ثقافة وفن

درعا تتغلب على الحرب وبدأ استعادة مشهدها الثقافي

يواصل فرع اتحاد الكتاب العرب في درعا مسيرته ونشاطاته الأدبية بالرغم من الظروف الاستثنائية التي مرت بها المحافظة جراء الحرب الإرهابية التي تشن على سورية واستطاع تجاوز آثارها ليعاود إلى شغل مركز الثقل في الحراك الأدبي والثقافي بالمحافظة.

يقول الشاعر ابراهيم عباس ياسين رئيس فرع اتحاد الكتاب في درعا في حوار مع سانا: “رغم ما خلفته الحرب على سورية من منعكسات على الفرع ظهرت في سفر أدباء أو انتقال آخرين إلى خارج المحافظة وتعرض مقر الفرع للتخريب ونهب الممتلكات سعى القائمون عليه إلى متابعة مسيرتهم في خدمة الأدب والثقافة والفن ضمن إمكانياتهم المتاحة فقاموا بإحياء العديد من النشاطات الأدبية والفكرية بالتعاون مع مؤسسات أخرى كمديرية الثقافة وكلية التربية الثالثة وفرع درعا لحزب البعث العربي الاشتراكي”.

ومن الفعاليات الثقافية التي عادت للحياة بحسب رئيس فرع اتحاد الكتاب مهرجان أبي تمام الشعري بعد توقف لنحو ست سنوات حاصدا نجاحا على صعيد الكم والنوع والحضور، معتبرا أن إقبال الجمهور على فعاليات المهرجان كان البوصلة التي أوضحت “معالم طريق استعادة المشهد الأدبي في درعا لألقه المعهود”.

ويشير ياسين إلى أن الفرع يكثف الاستعدادات حاليا لإطلاق مهرجان القصة القصيرة مع مطلع الشهر القادم على مسرح مديرية الثقافة في درعا وبالتعاون مع جمعية القصة والرواية في اتحاد الكتاب العرب.

الشاعر ياسين الذي بدأ بإصدار أولى أعماله سنة 1985 يؤكد أنه رغم فداحة الحرب على سورية بقيت القصيدة حاضرة على الدوام رغم أنها “بعض النتاجات التي لا ترقى إلى المستوى الإبداعي أو الفني المطلوب، إلا أنها حاولت ولا تزال أن تكون بمعزل عما يدور حولها من أهوال”.

ويعتقد ياسين أن المستقبل القريب سيشهد ولادة أعمال أدبية شعرية قصصية روائية كثيرة لأن مثل هذه الأعمال الإبداعية بحاجة إلى الحد الأدنى من الهدوء والاستقرار والتأمل.

ويؤكد مؤلف مجموعة أبجدية القلب أنه لم يكن خلال سنوات الحرب الإرهابية كشاعر بمعزل عن الأوضاع القاسية التي عاشتها البلاد حيث القت الحرب بظلالها القاتمة على مسيرته الشعرية وأعاقتها في أحايين كثيرة إلى حد التوقف عن الكتابة والنشر لكنه يعتبر أن إصداره لأكثر من عمل شعري خلال هذه السنوات أشبه ما يكون بالتحدي للظروف التي فرضتها الحرب على سورية عبر مجموعته الشعرية “مرايا النار والورد” الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق عام 2015 ومجموعة قصائد منثورة بعنوان “أنفاس الياسمينة” عن الهيئة العامة السورية للكتاب في العام 2016 كما يعمل حاليا على جمع بعض القصائد التي نشرت في أوقات سابقة ضمن مجموعة شعرية.

وحضرت المرأة بشكل لافت في معظم قصائد الشاعر ياسين حيث يرى بأنها ليست موضوعا هامشيا في الحياة والشعر لتشغل مساحات كبيرة من نتاجاته الشعرية على مختلف صورها وانموذجاتها، وما زالت تشكل عنده المدخل الأكثر رحابة إلى عالم الشعر.

يشار إلى أن الشاعر ابراهيم عباس ياسين حاصل على إجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق ودبلوم في التربية يكتب الشعر والمقال الصحفي والدراسات الأدبية والنقدية وهو عضو في جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب وعضو شرف في اتحاد الكتاب الجزائريين صدرت له منذ ثمانينيات القرن الماضي عدة أعمال شعرية منها أناشيد لامرأة اسمها العاصفة وشموس في المنفى وأبجدية القلب وكأنك أنثى النهار الأخير.

كما فاز بجوائز أدبية عدة منها جائزة مدحت عكاش وجائزة سعاد الصباح وجائزة ثقافة الطفل العربي في دولة الإمارات كرم من جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب عام 2007 لنتاجه الأدبي والإبداعي.