أن أفلامه سوف تلتهم جيل كامل”.

البعث ميديا  || ترجمة: رشا محمد