دولي

ترامب يخلف بوعده في حماية أطفال برنامج “الحالم”

لم يملك الرئيس الأمريكي ترامب الشجاعة لإنهاء برنامج” داكا”, وبدلا من ذلك اختبأ في الظلال وأرسل محاميه العام (جيف سيسيونس) لإخبار البلاد أن  800.000من المهاجرين الشباب غير الشرعيين الذين جلبوا إلى أمريكا كأطفال, لم تعد الإدارة تحميهم من الترحيل. وفي خطاب قصير وخادع  للسيد سيسيونس (المعروف بمعاداته لفكرة الهجرة منذ زمن طويل) قال: “إن البرنامج الذي وضعه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عام 2012 من أجل العمل المؤجل للمهاجرين القادمين بعمر الطفولة (أو بما يعرف باسم داكا), كان سياسة غير قانونية أسفرت عن عواقب إنسانية فظيعة, ونفت فرص العمل لمئات الآلاف من المواطنين الأمريكيين”. هذا وقد ردد الرئيس الأمريكي ترامب هذه الادعاءات في بيان أصدره البيت الأبيض, حيث ادعى سيسيونس أن برنامج “داكا” هو ممارسة غير دستورية للسلطة, وان الفشل في تطبيق القوانين في الماضي جعل أمريكا معرضة لخطر الجريمة والعنف والإرهاب .

في حين لا يشكل المستفيدون من البرنامج أي تهديد للسلامة العامة أو الأمن القومي, لكن يجب أن يكون لديهم سجل نظيف ليكونوا مؤهلين في المقام الأول. هؤلاء المهاجرين لا يحصلون على وضع قانوني في هذا البلد إلا لمدة سنتين قابلة للتجديد بالنسبة  للترحيل إلى جانب تصريح عمل والأهلية للحصول على مزايا حكومية أخر, كما أنهم لا يأخذون وظائف من الأميركيين المولودين في الولايات المتحدة.

أما بالنسبة لشرعية السياسة، فلا شك في أن للرئيس سلطة تحديد أولويات إنقاذ قوانين الهجرة. وقد فعلها رؤساء كل من الطرفين على مدى عقود. كما قام الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وذلك من خلال تركيزه على الناس مع سجلاتهم الجنائية وليس على أولئك الذين جلبوا إلى هذا البلد كأطفال. أما بالنسبة لمعظم هذه المجموعة الأخيرة فإن الولايات المتحدة هي المنزل الوحيد الذين عرفوه.  حوالي 9 من كل 10 أشخاص يعملون كدافعي ضرائب، ويمكن أن يؤدي ترحيلهم إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 400 بليون دولار على مدى العقد المقبل.

باختصار(داكا) هو حق أخلاقي، سليم قانونيا  بالإضافة إلى أنه سياسة ذكية ماليا. كما انه كان الخيار الإنساني الوحيد الذي اعتمده أوباما في مواجهة فشل الكونغرس في اجتياز أي إصلاح ذي مغزى للهجرة في العقدين الماضيين. وإذا كان كل ذلك غير كاف فانه لا تزال (داكا) تحظى بشعبية كبيرة بين الأميركيين من جميع المشارب السياسية, حيث أظهرت استطلاعات للرأي أن معدل التصويت بما يتعلق ببرنامج (داكا) يعادل ضعف نسبة الرئيس الأمريكي ترامب نفسه, حتى غرفة التجارة  اعتبرت قرار إنهاء (داكا) أمرا مخالفا للمبادئ الأمريكية الأساسية.

أخيرا لم يكن  ليعتبر قرار إنهاء (داكا) مصدر قلق لو  أن الكونغرس  قام بعمله وأقر قانون الحلم الذي من شأنه أن يوفر طريقا للمواطنة بالنسبة للأشخاص الذين جلبوا إلى هذا البلد كأطفال. وعلى الرغم من أن المعارضة من (الحزب الجمهوري) عرقلتها في كل منعطف، إلا أنها لا تزال نظريا على الطاولة. ولكن هناك القليل من الدلائل على أن المعتدلين الجمهوريين المتضائلين في الكونغرس لديهم المقدرة لمواجهة جوهر حزبهم.

وهنا نلاحظ الفرق بين سياسة الرئيس الأمريكي ترامب حين دعا الكونغرس للعمل ولكن لم يكن لديه الشجاعة ليقول ما يريد القيام به , على نقيض رغبات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بالدفاع عن سياسته التي كان لها دائما منتقدين. هذا وقد ذكر الرئيس الأمريكي السابق  باراك أوباما على حسابه الشخصي في الفيسبوك يوم الثلاثاء: “في نهاية المطاف، هذا يتعلق بالأخلاقيات الأساسية وان الأمر يتعلق بما اذا كنا شعب يركل آمال الشباب إلى خارج أمريكا، أو ما اذا كنا نعاملهم بالطريقة التي نريد أن يعامل بها أطفالنا”.

البعث ميديا || ترجمة: رشا محمد