الشريط الاخباريسلايدسورية

المعلم: سورية تكتب الفصل الأخير من الأزمة.. والمعارك شارفت على الانتهاء

بين وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم في مقابلة لقناة روسيا أن من يراقب العمليات الميدانية للجيش العربي السوري وحلفائه يرى أنه تمكن خلال الأشهر الثلاثة الماضية من تحرير أكثر من 55% من مساحة الأرض السورية.

وأضاف المعلم أن هناك إجراءات على الأرض كفك الحصار عن دير الزور وقبلها تحرير تدمر والسخنة.. هذه المعارك المفصلية تعادل معركة تحرير حلب ولذلك أقول إن المعارك الرئيسية في سورية شارفت على الانتهاء وبالتالي نحن نكتب الفصل الأخير من الأزمة.

وبشأن الوجود الأمريكي على الأراضي السورية، ذكر المعلم “نحن سنطرق كل أبواب الدبلوماسية لأن الوجود الأمريكي في سورية غير شرعي ولم يأت بموافقة الحكومة السورية وعندما تعجز الدبلوماسية سننظر في الحلول الأخرى”

وفيما يتعلق باستفتاء انفصال كردستان شمال العراق وتداعياته أوضح المعلم “استفتاء الانفصال شيء مرفوض من قبلنا رفضا قاطعا.. نحن مع وحدة العراق.. بينما السوريون الأكراد يريدون شكلا من أشكال الإدارة الذاتية ضمن حدود الجمهورية العربية السورية.. هذا الموضوع قابل للتفاوض والحوار ونحن عندما ننتهي من القضاء على داعش يمكن أن نجلس مع أبنائنا الأكراد ونتفاهم على صيغة للمستقبل”.

وحول إمكانية تطبيق مناطق خفض التوتر في الشمال السوري أفاد المعلم بأنه “لكي نقيم مناطق لتخفيف التوتر نحتاج لموافقة عدة أطراف وليس فقط الحكومة السورية.. وهذا ناتج عن التدخل الخارجي بالأزمة في سورية.. لذلك لا أعتقد أن هذا متاح طالما أن الولايات المتحدة تدعم قوات “قسد”.. وأي إنسان عاقل يجب أن يقرأ تجارب الماضي، حيث كانت الولايات المتحدة تتخلى عن حلفائها لذلك آمل من أبنائنا الأكراد أن يفهموا هذه الدروس”.

وبخصوص الموقف التركي ووجوده كدولة ضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية، أكد الوزير المعلم أن “أي وجود أجنبي على الأرض السورية بدون موافقة الحكومة هو وجود غير شرعي وقد وافقنا على منطقة خفض التوتر في إدلب لكننا اعتبرنا ذلك اختبارا للنوايا التركية.. أنقرة ضامن للتنظيمات المسلحة فإذا ما نجح الاتفاق تكون تركيا قد بذلت جهدا لإقناع تلك الفصائل بالامتناع عن إطلاق النار وإلا فإنهم سيواجهون الرد السوري المناسب”

وأضاف المعلم “لسنا نحن من أساء العلاقات مع تركيا.. السياسة التركية الخاطئة تجاه سورية والعراق جعل المسألة الكردية تطفو على السطح، لأنها حاولت إضعاف الحكومة المركزية”، مشيراً إلى أن إيقاف تركيا لدعمها المجموعات الإرهابية وتمويلها وتسليحها ستكون هي نقطة التحول الأولى في الموقف التركي وبعد ذلك سنبحث في أي عرض تركي يقدم لنا بشأن تحسين العلاقات.

وعن الدعم الإيراني المقدم لسورية ودورها كدولة ضامنة لمسار أستانا ذكر المعلم “نرحب بالوجود الإيراني ولا نستمع إلى الأصوات التي تآمرت علينا وقتلت شعبنا ثم الآن تعترض على الوجود الإيراني فالموقف العربي من الوجود الإيراني في سورية موقف يبتعد عن الواقعية لأنه منذ سبع سنوات جاءنا الطعن والتآمر من بعض الأشقاء العرب الذين يعترضون على الوجود الإيراني بينما وقفت إيران إلى جانبنا وشاركتنا في مكافحة الإرهاب”.

كما لفت وزير الخارجية والمغتربين إلى إنه لا يحق لكيان الاحتلال أن يهدد أحدا، فالكيان مغتصب وما زال الجولان تحت الاحتلال ومن حقنا أن نتخذ الإجراءات المناسبة في الدفاع عن أراضينا وفي حال استمرت الغارات الإسرائيلية على سورية لكل حادث حديث، مبينا أن الأولوية الآن في سورية هي مكافحة تنظيمي “داعش” و”النصرة” الإرهابيين وبعد ذلك سنرى إذا كانت ستستمر تلك الغارات أم لا.

أما عن الأزمة الخليجية وتداعياتها على تطورات المشهد السوري، أفاد المعلم بأنه “لم ألمس ذلك.. ما يهمنا في تلك الأزمة هو من يساعد التنظيمات الإرهابية ماليا وتسليحيا.. حتى الآن ما زالت المساعدات تأتي لهذه التنظيمات”.

وحول وجود تنسيق أمني مع العراق فيما يتعلق بمحاربة “داعش” بدير الزور وغيرها أكد المعلم “أن هناك تنسيقا وثيقا وبشكل يومي لأننا نحارب عدوا مشتركا وليس هناك أي قنوات اتصال بيننا وبين الأمريكيين حول محاربة “داعش” أبداً.. نحن ننسق مع العراق بشأن مكافحة داعش ولا نتدخل مع من ينسق العراق”.

وفيما يتعلق بالعلاقة مع الدول الأوروبية وهل هناك تبادل للمعلومات حول الإرهابيين أوضح الوزير المعلم أنه “يجب على أي دولة تريد تعاونا في مكافحة الإرهاب أن تتوقف عن دعم الإرهاب بشكل مباشر أو غير مباشر وأن تنهج سياسة واقعية تجاه الأزمة في سورية وأن تسعى لرفع الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية.. إذا تمت هذه الإجراءات يصبح الطريق ممهدا لتعاون أمني وسياسي”.

وبشأن إمكانية لعب فرنسا دور إيجابي في ملف تسوية الأزمة في سورية أكد وزير الخارجية أنه “لا لأحد في أوروبا له دور بحل الأزمة في سورية ما لم ترفع الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب وتقطع صلتها مع الإرهاب”

وردا على سؤال حول اللجنة الدولية المكلفة بالتحقيق في استخدام السلاح الكيماوي أوضح الوزير المعلم “نحن نتعاون مع الأصدقاء في هذا الموضوع ونطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولي بعيدة عن التسييس ومهنية كي تقوم بالتحقق ولا نقبل اتهامات جاهزة وتوقيت إصدار هذه الاتهامات مرتبط دائماً بانتصارات الجيش العربي السوري أو بانعقاد اجتماعات أستانا وهذا مرفوض جملة وتفصيلا ولذلك ما زلنا نقول على من يتهم أن يثبت اتهامه”.

كذلك أعرب وزير الخارجية والمغتربين عن أسفه لإقدام الولايات المتحدة بالعدوان على مطار الشعيرات دون أي دليل أو إثبات، مشيراً إلى أن سورية طالبت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بإرسال فريق حيادي متخصص للتحقيق حول استخدام السلاح الكيميائي في مطار الشعيرات وخان شيخون.

وبشأن مفاوضات جنيف صرح المعلم أن “مشكلة الأزمة في سورية هي بالتدخلات الخارجية.. ومع الأسف المنصات الثلاث تتبع لعواصم دول مقيمة فيها ومن هنا يصعب الحكم سلفا على جنيف أن يحقق تقدما أو لا بسبب التدخل الخارجي في ذلك”، لافتا إلى أن من يريد حلا للأزمة في سورية فعليه الابتعاد عن التدخل وبعدها يمكن أن يصبح الحل ممكناً.

وتابع أن “القرار 2254 لا يتحدث عن مرحلة انتقالية حتى نميز بينه وبين جنيف1 ونحن نتعامل مع المعارضة الوطنية التي تستلهم مواقفها من مصالح الشعب السوري وليس من مصالح “زد أو اكس” من الدول وعندما نرى تبلور مثل هذه المعارضة الوطنية كل شيء قابل للحل”.

وبخصوص ملف إعادة الإعمار أكد الوزير المعلم أن “هناك خططا يتم دراستها في الحكومة السورية لمرحلة إعادة الإعمار والأولوية لأصدقائنا الذين وقفوا معنا خلال الأزمة.. وعندما نقول 200 أو 300 مليار دولار فهذا المبلغ الطائل لن يتحقق.. نحن نتحدث عن إعادة إعمار في إطار إمكانياتنا الوطنية وجهود السوريين في الداخل والخارج والدول الصديقة وبعد ذلك ننظر في المساهمات الأخرى”، مشيراً إلى أنه يجب على الدول التي تآمرت على سورية أن تسهم كاعتذار منها للشعب السوري على ما ارتكبته من أخطاء.

وحول الانتصار الذي تحقق في دير الزور بين وزير الخارجية والمغتربين أن “سورية تتطلع إلى تحرير كل شبر من أراضيها من الإرهاب وإذا كان هذا متاح قبل العام الحالي فهذا شيء نرحب به ونتمنى أن يكون قبل ذلك لكن سنستمر في الكفاح إلى أن يتم تحرير كل شبر من الإرهاب”.

وأجاب المعلم على سؤال بشأن التغيرات في المجتمع الدولي حول الأزمة في سورية بأن “التحول حقيقي فمن كان يتخذ موقفا سلبيا من سورية في العام الماضي وما قبله في هذا العام أما صمت أو حاول أن يظهر نوايا إيجابية لذلك ساد هذه الدورة من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة جو إيجابي عن سورية فيما عدا الرئيس ترامب.. أما الآخرون فكانت الأجواء إيجابية .. لذلك أتوقع أن تحسن الوضع الميداني يؤدي إلى تحسن الوضع السياسي وهو ما يدعونا إلى التفاؤل في المستقبل”.

وعن إمكانية الحوار مع بعض الدول العربية والعودة إلى الجامعة العربية ذكر المعلم “نحن ضحية تآمر بعض العرب علينا والضحية هي التي تنتظر من الآخرين بوادر حسن النية وأتوقف هنا.. وكل شيء ممكن” مضيفا أن “الجامعة العربية كما هو الوضع القائم فيها الآن لا تغري أحدا بالعودة إليها.. نريد العودة إلى جامعة عربية فاعلة وليس إلى جامعة تخرق ميثاقها بتجميد عضوية سورية وتخرق ميثاقها بالسماح بضرب ليبيا.. نحن نريد جامعة عربية حقيقية وعندما يتحقق ذلك لكل حادث حديث”.

وعن المصالحات الوطنية في سورية بين المعلم “نعول على المصالحات في الداخل السوري وقد حققنا إنجازات كبيرة في هذا المجال وآلاف السوريين الآن يعيشون حياة طبيعية في أحضان وطنهم”، مؤكداً أنه لا يمكن إجبار أحد على العودة التي يجب أن تكون طوعية ومن يرغب بالعودة إلى وطنه فالوطن بحاجة له لأننا في مرحلة إعادة الإعمار ونحتاج إلى جهد كل سوري.