الشريط الاخباريسلايدسورية

الجعفري: سورية حرصت منذ البداية على إيصال المساعدات إلى مستحقيها

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن الحكومة السورية حرصت منذ بداية الحرب الإرهابية المفروضة على سورية على إيصال المساعدات إلى مستحقيها بالتعاون مع الأمم المتحدة والوكالات المختلفة التابعة لها.

وفي جلسة لمجلس الأمن حول الأوضاع الإنسانية في سورية ذكر الجعفري أن الاستماع إلى بعض الإحاطات التي قدمها البعض وبمجرد المقارنة بينها يشير بشكل واضح إلى أن البعض يعرف عما يتحدث وعما يجري في سورية بحكم وجوده على الأرض وانخراطه السياسي في متابعة الأوضاع في سورية، في حين أن البعض الآخر الذي تحدث ليس موجودا على الأرض ولا يعرف ماذا يجري في سورية وهو يستند بشكل رئيسي إلى أقوال وادعاءات ومهاترات إعلامية واستخبارية تعطي الانطباع بأن ما يجري في سورية لا علاقة له بمكافحة الإرهاب وأن هناك أزمة إنسانية سببها فقط الحكومة السورية.

وأضاف أن هذه المقارنة مهمة جدا كي يدرك بعض الزملاء أنه بعد سبع سنوات من بداية الحرب الإرهابية المفروضة على سورية آن الأوان للتوقف عن المزايدات والكذب والتضليل.

الجعفري وبعد الاستماع لإحاطة وكيل الأمين العام الجديد للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، أكد أن دمشق على أتم الاستعداد للتعاون مع أي جهد صادق لمعالجة تداعيات الوضع الإنساني في البلاد طالما أن الهدف منه مساعدة الشعب السوري مساعدة نزيهة بعيدا عن تسخير آلامه لصالح أجندات تدخلية سياسية مرفوضة.

وبهذا الصدد بين الجعفري أن الحكومة السورية حرصت منذ بداية الحرب الإرهابية المفروضة عليها على التعاون مع الأمم المتحدة والوكالات المختلفة التابعة لها لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها استنادا إلى المبادئ الناظمة للعمل الإنساني، ولا سيما قرار الجمعية العامة رقم 182/46 وفي مقدمتها مبدأ احترام السيادة السورية الأمر الذي أكدت عليه كل قرارات مجلس الأمن الخاصة بسورية وهو أمر بمنتهى الأهمية لأن البعض ينسى في حديثه هذا الموضوع، مشيرا بذلك إلى أن لوكوك ارتكب خطيئة عندما لم يأت في حديثه على ذكر التعاون مع الحكومة السورية وكأن “أوتشا” تتعامل مع أشباح في سورية وليس مع حكومة موجودة.

وبعد صدور تقرير الأمين العام الثالث والأربعين عن الوضع الإنساني في سورية ، لفت الجعفري إلى أن الوقت حان للانتقال من حالة الإنكار إلى حالة الإقرار بأن السبب الجوهري لهذه الأزمة هو بروز وانتشار التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيما “داعش” و”جبهة النصرة” والمجموعات المرتبطة بهما واستقدام عشرات الآلاف من الإرهابيين الأجانب المدعومين خارجيا وانتشارهم في الأحياء والقرى والمدن واتخاذهم من المدنيين دروعا بشرية ونشر فكر التوحش، الأمر الذي أكده التقرير الذي أعده فريق الدعم التحليلي ورصد الجزاءات المنشأ عملا بالقرار 1526 تاريخ 2004.

وذكر الجعفري أن مندوبة الولايات المتحدة تحدثت عن أن حكومتها خصصت 860 مليون دولار لصرفها على اللاجئين السوريين في الدول المضيفة أي الأردن وتركيا ولبنان، متسائلا “ألم يكن أحرى بحكومتها أن تصرف هذه الأموال على إعادة هؤلاء اللاجئين إلى وطنهم سورية لإعادة بناء المدارس والمشافي والطرق بدلا من الضغط لاستمرار بقاء هؤلاء السوريين خارج بلادهم”.

وتابع الجعفري “التقينا قبل عدة أيام مع لوكوك حيث نقلنا إليه بشكل واضح مشاغل الحكومة السورية وملاحظاتها على أداء “أوتشا” خلال المرحلة السابقة انطلاقا من أن الحكومة السورية حريصة على بناء علاقة مهنية شفافة وموضوعية تؤدي إلى تحقيق الغاية الأساسية لنا ولكم ألا وهي مساعدة الشعب السوري في تلبية متطلباته وتقديم المساعدات الإنسانية لجميع المحتاجين وإعادة تأهيل البنى التحتية بما يمكن المهجرين من العودة إلى مناطقهم بعد أن تمت إعادة الأمن والاستقرار إليها بجهود الدولة السورية والقوى الحليفة والصديقة”.

وبين الجعفري أن العلاقة يجب أن تكون أيضا واقعية تعترف بأن السبب الحقيقي لمعاناة الشعب السوري هو الإرهاب الدولي إضافة إلى التدابير الاقتصادية القسرية الجماعية أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى على الشعب السوري، وعلاقة ذات مصداقية تقر بأن الأعمال غير القانونية لما يسمى “التحالف الدولي” تزيد من معاناة الشعب السوري من خلال قتلها آلاف المدنيين وتدمير البنى التحتية المدنية وتقر بأنه لا يمكن الاعتماد على مصادر مشبوهة أو مصادر ترتبط بالمجموعات الإرهابية ورعاتها في تقييمها لواقع الوضع الإنساني في سورية.

وأشار الجعفري إلى أنه تم إبلاغ مجلس الأمن قبل سنتين بأن طيران ما يسمى “التحالف الدولي” وتحديدا الطائرات الأمريكية قصفت مدرسة في الرقة للأطفال المعوقين فقتلت العشرات منهم، مضيفا “أفاجأ اليوم بحديث زميلتي الأمريكية واتهامها للطيران السوري بأننا قصفنا مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة في نفس المنطقة”.

كذلك أكد الجعفري أن الحكومة السورية تشدد على ضرورة عدم اقتصار ارسال المساعدات الإنسانية إلى المناطق غير المستقرة بل ينبغي أن تشمل أيضا تلك المناطق التي يحررها الجيش العربي السوري والقوى الحليفة والصديقة من الإرهاب ولا سيما في محافظة دير الزور والجزء الشرقي من محافظة حلب وغيرهما.

وأضاف الجعفري “حكومة بلادي أبدت جدية والتزاما بمساري أستانا وجنيف وحضرنا حتى الآن ست جولات في أستانا وسبع جولات في جنيف ومازال البعض يقول إن الحكومة السورية غير جادة بالانخراط في العملية السياسية”.

وقال إن “سورية تنظر بإيجابية إلى مسار أستانا وما نجم عنه من تحديد مناطق تخفيف التوتر أملا بالتوصل إلى وقف فعلي للأعمال القتالية وفصل للمجموعات الإرهابية كـ”داعش” و”النصرة” وغيرهما عن تلك المجموعات التي وافقت على الدخول في مسار أستانا”.

وفي مداخلة ردا على المندوبة الأمريكية ذكر الجعفري أن “هناك وثائق بقيت سرية يتم تبادلها بين وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن والسفير الأمريكي في دمشق منذ العام 2006 فيها مخطط لتغيير الحكومة في سورية، إضافة إلى مذكرات هيلاري كلينتون التي اعترفت فيها بأن الإدارة الأمريكية هي التي خلقت “داعش” و”النصرة” والقاعدة وعشرات الكتب التي تم تأليفها داخل الولايات الأمريكية وفي أوروبا وكلها تحدثت عن التلاعب بالإرهاب السياسي الإسلاموي تحديدا من أجل تقويض الحكومات في منطقتنا العربية والشرق أوسطية”.

وتساءل الجعفري “هل هناك من ينسى ماذا حدث في العراق هل يمكن أن ننسى فضيحة غزو العراق وما أدى ذلك إلى مصائب في منطقتنا وفي العراق.. ومن الذي دعا وخول ما يسمى قوات التحالف الدولي دخول بلادي وماذا تفعل القوات الأمريكية العسكرية فوق أجزاء من تراب وطننا سورية، هل هناك تبرير لذلك، كيف يتم انتهاك سيادة بلادي عسكريا في عدة مناطق في مخالفة فظيعة وفجة وفظة للقانون الدولي وماذا تفعل القوات الأمريكية فوق أرض بلادي ومن الذي دعا هذه القوات إلى الحضور.. ولماذا أنشأت الولايات المتحدة الأمريكية أو “البنتاغون” غرفة عمليات موك في عمان بالأردن منذ بداية الأزمة، أليس لتدريب الإرهابيين وإرسالهم عبر الحدود إلى سورية.. وهل ننسى أن الإدارة الأمريكية السابقة صرفت 500 مليون دولار على تدريب 39 إرهابيا انتهى الأمر بهم للانضمام إلى جبهة النصرة وداعش مع أسلحتهم الامريكية”.

وتابع مندوب سورية “من الذي ضرب موقع الجيش السوري في جبل الثردة بدير الزور، أيلول 2016، أي قبل سنة تماما وتحدثنا عن هذا الموضوع في المجلس.. أليس الطيران الأمريكي هو الذي قصف موقع الجيش العربي السوري المرابط في دير الزور والذي كان يحمي 300 ألف مدني هناك من “داعش”، هذا القصف مكن التنظيم من السيطرة على الموقع وقصف مدينة دير الزور على مدار سنة بكاملها وتكرر الأمر مؤخرا في 21 هذا الشهر، حيث أعلنت وزارة الدفاع السورية ووزارة الدفاع الروسية أن مدينة دير الزور ستتحرر من “داعش” في غضون أسبوع وكان جيشنا على أبواب مدينة دير الزور وقضى الطيران الروسي والسوري على 850 إرهابيا تم قتلهم في دير الزور”.

وأشار الجعفري إلى أن “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة أوقف بعد انسحاب الإرهابيين واستعادة الجيش لمدينة دير الزور والمواقع المحيطة بها، عملياته في الرقة التي هي معقل “داعش” وزج بما يسمى “قوات سورية الديمقراطية” التي يدعمها في دير الزور التي كان جيشنا يحررها وكأن الأمريكان يسابقون الجيش السوري للوصول إلى دير الزور بدلا من محاربة “داعش” في معقله الرئيسي الرقة”، لافتا إلى الصور الجوية التي التقطها الروس بالأقمار الصناعية وتظهر وحدات أمريكية مع “داعش” يتناوبون ويتبادلون المواقع من دون قتال وطائرات مروحية تنقل قيادات من “داعش” إلى مكان ما.

وقال الجعفري إن “السلوك الأمريكي الأوروبي تجاه ما يجري في سورية يخالف كل القرارات الدولية حول سورية ويجب على الحكومة الأمريكية أن تعرف إننا دولة ذات سيادة ونحن لا نريد محاربتها ولكن عليها تغيير سياستها الخاطئة”.

كما طالب الجعفري برفع الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية كي يتمكن اللاجئون السوريون من العودة إلى بلادهم، مشيرا إلى أن الحل السياسي ينبغي أن يقوم على مساعدة الحكومة السورية لا العمل ضدها واستغلال العامل الإنساني وسيلة للضغط عليها.

من جهته، دعا مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إلى رفع الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري، واصفا هذه الإجراءات بأنها “عقاب جماعي”  للشعب السوري ويجب أن ينتهي فورا.

وفي سياق آخر شدد نيبينزيا على الطابع المؤقت لمناطق تخفيف التوتر في سورية، حيث بين أنه “من غير المقبول الادعاء بأن إقامة مناطق خفض التوتر وراءها خطط لتقسيم سورية أو تفتيتها لذلك نؤكد على الطبيعة المؤقتة لهذه المناطق”، لافتا إلى أن روسيا تعتبر أن هدف تلك المزاعم نزع المصداقية عن عملية أستانا.